بسم الله الرحمن الرحيم
يقع الكلام في ما بيّناه من عدم انعقاد الإطلاق ، فأقول راجياً رضا ولي الله الأعظم :
إننا في البحث السابق أسسنا أصلاً متيناً في هذا المبحث وهو (( عدم انعقاد الإطلاق في كلامه ـ صلى الله عليه وآله ـ )) ، بل قُل : (( استحالة انعقاد الإطلاق )) لما بيّناه من وجود منافقين في أصحابه ، ووجودهم بمثابة القرينة المنفصلة التي تمنع انعقاده .
وأما وجه استحالة انعقاده فيمكن أن يبيّن بنحوين :
الأول ـ وجود القرينة المنفصلة .
الثاني ـ أن النبي لا يمدح المنافقين ولا يدعو إلى محبتهم ، وهذا أمرٌ يتفق عليه كل مسلم .
وبعد التأمل والبحث نصل إلى هذه النتيجة : هذا الأصل يجري في كل ما يقولونه في الصحابة .
ولمّا كان الأمر كذلك ... نقول : إننا لو سلمنا ـ جدلاً ـ لكم بصحة ما أفدتموه ( من الملازمة بين الطعن بالصحابي والطعن بالدين ) فيكون المراد من ذلك أن الطعن بخصوص الصحابي المؤمن هو الذي يلزم منه الطعن بالدين ، ونحن ولله الحمد لا نطعن بمؤمني الصحابة بل نجلهم ونحترمهم ونترضى عليهم ونسأله تعالى أن يحشرنا معهم . ..فما قلناه هناك نقوله هنا أيضاً .
ولا شك أن هذا الوجه يكفي رد كلامهم ،، ولكننا سنبيّن أيضاً بقية الوجوه .
ملاحظة : هذا الوجه مبني على تنزلنا لهم .. وأننا مع تنزلنا لهم نقول أيضاً الإطلاق غير مقصود في هذا الكلام .