بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالميــــن
والصلاة والسلام علــــى
محمد وآلـــــه أجمعــــين
عقوق الوالدين
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
بسم الله الرحمن الرحيم
{{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه ُ وبالوالدين إحسانا ً , إ ِما يبلغن َّ عندك َ
الكـِبر َ أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أ ُف ٍ ولا تنهرهما وَقل لهـــــــــا
قولا ً كريما ً }} ....... ألأسرآء 23
إن الشارع المقدس لم يؤكد على شيء أعظم من طاعة الوالدين ولم يركز
الشارع المقدس والسنة النبوية الشريفة على مشرفها وآله أفضل الصلاة
وأتم التسليم أكثر من تركيزهما على طاعة الوالدين وبرهما ومما ورد في
القرآن الكريم وكما جآء في سياق الآية الشريفة أعلاه قد قرن الله تعالى
روحي لأسمه الشريف الفدا طاعته بطاعة الوالدين وقد رفع مقامهما ألى
أعلى عليين حيث جآء لفظ الوالدين مباشرة ًبعد لفظ الجلالة أعلاءا ً لشأنهما
وأما ماورد في المأثور من السنة ألشريفة فلايقل شأنا ً عما ذكرنا من القرءان
الكريم فقد ورد عن المعصومين عليهم السلام أن الله تعالى لم يجعل في ثلاث
مواضع رخصة في التهاون فيها منها بر ألوالدين فقال :-
{{ بر والديك برَّين كانا أو فاجرين }}
فكونهما فاجرين ترخيص لنا أن نقطع صلتهما ونعقهما هذا مما لارخصة فيه
على الأطلاق ويثبت العقوق بذلك على الأبنآء وبثبوته فليستعد للخسران
الأكبر والعذاب المهين والمقيم الذي ينتظر كل عاق كما ورد في الأثر من
الأحاديث الشريفة والتي سنقوم بأستعراض بعضا ً منها في هذا البحث أنشآء
الله تعالى ,
إذا ً نستخلص مما ذكرنا أن هذا التركيز من الشارع المقدس والسنة الشريفة
لابد أنهُ نابع من أسباب مهمة جدا يجب أن تبنى عليها العلاقة الأسرية التي هي
نواة للعلاقة الأعم وهي علاقة أفراد المجتمع الواحد فيما بينهم فببنآء علاقة
الفرد مع والديه علاقة طيبة مستقيمة يخرج ألى المجتمع فرد متكامل متزن
يهيئه الشارع المقدس بأن يأخذ دوره في أصلاح المجتمع وكذلك حمل رسالة
ألأسلام ألى المجتمعات ألمتخلفة دينيا وعقائديا ً ويوجهها التوجيه الصحيح
بتلقينها رسالة الاسلام الحنيف وبهذا تكتمل حلقة الهداية البشرية ليعم الجميع
الخير والرفاه .... فهل نجد هذا اليوم في مجتمعاتنا ؟؟؟
هل نعيش اليوم ظاهرة العقوق على في اشد مراحلها وأقسى مراتبها ؟؟؟
إن مانشهده اليوم من تداعي في أخلاقيات الشباب وهم أبنآء اليوم ورجال الغد
هو المَعلَم الظاهر في هذا الوقت والذي بات يشكل أخطر مرحلة في العلاقة
الأسرية التي باتت مهددة بل متحللة ألى أبعد الحدود بعد أن خرج لنا
جيلا ً عاقا ً بكل معنى الكلمة !!!
ربما لايوافقنا البعض فيما نقول .. نعم هذا ليس أطلاق بالحكم ولكن يكاد
يكون كذلك من شدة مانرى من ظواهر العقوق ألتي وصلت مراحل يندى
لها جبين البشرية مما جعل العقوق هو العلامة المميزة لهذا العصر...
أذا ً هل لهذا مصاديق من السنة النبوية الشريف تدلنا على هذا
هذا ما سنحاول أن نستشفه من خطبة المولى المقدس رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وسيتضح لنا ذلك بكل وضوح فلنقرأ ,,,,
في جامع الأخبار :- روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :
حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة الوداع فلما قضى
النبي صلى الله عليه وآله ماأفترض عليه من الحج أتى مودع الكعبة فلزم
حلقة الباب ونادى برفيع صوته ... أيها الناس .. فأجتمع أهل المسجد
وأهل السوق فقال أسمعوا إني قائل ماهو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم
غائبكم ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بكى لبكائه
الناس أجمعين فلما سكت من بكآئه قال :
{{ ...
أعلموا رحمكم الله أن مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق ولا شوك الى أربعين
ومائة سنة , ثم يأتي من بعد ذلك شوك وورق إلى مائتي سنة و ثم يأتي من شوك
لاورق فيه حتى لايرى فيه إلا سلطان جآئر أو غني بخيل أو عالم مراغب في المال
أو فقير كذاب ... أو شيخ ٌ فاجر أو صبي ٌ وقح أو أمرأة ٌ رعنآء ...
