8- من أهم دوافع التحرك الطائفي هو الإيمان المُطلق بفكرة التميز الديني، وهذه الفكرة موجودة لدي جميع طبقات وشرائح المجتمع ، فلا يوجد اعتقاد ديني إلا ويؤمن أصحابه بالأفضلية والنجاة من العذاب..ولكن هذه الفكرة هي فكرة كُلية وليست جزئية إذ أنها تتعامل مع الدين بمنطق الإيمان والكُفر...لذلك أري أن من يُحذر من المد الشيعي أو الخطر الشيعي لدي الأطراف السُنية في غالبهم يؤمنون بأن الشيعة في مُجملهم ليسوا بمسلمين...
9-وبناء عليه لو استمعت تلك الأطراف للآخر وعقدوا حوارات ثقافية ومنهجية تهدف في المقام الأول إلي تحري الحقيقة وابتغاء مرضاة الله وعدم الإنتصار للذات والعمل علي تجاوز الأفكار التي تبحث عن الخلاف قبيل الإتفاق....لوقفوا علي أن للآخر حق في نفس المصير وأنه وطالما آمنا بأن الشيعة مسلمين وأن اتفاقنا معهم أكثر من الخلاف لحقا علينا التعاون معهم عملا بالقول الشائع"يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ويعين بعضنا فيما اتفقنا عليه"
10- الحرص علي الإتفاق والعمل له هو نقيض الخلاف وتعزيزه..فحقا علي الإنسان بشكل عام علي الآخر هو التعايش، والتعايش أيضا هو نقيض الصدام..والصدام في بدايته تحريض ،لذلك كان زرع الهاجس من الآخر هو في حد ذاته تحريض..وقد لمسنا ذلك بوضوح في الفتنة المذهبية العراقية، التي كانت في بداياتها التذكير بالخلافات وبالتالي تعزيزها وكنتيجة طبيعية لعدم وجود تيار ثقافي وسياسي قوي يصد تلك الهجمة الخِلافية أدي ذلك إلي نشوء التحريض المجتمعي والذي تحول إلي فتنة مذهبية حصدت أرواح مئات الآلاف من الطرفين..