بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
من ضمن سلسلة الاكاذيب في ملف معركة احد ما ذكر في مسألة السيف الذي عرضه النبي ص على الصحابة ويقولون : انه ( ص ) أخذ سيفا ، وقال : من يأخذ هذا السيف بحقه ، فطلبه جماعة ، منهم الزبير . وفي نصوص أخرى : أبو بكر ، وعمر ،
وتضيف رواية الينابيع عليا أيضا ، فلم يعطهم اياه .فسأله أبو دجانة : ماحقه ؟
فقال : أن تضرب به العدو حتى ينحني . فطلبه أبو دجانة ، فأعطاه اياه ، فجعل يتبختر بين الصفين ، فقال ( ص ) : انها لمشية يبغضها الله الا في هذا الموطن .
فقاتل أبو دجانة قتالا عظيما ، حتى حمل على مفرق رأس هند التي كانت تحوش المسلمين بهجماتها - ثم عدل السيف عنها ، لانها صرخت ، فلم يجبها أحد ، فكره أن يضرب بسيف رسول الله امرأة لا ناصر لها .
ملاحظات على هذه الرواية :
ونقول :
1 - ان قضية عرضه السيف على أصحابه ، ومنعه من البعض ، واعطائه لابي دجانة قد تكون صحيحية .
ولكن ما تقدم عن الينابيع ، من ذكر علي ( عليه السلام ) فيمن لم يعطه ( ص ) السيف في غير محله . كيف ؟ وسيأتي : أنه لم يثبت أمام ذلك الجيش الهائل سوى أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه . وهذا يقرب : أنه ( عليه السلام ) كان يدرك : أنه لم يكن هو المقصود للنبي ( ص ) في دعوته للمسلمين ، لاخذ السيف بحقه ، لانه كان يعرف موقعه ودوره في المعركة .
ولنا أن نحتمل هنا - بسبب ما عرفناه وما ألفناه من هؤلاء الرواة والمحدثين - : أن اضافة اسم علي في الرواية ، قد كانت من أجل الحفاظ على كرامة وشخصية الطالبين والممنوعين الحقيقيين عن السيف في هذا الموقف .
فانهم لم تكن مواقفهم الحربية تأبى عن مثل هذا ، حيث لم تؤثرعنهم مواقف حربية شجاعة في ساحات الجهاد ، بل أثر عنهم العكس من ذلك تماما .
2 - اننا لانفهم : لماذا يرفض رسول الله ( ص ) اعطاء السيف للزبير ، ولابي بكر ، وعمر ، بعد طلبهم اياه ، قبل أبي دجانة ، ولماذا لا يجربهم ، ليظهر مواهبهم ومواقفهم ؟ ! ولماذا يواجههم أمام الناس بهذا الرفض الفاضح والقاسي ، حتى لقد وجدوا في أنفسهم من منعه لهم ؟
ولربما يقال : انه أراد أن يعطيه أنصاريا ، ليقتدي به الانصار . وجوابه : انه قد كان اللازم حينئذ : أن يوضح ذلك لهم بكلمة ، أو باشارة ، حتى لا يتعرض الممنوعون لسوء ظن الناس بهم ، أو حتى لا ينسبوا للفشل والعجز ، وتصير كرامتهم في معرض الامتهان .
وان كنا سنرى : أن هؤلاء الممنوعين لم يكونوا في المستوى المطلوب ، وكان أبو دجانة أولى منهم بهذا التكريم ، لان هذه القضية قد جرت لو صحت بعد عودة المسلمين من الهزيمة . وسيأتي بعض الكلام في ذلك ان شاء الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
راجع نصوص هذه الرواية المختلفة في : لباب الاداب ص 176 ، وتاريخ الخميس ج 1 ص 424 / 425 ، والسيرة الحلبية ج 2 ص 222 / 223 / 225 ، وشرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 257 ، والبداية والنهاية ج 4 ص 16 / 17 ، وفيهما ذكر
عمر والزبير ، ومغازي الواقدي ج 1 ص 259 ، وحياة الصحابة ج 1 ص 575 - 577 عن غير واحد ، وينابيع المودة .