العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

احمد آل مسيلم
شاعر
رقم العضوية : 65231
الإنتساب : Apr 2011
المشاركات : 2,027
بمعدل : 0.40 يوميا

احمد آل مسيلم غير متصل

 عرض البوم صور احمد آل مسيلم

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : روح الكلم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-08-2011 الساعة : 03:36 AM


من كتاب الفاظ السلوك الخلقي في القران الكريم



أتى

الأ تْيُ في اللغة : المجيء باستقامة . والأتو لغة فيه([1]( قال الشاعر([2])
ياقـــــــوم مالــي وأبا ذؤيب كنت إذا أتوتـــــــــه من غيب
يشمُ عِطفـــــــــي ويبُزُ ثوبي كأنني أربــــــــــــــــــته بريب
والأتِيُ : النهر الصغير يسوقه الرجل إلى أرضه , وكل مسيل سهَلته .يقال : أتَّيْتُ للسيل فأنا أؤتيه إذا سهَلت سبيله من موضع إلى موضع , ليخرج إليه الماء.([3]) قال علقمة بن عبدة في وصف ناقته([4]) :
تَسْقِي مَذانبَ قد زالت عَصِيفتُها حَدُودها من أتي َ الماء مطَمُومُ

وأتَتِ الشجرة أكُلها : أعطته في سهولة وسخاء . وأتت الماشية : نمت , ومنه قيل : تأتَّى الأمر : سَهُل , ومأتاه : جهته التي يسهل إتيانه منها([5]) . كما قالت الخنساء ترثي أخاها صخرا([6]ً):
خَطَاب ُمَفْصَلَةٍ فَرَاجُ مُظْلِمَـــــة إ ن هاب مُفظِعة أتَّى لهــا بابا
إذاً فهذا اللفظ يدل أصلا على المجيء باستقامة , ولما كانت الاستقامة في السير والمجيء تدل على السهولة واليسر فقد استعمل هذا اللفظ , للدلالة على العطاء بسهولة ويسر . مع احتفاظه بمعناه الأصلي . وقد فرق بين المعنين بفونيم صوتي , تمثل بمد الهمزة عند دلالته على العطاء , وبقاء الهمزة من دون مدَ عند دلالته على المجىء . قال ابن السكيت : ( وقد أتيته وأتوته ...ويقال قد آتيته إذا أعطيته . وقد أتيته إذاجئته )([7]) يقــــــال : ( أتيته أتْياً وأُتيا وإتيّاً وإتياناً ...ويقال : أتوته أتواً لغة في أتيته ).([8]) ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم أربعا ًوستين وخمسمئة مرة .ثلاثون وثلاثمئة منها في آيات مكية , وأربع وثلاثون ومئتان في آيات مدنية([9]) . حاملاً دلالتين أساسيتين هما :
المجيء والعطاء فضلا عن دلالات مجازية أُخر اقتضتها السياقات المختلفة التى ورد فيها هذا اللفظ . وقد ذكر الدامغاني من ذلك ستة عشر وجها ([10]). ونظراً لإيثار البحث الإيجاز , فسيقصر حديثه على بعض تلك الدلالات التى تدل على سلوك خُـلقي يمارسه الإنسان في حياته , ولما كان هذا اللفظ قد ورد في سياقات مختلفة في القرآن الكريم , فقد أفضى به ذلك إلى الدلالة على سلوك خلقي مرغوب فيه , وسلوك خلقي مرغوب عنه.
والسلوك الخلقي المرغوب فيه يتمثل بإيتاء المال . أي : إعطاءه . ويرى عبد الفتاح لاشين أن الإيتاء أقوى من الإعطاء في إثبات مفعوله , لأن الإعطاء له فعل مطاوع, لأنه يقال : أعطاني فعطوت , في حين لايقال : آتاني فأتيت . وإنما يقال : فأخذت , والفعل الذي له مطاوع كما يذكر أضعف في إثبات مفعوله من الفعل الذي لا مطاوع له([11]) . ولم تقتصر دلالة الإيتاء في القرآن الكريم على الأشياء الحسية بل اتسعت دلالته , لتشمل كل ما فيه خير ونفع للإنسان مثل الكتب السماوية , والملك والحكمة , والأجر والثواب . وفي هذا كله أسند الإيتاء إلى لفظ الجلالة تبارك وتعالى , لأنه مصدر العطاء , والمتفضل على عباده بكل شيء . قال تعـــــالى : )وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ( (آلعمران : 180), وقال تبارك اسمه : )وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ(( النور :33 ) وكان الحق تبارك وتعالى قد حض المؤمنين على التصدق وبذل المال للمحتاجين من ذوي القربى واالمساكين قبل أن تفرض الزكاة . قال تعالى : )فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ((الروم : 38) فالله هو الرزاق فهو صاحب المال الأول تفضل به على بعض عباده فتنة وابتلا ءً لهم , لينظر من يلتزم بأوامره ونواهيه ومن أوامره تعالى أنه قد أمر بإيتاء فئات من الخلق من ذلك المال وسماه حقا لهم , ومن أولئك المحتاجين من ذوي القربى والمساكين وابن السبيل . إحسانا إليهم , وهذا الإيتاء خارج عن الزكاة كما يرى المفسرون , لأن الآية نزلت قبل وجوب الزكاة([12]) .وقد مدح الله عباده المؤمنين الذين ينفقون المال على حبه سواء أكان ذلك الإيتاء واجباً كالزكاة أم غير واجب قال تعالى : )وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ((البقرة :77) أي مع حب المال والشح به كما قال ابن مسعود . ( أن تؤتيه وانت صحيح شحيح , تامل العيش وتخشى الفقر , ولاتمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا)([13]) . وقيل : على حبَ الله , وقيل على حب الايتاء يريد أن يعطيه وهو طيب النفس بإعطائه . وقدم ذوي القربى ؛ لأنهم أحق([14]) . قال(r) : ( صدقتك على المسكين صدقة وعلى ذي رحمك اثنتان , لانها صدقة وصلة)([15]) . فإيتاء المال وبذله للمحتاجين ولاسيما ذوي القربى سلوك خلقي مرغوب فيه . له أثر كبير على المعطى إذ يتخلص من البخل ويطهر نفسه من الشح , وماله من قلة البركة . وعلى المجتمع , أن يسهم في القضاء على السلوك المنحرف الذي قد يؤديه الفقر والحاجة.ومن السلوك الخلقي الحسن الذي حض عليه القرآن الكريم بدلالة هذا اللفظ إتيان البيوت من أبوابها قال تعالى : )يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ((البقرة: 189) قيل : إن سبب نزول الآية أن أناسا من الأنصار كانو إذا أحرموا لم يدخل أحد منهم حائطا ولا دارا من باب , فنزلت الآية تأمر بإتيان البيوت من أبوابها.([16]) قال الزمخشري : ( أي وباشروا الأمور من وجوهها التى يجب أن تباشر عليها ولا تعكسوا )([17]). أما السلوك الخلقي المرغوب عنه الذي أتى متعلقا بهذا اللفظ فهو ذلك السلوك الذي بلغ المدى في الشناعة والقبح ومخالفة الفطرة الإنسانية الذي مارسه قوم لوط (u) قال تعالى:) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ((الأعراف: 80 , 81) قال سيد قطب . عند تفسير هذه الآية : ( وهي فاحشه شاذة قذرة تدل على انحراف الفطرة وفسادها من أعماقها , فالفطرة قد تفسد بتجاوز حد الاعتدال والطهارة مع المرأة , فتكون هذه جريمة فاحشة , ولكنها داخلة في نطاق الفطرة ومنطقها , وأما ذلك الشذوذ الآخر فهو انخلاع من فطرة الأحياء جميعا , وفساد في التركيب النفسي والتركيب العضوي سواء )([18]) .

