أخرج الصفار في البصائر، والكليني في الكافي، بإسنادهما عن هاشم بن أبي عمارة الجنبي قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:... وأنا جنب الله.
وعن الصَّدوق في التوحيد، بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وأخرجه الصفار بإسناده عن عبد المزاحم عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
وأخرج الصفار، والكليني، ومحمد بن العباس في تفسيره، بإسنادهم عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) في قول الله تعالى {أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} قال: جنبُ الله أميرُ المؤمنين (عليه السلام)،
عن أبي ذر الغفاري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ونحن جنب الله الذي ينادي مَن فرَّط فينا يوم القيامة بالحسرة والندامة.
وأخرج النعماني في الغيبة، بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (في حديث) فقالوا: يا رسول الله مَن وصيُّك؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه {أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} فقالوا: يا رسول الله وما جنب الله هذا؟ فقال (صلى الله عليه وآله): هو الذي يقول الله فيه {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً}(2) هو وصيي، والسبيل إلى مَن بعدي.
وبإسناده عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وقد سأله رجل عن قول الله عزَّ وجل {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ}؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): نحن واللهِ، خُلقنا من نور جنب الله تعالى، وذلك قول الكافر إذا استقرَّت به الدار {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} يعني: ولاية محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله)
روي ان الامام علي عليه في حياته المباركه والكريمه قد نعى نفسه وابلغ عن قاتله وفي ذلك روايات قد اشتهرت ومنها"""
خطب عليه السلام في الشهر الذي قتل فيه فقال : أتاكم شهر رمضان وهو سيد الشهور وأول السنة ، وفيه تدور رحى الشيطان ، ألا وإنكم حاجو - العام صفا واحدا ، وآية ذلك أني لست فيكم .(بحار الأنوار 315)
قال أمير المؤمنين لما بايعه الملعون عبد الرحمن بن ملجم قال له : تالله إنك غير وفي ببيعتي و لتخضبن هذه من هذا و أشار إلى كريمته و رأسه فلما أهل شهر رمضان جعل يفطر ليلة عند الحسن و ليلة عند الحسين فقال في بعض الليالي كم مضى من الشهر فقالا له كذا و كذا يوما, فقال لهما: في العشرة الآخرة تفقدان أباكما فكان كما قال ع (الفضائل:104)
جمع أمير المؤمنين عليه السلام الناس للبيعة، فجاء عبدالرحمن بن ملجم المرادي - لعنه الله - فرده مرتين أوثلاثا ثم بايعه، وقال عند بيعته له: " ما يحبس أشقاها ! فوالذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذا " ووضع يده على لحيته ورأسه عليه السلام، فلما أدبر ابن ملجم عنه منصرفا قال عليه السلام متمثلا:
أشدد حيازيمك للموت * فإن الموت لاقيك
ولا تجزع من الموت * إذا حل بواديك
كما أضحك الدهر * كذاك الدهر يبكيك
(الإرشاد للمفيد :ج1: 10)
أن أمير المؤمنين عليه السلام سهر تلك الليلة، فأكثر الخروج والنظر في السماء وهو يقول: والله ما كذبت ولا كذبت، وإنها الليلة التي وعدت بها , ثم يعادو مضجعه، فلما طلع الفجر شد ازاره وخرج وهو يقول: " أشدد حيازيملك للموت فإن الموت لاقيك ولا تجزع من الموت إذا حل بواديك ", فلما خرج إلى صحن الدار استقبلته الاوز فصحن في وجهه، فجعلوا يطردونهن فقال: دعوهن فإنهن نوائح , ثم خرج فأصيب عليه السلام.(الإرشاد للمفيد:ج1: 15)
قال له عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله يا أمير المؤمنين أحلف لك ثلاثة إيمان أني احبك وأنت تحلف إِني لا احبك فقال له "ع":ويلك إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان فأسكنها الهواء فما تعارف منها هناك ائتلف في الدنيا وما تناكر منها اختلف في الدنيا وإِن روحي لا تعرف روحك وقد عرض علينا المحب والمبغض فما رأيتك فيمن أحبنا ثم قال "ع":إذا سركم ان تنظروا إلى قاتلي فانظروا إلى هذا فقيل له أفلا تقتله فقال "ع":كيف اقتل قاتلي. (مستدرك نهج البلاغة:الباب الثالث)
ونقل الشيح المفيد في الارشاد
وكانت وفاة أميرالمؤمنين عليه السلام قبل الفجر ليلة الجمعة احدى وعشرين من شهر رمضان سنة اربعين من الهجرة، قتيلا بالسيف قتله ابن ملجم المرادى لعنه الله في مسجد الكوفة، وقد خرج عليه السلام يوقظ الناس لصلوة الصبح ليلة تسع عشر من شهر رمضان، وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك، فلما مر به في المسجد وهو مستخف بأمره مماكر باظهار النوم في جملة النيام ثار اليه فضربه على ام رأسه بالسيف وكان مسموما فمكث يوم تسعة عشر وليلة عشرين ويومها وليلة احدى و عشرين إلى نحو الثلث الاول من الليل، ثم قضى نحبه عليه السلام شهيدا ولقى ربه تعالى مظلوما وقد كان عليه السلام يعلم ذلك قبل أوانه، ويخبر به الناس قبل زمانه.]
واماماه وسيداه وعلياه
وضيعتنا بعدك سيدي
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين