إن جسم الإنسان مهيأ لتحمل الحرارة. وهو ينفذ مهماته أفضل ما يكون عندما يكون بدرجة حرارة 98 درجة فهرنهايت (36.67 درجة مئوية)، ويمتلك آليات خاصة به للحفاظ على درجة الحرارة. ومع هذا فإن الطقس الحار، خصوصا عندما يكون الجو حارا ورطبا ومضببا، يمكنه أن يؤدي إلى إجهاد القلب والجسم.
إشعاع الحرارة والتبخر
* تولد خلايا الجسم الحرارة خلال عملية تحويل السكر إلى طاقة. ولذلك، وعندما تزداد درجة حرارة الجو، فإن الجسم ليس لديه أي خيار لتوليد حرارة أقل في الداخل. وإن كان بمقدورك نزع ثيابك، فإنه لن يكون بإمكانك نزع جسدك الذي ولدتك أمك به! وهذا ما يفتح الطريق لتحقيق وسيلتين رئيسيتين لتقليل الحرارة: الإشعاع، والتبخر.
مع ازدياد درجات الحرارة الجوية تقوم مستشعرات درجات الحرارة في الجسم بإبلاغ الأوعية الدموية الموجودة على الجلد بالاسترخاء وتقبل كميات أكبر من الدم. ولتبريد الجلد، ويقوم الدم المتدفق قي المناطق المحيطية، بعملية الإشعاع الحراري، حيث تنتقل الحرارة منه إلى الهواء. إلا أن هذا الحل لا يؤدي مهمته عندما يصل مقدار درجة الحرارة الجوية إلى مقدار درجة حرارة الجسم.
أما التعرق فهو وسيلة أخرى للتبريد الذاتي. وتحول عملية التبخر، العرق الذي يفرزه الجسم نتيجة الحرارة، إلى بخار الماء. ويؤدي تبخر مقدار من العرق بمقدار ملعقتي شاي إلى تبريد الدم المتدفق بدرجتين فهرنهايت (1.11 مئوية). وفيما يؤدي التعرق مهمته بشكل جيد في الأيام الجافة، فإنه لا يؤديها مع ازدياد نسبة الرطوبة الجوية إلى أكثر من 75 في المائة، لأن كمية الماء في الجو تعيق وتصعب من عملية التبخر.
الحر والقلب
* إن كلا من الإشعاع الحراري والتعرق يمارسان الضغط على القلب، إذ إن مهمة تحويل الدم إلى الجلد تدفع القلب إلى العمل بجهد أكبر. وفي يوم حار، قد يقوم القلب بدفع الدم بحجم أكبر بأربع مرات من معدل تدفقه في يوم بارد. أما التعرق فإنه يؤدي إلى إفراز كميات من الأملاح المعدنية وتفريغ الدم منها، وهي عناصر مهمة للحفاظ على توازن صحي للسوائل.
ولا تظهر هذه الإجهادات على القلب لدى الأشخاص الأصحاء، إلا أن بمقدورها أن تسبب المشكلات للمصابين بانسداد الشرايين نتيجة تجمع ترسبات الكولسترول أو الذين تضررت عضلة القلب لديهم بعد تعرضهم لنوبة قلبية أو بمرض آخر في القلب.
كما أن الطقس الحار يسبب مشكلات أيضا للأشخاص الذين يتناولون أدوية حاصرات بيتا أو مدرات البول أو المصابين بمرض باركنسون، السكري، أو السكتة الدماغية، أو أي مرض آخر يؤثر سلبا على قدرات المخ للتعرف على حدوث الجفاف في الجسم. ويؤدي الحر كذلك إلى زيادة سوء حالات عجز القلب، الانسداد الوعائي الرئوي، وفشل الكلى.
إرشادات لمقاومة الحر
* التروي والحيطة بمقدورهما مساعدتك في التخلص من مشكلات الطقس الحار والرطب وتأثيرها على القلب.
* برد نفسك. الهواء البارد هو أفضل الوسائل لهزم الحر. وإن لم يكن لديك مكيفة للهواء، اذهب إلى قاعة مبردة لتمضية فترة ساعة أو ساعتين. استحم تحت المرشاش أو في المغطس. وقد يفيدك وضع ثوب مبلل أو قطعة ثلج، تحت إبطيك أو في أعلى الفخذين.
تناول السوائل، فالحفاظ على مستوى السوائل في الجسم يكافح السخونة الزائدة. إلا أن هذا ولسوء الحظ ليس سهلا لكل شخص، إذ إن المشكلات في المعدة والأمعاء، أو وجود خلل في إشارات العطش، أو تناول مدرات البول، والنشاط البدني، أو تناول السوائل بشكل قليل، تساهم كلها في حدوث جفاف الجسم. حاول، في أيام الطقس الحارة الرطبة الخطيرة، شرب قدح من الماء كل ساعة (وإن كنت مصابا بعجز القلب، استشر الطبيب أو الممرض). قلل تناول المشروبات الغازية الحاوية على السكر وكذلك عصائر الفاكهة الكاملة القوة، لأنها تبطئ حركة السوائل من الجهاز الهضمي إلى الدم. قلل من تناول المشروبات الحاوية على الكافيين أو الكحول، أو تجنبها كلية، لأنها تزيد بقوة من حالة جفاف الجسم.
* قلل نشاطك. لا تحاول ممارسة التمارين الرياضية، أو أي نشاط بدني، عندما تكون درجتا الحرارة والرطوبة عاليتين. وأفضل مواعيد الرياضة هي الصباح الباكر أو المساء. وإن مارست الرياضة، تناول السوائل أكثر من المعتاد. خفف طعامك. اختر وجبات خفيفة لا تؤدي إلى الضغط على جهازك الهضمي. تناول أنواع الحساء غير الساخن، السلاطة، والفواكه لسد الجوع وتزويدك بالسوائل اللازمة.
تحياتي