|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 66245
|
الإنتساب : Jun 2011
|
المشاركات : 62
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
رحلة الإمام الباقر عليه السلام إلى الشام ومحاججاته
بتاريخ : 10-06-2011 الساعة : 11:26 PM
عن الإمام الصادق عليه السلام ( ..... فقال له-هشام بن عبد الملك- : ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت وما ظننت أن في الأرض أحدا يرمي مثل هذا الرمي أ يرمي جعفر مثل رميك فقال إنا نحن نتوارث الكمال والتمام اللذين أنزلهما الله على نبيه صلى الله عليه وآله في قوله ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)) والأرض لا تخلو ممن يكمل هذه الأمور التي يقصر غيرنا عنها قال فلما سمع ذلك من أبي انقلبت عينه اليمنى فاحولت واحمر وجهه وكان ذلك علامة غضبه إذا غضب ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه فقال لأبي أ لسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد؟ فقال أبي نحن كذلك و لكن الله جل ثناؤه اختصنا من مكنون سره و خالص علمه بما لم يخص أحدا به غيرنا فقال أليس الله جل ثناؤه بعث محمداً صلى الله عليه وآله من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة أبيضها و أسودها و أحمرها من أين ورثتم ما ليس لغيركم و رسول الله صلى الله عليه وآله مبعوث إلى الناس كافة وذلك قول الله تبارك و تعالى ((وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إلى آخر الآية)) فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي و لا أنتم أنبياء فقال عليه السلام: من قوله تبارك و تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله ((لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)) الذي لم يحرك به لسانه لغيرنا أمره الله أن يخصنا به من دون غيرنا فلذلك كان ناجى أخاه عليا من دون أصحابه فأنزل الله بذلك قرآنا في قوله ((وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ)) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي فلذلك قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم ففتح كل باب ألف باب خصه رسول الله صلى الله عليه وآله من مكنون سره بما يخص أمير المؤمنين أكرم الخلق عليه فكما خص الله نبيه صلى الله عليه وآله خص نبيه صلى الله عليه وآله أخاه علياً من مكنون سره بما لم يخص به أحدا من قومه حتى صار إلينا فتوارثنا من دون أهلنا.
فقال هشام بن عبد الملك إن عليا كان يدعي علم الغيب والله لم يطلع على غيبه أحداً فمن أين ادعى ذلك فقال أبي عليه السلام : «إن الله جل ذكره أنزل على نبيه ص كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله تعالى ((وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ)) وفي قوله ((وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ و في قوله ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ)) وأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله أن لا يبقى في غيبه و سره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به علياً فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه وقال لأصحابه حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي فإنه مني وأنا منه له ما لي وعليه ما علي وهو قاضي ديني ومنجز وعدي ثم قال لأصحابه علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي عليه السلام ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه أقضاكم علي أي هو قاضيكم وقال عمر بن الخطاب لو لا علي لهلك عمر يشهد له عمر و يجحده غيره »!
فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال سل حاجتك فقال خلفت عيالي و أهلي مستوحشين لخروجي فقال قد آنس الله وحشتهم برجوعك إليهم ولا تقم سر من يومك فاعتنقه أبي ودعا له وفعلت أنا كفعل أبي ثم نهض ونهضت معه.
|
|
|
|
|