|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 66149
|
الإنتساب : Jun 2011
|
المشاركات : 2
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
من هو نبي الله صل الله عليه واله وسلم وما حققه للبشرية
بتاريخ : 20-11-2011 الساعة : 06:36 PM
ًمن هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما حققه للبشرية
تصل أخبار من عدة مناطق أن الملحدين وأصحاب الشبهات يعملون بشكل واسع لنشر دعاياتهم المسمومة ، بين الناس البعيدين عن المناطق العامرة بالعلماء والمبلغين ! وفي مثل هذه الظروف يجب على القادرين من الفضلاء العجم والعرب ، أن يؤدوا ما عليهم من مسؤولية في المناطق التي يؤثرون فيها، مسؤولية إنقاذ النفوس وصيانة عقائد الإسلام.
نعم إن راحة الإنسان ببقائه في بيته عند أهله وعياله ، لأن سفره الى المناطق الأخرى خاصة النائية فيه تعب ومشقة، لكن ينبغي لأحدكم أن يفكر أن هجرته وسفره لكي يبلغ الدين بعيداً عن عائلته ، ويهدي الضائع ويرشد الجاهل ، سفره لكي يقيم معروفاً ، أو يزيل منكراً ، هو بلا شك حركةُ سير في سبيل الله تعالى ، وقد قال الله تعالى عن أهل هذه الحركة: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. ( سورة التوبة:120 ) .
فكل مايصيبكم ، من أدنى تعب الى أشده، مكتوبٌ في سجل أعمالكم عند الله تعالى ، وقد بلغت أهمية المسألة عنده سبحانه أنه هو كاتب الأجر فيها ، وهو الضامن لصلاح هذا العمل وجزائه ! وفي مقابل هذا الأجر العظيم ، فإن الإنسان يتقبل متاعب سفره وعمله .
وبهذه المناسبة أذكر أموراً ينبغي مراعاتها لتحقيق الإخلاص في النية الذي هو الجهاد الأكبر ، وتحقيق التوفيق في عملكم في إخراج الناس من الضلال الى الهدى ، الذي هو التأويل الأعظم لقوله تعالى: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً . ( سورة المائدة:32 ) .
الأمر الأول: كونوا على وضوء في كل مجلس تبليغ أو خطابة ، فالوضوء بنفسه نور، ومضافاً الى ذلك فإن لمجالسكم خصوصية فيمن يحضرها ، فقد يحضر في المجلس شخصٌ كادٌّ على عياله يعمل من الصبح الى المغرب لكي يوفر لقمة عيش لزوجته وأطفاله، وهذا كالمجاهد في سبيل الله بكد يمينه وعرق جبينه ، يأتي الى مجلسكم مدفوعاً بالإيمان والعشق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أو سبطه الإمام الحسن عليه السلام أو الإمام الرضا عليه السلام .
أو تحضر مجلسكم عجوزٌ مستضعفة، تحملت المتاعب في حياتها، وجاءت الى هذا المجلس مع ضيق معيشتها ، بسبب محبتها وعشقها للصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام .
أو يحضره طفل يتيم فقد والديه ، وجاء ضيفاً الى مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
في مثل هذه الحالات يستحيل على الشخص الأول في العالم صلى الله عليه وآله وسلم أن لاينظر الى ذلك المجلس بعين عطفه ، ليس من أجلي وأجلك بل من أجل هؤلاء ! وإذا نظر الى المجلس فسوف يشملك شعاع نظره ، فكن في كل مجلس على وضوء.. هذا أولاً .
والأمر الثاني: بعد أن تفتتحوا مجلسكم بالقرآن ، إفتتحوه بزيارة آل ياسين ، فاقرؤوا أصل الزيارة وإن لم تقرؤوا الدعاء الذي بعدها ، لأن صاحب الزمان عليه السلام يقول: (إذا أردتم التوجه بنا إلى الله والينا، فقولوا كما قال الله تعالى: سلام على آل ياسين) . (1)
إن هذه الزيارة إذا قرئت في مجلس وتلي فيها التسليم على صاحب الزمان عليه السلام ، فإن أثرها أن تتوجه القلوب اليه ، والله تعالى يقول: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوا لِي وَلاتَكْفُرُونِ. ( سورة البقرة: 152 ) وصاحب الزمان صلوات الله عليه حجة الله علينا ، ومركز نور الله في أرضه ، وهو متخلق بأخلاق الله تعالى ، فلا يمكن أن نذكره ولا يذكرنا .