([1]) ينظر : العين : 8/145 (أتي , أتو) ومقايس اللغة : 1/49,50 ( أتو , أتي ) , ولسان العرب : 1/64 ( أتي ) . ومفردات ألفاظ القرآن: 4(اتي ) , وتاج العروس : 10/7 ( اتو /اتي )

([2]) البيت في العين :8/145 , ولسان العرب :1/64 .

([3]) ينظر : مفردات ألفاظ القرآن: 4(اتي ) , ولسان العرب : 1/64 (أتي )

([4]) المفضليات : 398

([5]) ينظر : لسان العرب : 1/65 (اتي)

([6]) ديوان الخنساء : 155

([7])إصلاح المنطق : 141 , 242 , وينظر : معترك الاقران : 1/526

([8]) لسان العرب : 1/64 , 66 (اتي )

([9])المعجم الفهرس : 6/15

([10]) ينظر : الوجوه والنظائر ل ( الدامغاني ) : 14/16

([11]) ينظر : صفاء الكلمة : 70

([12]) ينظر : التفسير الكبير : 25/102 , وفي ضلال القرآن: 6/459

([13]) الكشاف :1/243 /244

([14])ينظر : الكشاف : 1/244, والتفسير الكبير : 5/215

([15])مسند أحمد:4/214 , وسنن النسائي الكبرى:5/52 .

([16]) ينظر الدر المنثور : 1/204

([17]) الكشاف : 1/262 . وينظر : البرهان في علوم القرآن: 1/41

([18]) في ظلال القرآن: 6/406


من مواضيع : احمد آل مسيلم 0 (صلاةُ الماءِ والقمح)
0 أمُّ أبيها...الزهراء (ع)
0 الحبُّ سلاحاً ...
0 .... ما بعد الانتظار
0 ......... يا طفُّ مهلاً
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:31 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية