((النظام السعودي واستراتيجية صناعة الازمات)))
تعتمد بعض الأنظمة السياسية، على صنعالعوامل المساعدة لبقائها وقتا أطول في سدة الحكم، وهذه
العوامل تتنوع وتتعدد وفقا لطبيعةالنظام ودولته وشعبه ومحيطه الاقليمي أيضا، فلو أخذنا مثالا عن ذلك النظام السعودي،فإننا في قراءتنا لتأريخ هذا النظام، سنكتشف بأنه نظام سياسي قائم على صناعةالازمات في المحيط الاقليمي، من اجل أن يحمي نفسه ويطيل مدة بقائه علىالعرش.
لذلك ليس صعبا على المتابع المتخصص، أن يؤشر ظاهرة صناعة الازمة التي يتبناها هذا النظام، منذ أن بدأ بممارسة الادوار المزدوجة والمتناقضة في شكلها وجوهرها في الداخل والخارج، لذا نرى أن السعودية تعلن في تصريحاتها وأقوال قادتها السياسيين برامج وخططا تقوم على مبادئ جيدة من حيث المظهر والمعنى، ولكننا حينما نأتي على الدور الفعلي لهذا النظام، سنجد أنه المؤسس والمحرك والصانع للازمات السياسية من الطراز الاول.
وهذا ما نلاحظه بوضوح في الازمات الراهنة التي تعاني منها، على سبيل المثال دول الخليج، فهناك مثلا أزمة البحرين بين شعبها ونظامها السياسي الذي يستميت في البقاء باسلوبه السلطوي المرفوض، وذلك بمساعدة سعودية لا تخطئها عين او بصيرة، ويتكرر الحال نفسه في اليمن وأزمتها الحادة، والتدخلات السعودية التي تصب الزيت على النار في الغالب، فتؤجج الوضع باستمرار.
ينطبق هذا على الوضع المتأزم في سوريا ايضا، ولا يخفى على المراقب ذلك الدور الفاعل للنظام السعودي في هذا المجال، كذلك ما يحدث في الكويت من أزمات متكررة ودور السعودية في تأجيجها المتواصل.
إن هذا النظام كما هو واضح قائم على صناعة الازمات في المحيط الاقليمي، من خلال التدخل المباشر او غير المباشر، وتأجيج الاوضاع بين الفرقاء، والتحريض واستخدام سياسة (فرق تسد)، حيث يلجأ معظم المتناحرين الى هذا النظام بسبب القدرات المالية لا غير، مع انه السبب الرئيس في تنمية وتأجيج الازمات في المنطقة.
المطلوب جملة من الخطوات الاجرائية الفاعلة، على المستويين الدولي والاقليمي ايضا، فضلا عن دور الشعب السعودي نفسه، إذ ينبغي عليه ان يقوم بدوره ومسؤولياته، لمحاسبة رموز النظام السياسي الخطير، الذي يقوده نحو الفتن وتفجير الازمات وصناعة الاحتقان والتطرف، من خلال دعمه للارهاب هنا وهناك بوسائل مباشرة او غير مباشرة.
ويجب أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات رادعة لهذا النظام ايضا، فليس من المعقول أن تبقى السعودية بنظامها الحالي مطلقة اليدين، تفعل ما يحلو لها في المحيط الاقليمي، وتصنع ما يروق لها من مشاكل وازمات لتأجيج الوضع في المنطقة، بل لابد ان تكون هناك خطوات رادعة من قبل المجتمع الدولي لهذا النظام، بالاضافة الى الخطوات التي ينبغي ان تقوم بها دول المنطقة.
وعندما يتساءل البعض عن الاسباب التي تدفع بالنظام السعودي الى انتهاج مثل هذه السياسات الخطيرة، فإن الجواب عن ذلك لا يحتاج الى ذكاء كبير او الى تفسيرات غامضة، فالسبب واضح تماما، أن الهدف الاول من هذه الصناعة الفاسدة (صناعة الازمات)، هو حماية عرش السلطة السعودية لاطول مدة ممكنة، خاصة وانه نظام يتعايش مع الازمة ويزدهر في ظلها.
لهذا لابد أن تعي شعوب المنطقة وانظمتها الحاكمة ايضا، اساليب النظام السعودي بهذا الصدد، وطرقه المخاتلة في التسلل الى هذه الدول، ومحاولة التقرب منها بحجة المساعدة او النصح او الدعم الاقتصادي وما شابه، لأن الاهداف الخفية لهذا النظام، تختلف عن اهدافه المعلنة قطعا، ويبقى الامر منوطا بالمعنيين من قادة وساسة ونخب هذه الدول التي تعاني من الدور السلبي للنظام السعودي القائم – كما ذكرنا سابقا- على صناعة وتأجيج الازمات في المجتمع الواحد، وبين المجتمعات مع بعضها ايضا.
إن الدور الخطير الذي تقوم به السعودية في الخليج، ومعظم الدول العربية، ينبغي أن يُراقب بدقة، وأن تتخذ الخطوات اللازمة لفضحه أمام الملأ، فالنظام الذي يدعم الارهاب، ويصبح مصدرا له، فإنه يشكل خطرا على عموم دول المنطقة والعالم أجمع، لهذا لابد أن تكون هناك جهود واضحة تتضافر فيما بينها من اجل إيقاف هذا النظام عند حده، وتحييده، وفضحه وأساليبه أمام الجميع.
خاصة وانه لايزال العنصر الرئيسي المثير للفتن، سواء في البحرين او اليمن او الكويت او غيرها، وهو يحاول بذلك ان يبدو وكأنه الراعي الكبير لهذه الدول، لكنه في الحقيقة نظام يدعم الفتن ويصنع الازمات لكي يصنع له دورا للبقاء وإثبات الوجود!!.
.................................................. .................................................. ..............
((النظام السعودي واستراتيجية صناعة الازمات)))
العرض العادي