والأمر الثالث: لاتختموا أي مجلس من مجالسكم إلا بعد أن تكونوا ذكرتم فيه الإمام صاحب الزمان عليه السلام فهو واسطة فيض الوجود ، ونحن به نستيقظ من نومنا ، وبه نريد ، وبه نفهم ، وبه نقول ، وبه نحيا ، وبه نموت .. نعم عقيدتنا أن كل ذلك وكل النعم من الله تعالى ، والإمام عبدٌ مخلوقٌ مملوكٌ لله تعالى ، لايملك بذاته لنفسه نفعاً ولا ضراً ، ولكن هذه الجزئيات من الله به عليه السلام .. ومادامت منه بهذا المعنى فإن شكر واسطة الفيض تستوجب عقلاً ونقلاً أن تتوجه اليه القلوب في المجالس .
والأمر الرابع: أقدم لكم حديثاً عن الإمام الباقر عليه السلام ، أنا عاجزٌ عن شرحه ، وكل أفكار البشر أصغر من أن تدرك عمقه! ففي الكافي:3/220، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال لعمرو بن سعيد الثقفي: (إن أُصبتَ بمصيبة في نفسك، أو في مالك ، أو في ولدك، فاذكر مصابك برسول الله ، فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط) . والذي يحير العقل هنا هو تعليله ووصفه عليه السلام للمصاب بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن الخلائق لم تصب بمثله! والخليقة عنوان عام يشمل كل مخلوق ، فكيف بجمعه الخلائق؟ وهو محلى بألْ ، فهو يشمل حتى الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين عليهم السلام ومايرى وما لايرى فكل هؤلاء لم يصابوا بمثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهو تعليل لايفهمه إلا خواص العلماء ، الذين يدركون من هو النبي ، وماذا فعل ، وماهي مصيبة فقده ، ومن الذين أصيبوا به صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
توجد كلمتان تعرفان كل وجود الشخص هما: من كان، وماذا فعل؟ والإمام الباقر نفسه عليه السلام يعلم ويدرك أن هذه المصيبة كانت مصيبة بشخص لم يكن أحدٌ مثله، ولم يكن عملُ أحد مثل عمله، لأنه هو الذي قال: فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط ، يعني لافي الماضي ولافي الحاضر ولافي المستقبل! فماذا كان عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وماذا أعطى للعالم ؟!
هذا بحر محيط لايمكننا التوصل الى قعره ، فخوضه مقصور على الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ، فهم يدركون أي أمواج انطلقت من بحره صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
سأقدم لكم أربع كلمات ، تقال في كل صلاة ، تكفي لأن نفهم ما عمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي: (سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله، والله أكبر ).
إن لكل واحدة من هذه الكلمات قدرها وحسابها الخاص.. ولنتأمل في أول كلمة منها: سبحان الله ، ولنتجول بفكرنا في شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه في كل الأديان والمذاهب بلا استثناء.. لندرك أنه لو لم تكن هذه الكلمة موجودة ، فلا يوجد ارتباط في العالم بين الخالق والمخلوق !
العمل الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنه ربط الخلق بخالقهم ! فلو لم يكن النبي موجوداً ، ولا دينه ، فلا وجود لحرف يربط بين الخالق وخلقه ! ولكان العالم كله يدور في زوبعةٍ من الضلال ، ما بين مشبهٍ وملحدٍ وعابدٍ لغير الله تعالى !
يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
(إلى أن بعث الله سبحانه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رسولاً لإنجاز عدته ، وتمام نبوته، مأخوذاً على النبيين ميثاقه ، مشهورةً سماته، كريماً ميلاده. وأهل الأرض يومئذ مللٌ متفرقة، وأهواءٌ منتشرة ، وطوائفُ متشتتة ، بين مشبِّهٍ لله بخلقه ، أو ملحدٍ في اسمه ، أو مشيرٍ إلى غيره .. فهداهم به من الضلالة ، وأنقذهم بمكانه من الجهالة) . ( نهج البلاغة:1 /24 )
كان العالم كله في تلك الدوامة العاصفة ، بين مشبِّهٍ لله بخلقه ، أو ملحدٍ في اسمه ، أو مشيرٍ إلى غيره ، فجاء صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ منجله النبوي فحصد كل ذلك الحشيش التافه ، وغرس بدله شجرة التسبيح الطيبة ، وأضاء شجرة التهليل والتوحيد، وأنار في العالم مشعل التسبيح والتحميد وأوصل البشر الى مستوى أن يقولوا: ( الله أكبر.. من أن يوصف) !
نفس: سبحان الله ، ماذا تعني؟ هنا تتحير عقول الكمَّل من البشر.. فقد أوصل النبي المعرفة الى هنا! أوصل التنزيه الى هنا.. تنزيهٌ عن الجسم، وتنزيهٌ عن صفات عالم الكون ، وهذا هو التنزيه الإبتدائي لعامة الناس !
قال النبي سبحان الله ، فهدى عقول الألوف كعقل ابن سينا ، بل إن ابن سينا لاقيمة له هناك، لقد هدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألوف العقول النيرة كعقول الأنبياء عليهم السلام الى أقصى مايمكنهم أن يجدوا اليه طريقاً في دائرة الوحي وإمكانيات العقل البشري ، والى أدق معاني قوله: كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه ، فهو مخلوق مصنوع مثلكم ، مردود إليكم ! ولا غرو فهو صلى الله عليه وآله وسلم نبي الأنبياء عليهم السلام ! (2)
نعم ، هذه هي كلمة: سبحان الله التي أتى بها ! وهذا هو العمل الذي عمله في تعريف البشر بالله تعالى! فكل ما في هذا العالم من تسبيح لله تعالى ، فإنما هو من كلمات شفتيه ، وكل ما في العالم من تحميد لله تعالى ، فأصله من لفظ لسانه الشريف. وكل ما فيه من توحيد فمنبعه من نطق فمه المبارك. وكل ما فيه من تكبير، فمنطلقه من صوته النبوي .
هذا ما عمله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تعريف الخلق بخالقهم تبارك وتعالى.
أما ما عمله مع خلق الله تعالى ، فإن النموذج الواحد منه يحتاج شرحه الى كتاب! في ذلك الوقت الذي انهزم المسلمون في أحد ، وتركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحده مع علي أمام سيوف قريش الحاقدة ، فقاتل صلى الله عليه وآله وسلم ومعه علي عليه السلام فقط ، قاتلا بعد أن جرح أبو دجانة لساعات يردَّان هجمات المشركين المستميتة لقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى جرح في جبهته الشريفة وكسرت مقدمة أسنانه، وهذا ما لم يحدث له في كل حياته ، فأي جبهة جرحت يومئذ، وأسنان أي فم كسرت؟ لقد تزلزلت أركان العالم ، فالعالم قشرٌ والنبي لبه ، وإذا تضرر اللب فما قيمة القشر ؟!
في ذلك الظرف ، قالوا له: يارسول الله أدع عليهم.. في ذلك الوقت وقد سال ذلك الدم المقدس من جبهته وفمه ، فوق قميصه الخام ، ذلك القميص الذي لم يفتح إلا عندما لبسه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومها ، ثم طواه ليفتحه بيده ولده الموعود الإمام المهدي عليه السلام ! قيل له: أدع عليهم فرفع يديه الى السماء وقال: اللهمَّ اهْدِ قومي، فإنهم لايعلمون !
هذا ماعمله للخلق: إلهي أريد منك لهؤلاء بدل العذاب الذي يستحقونه أن ترحمهم وتنعم عليهم ! بأي نعمة ؟ بنعمة الهداية التي هي أغلى جوهر في العالم ! ولمن طلبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ لهؤلاء الذين أصروا وما زالوا مصرين على قتله ، وجرحوه في جبهته وفمه الشريف !
ثم لم يقل صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم اهدهم فقط ، بل قال: إهْدِ قومي ! فأضافهم الى نفسه ليجر الرحمة الإلهية من المضاف اليه الى المضاف !
|
|
|
|
|