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقام أليه سلمان المحمدي وقال :-
يارسول الله أخبرنا متى يكون ذلك فقال صلى الله عليه وآله وسلم :-
ياسلمان : إذا قلت علمآئكم وذهبت قرآؤكم وقطعتم زكاتكم وأظهرتم منكراتكم
وعلت أصواتكم في مساجدكم وجعلتم الدنيا فوق رءوسكم والعلم تحت أقدامكم
والكذب حديثكم والغيبة فاكهتكم والحرام غنيمتكم ولايرحم كبيركم صغيركم
... ولا يوقر صغيركم كبيركم ...
فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم ويجعل بأسكم بينكم
وبقي الدين بينكم لفظا ً بألسنتكم فإذا أوتيتم هذه الخصال توقعوا الريح الحمرآء
أو مسخا ً أو قذفا ً بالحجارة وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى عز وجل : -
{{ .... قل هوَ القادِرُ على أن يبعث َ عـَليكم عـَذابا ً من فوقكم أو من تحت أرجلكم
أو يـَلبــِسـَكـُم شيعا ً وّيذيق َ بعضكم بأس بعض , أنظر كيف َ نـَصـَرِّف َ
الآيآت لعلَّهم يفقهون ....}}
فقام أليه جماعة من الصحابة فقالوا يارسول الله أخبرنا متى يكون ذلك فقال :-
عند تأخير الصلوات وإتباع الشهوات وشرب القهوات
.... وَشتــم ألآبــــــــــآء والأمهـــــــــــآت ....
حتى ترون الحرام مغنما والزكاة مغرما ً وأطاع الرجل زوجته وجفا جاره ُ وَقَطَع َ
رَحمَه ُ وذهب رحمة الأكابر وقل حيآء الأصاغر وشيدا البنيان وظلموا العبيد
والإمآء وشهدوا بالهوى وحكموا بالجور ...
...... وَســــب َ الرجـــــل أبـــــــــــاه ......
ويحسد الرجل أخاه ويعامل الشركاء بالخيانة وقل الوفآء وشاع الزنا
...... وتزين الرجال بثياب النسآء وَسلب عنهن قناع الحيآء .....
ودب الكبر في القلوب كدبيب السم في الأبدان
وقل المعروف وظهرت الجرآئم وهونت العظآئم وطلبوا ألمدح بالمال وأنفقوا
المال للفنآء , وشغلوا بالدنيا عن الآخرة وقل الورع وكثر الطمع والهرج والمرج
...... وأصبح المؤمن ذليلا ً .....
والمنافق عزيزا ً مساجدهم معمورة بالأذان
وقلوبهم خالية من الأيمان وأستخفوا بالقرآن وبلغ المؤمن عندهم كل هوان
فعند ذلك ترى وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين , كلامهم
أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الحنظل فهم ذئاب وعليهم ثياب , مامن يوم
إلا ويقول الله تبارك وتعالى :-
{{ ....أفبي تغترون أم علي َّ تجترءون }}
{{ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ً وأنكم ألينا لاترجعون }}
{{ .... فوعزتي وجلالي لولا من يعبدني مخلصا ً ما أمهلت ُ من يعصيني
طرفة عين ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السمآء قطرة ولا
أنبت ورقة خضرآء فواعجباه لقوم ألهتهم أموالهم وطالت آمآلهم وَقصرت
آجآلهم وهم يطمعون في مجاورة مولاهم ولايصلون َ ألى ذلك إلا بالعمل
ولايتم العمل إلا بالعقل .....}}
مما نستخلصه هنا من هذه الخطبة المباركة لسيدنا ومولانا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أن واحدة من العلامات المميزة في هذا العصر
هو {{ طفل ٌ وَقـِح }} و {{ ولايوقر صغيرهم كبيرهم }} و
{{ وَشتم الآبآء والأمهات }} و {{ وَسـَب َ الرجل َ أباه }}
أخوتي وأخواتي
أنه كلام من لاينطق عن الهوى أنه كلام سيد المرسلين أنه كلام من
أرسل رحمة للعالمين , فلامجال للشك والريب فيما يقول , إذا ً نحن
بصدد ظاهرة بكل تأكيد هذا الزمان هو من مصاديق هذه الخطبة المباركة
فلنتمعن بها جميعا ً وللنظر تطابق الأحداث والوقائع وتشابهها في الخطبة
وعلى صعيد الواقع الذي نعيشه فلا نرى أختلاف مقدار ذرة عما يحدث ألآن
حقا ً وحقيقة ً, إنها حقيقة مرة يجب أن نتجرعها عسى أن نعرف ألى أين
ستؤول الأمور بنا وهل لنا من حلول ؟
نحن وبرأينا المتواضع نجد أن هناك تقصير مشترك بين الآبآء والأبنآء
وتقصير آخر يدعم هذا التقصير هو الفساد العام للمجتمع وهو الذي أدى
ألى هذه التداعيات في سلوكية هذا الجيل وكذلك المسؤولية المباشرة
للحكومات الأسلامية التي ساهمت بشكل كبير في الاعانة على فساد مجتمعاتها
بشكل أو بآخر وعدم الأكتراث بما ترفعه هذه الحكومات من شعارات أسلامية
فالأسلام منها برآء , إذا هي مسئوليات متعددة الأطراف أدت بالشباب وبصورة
خاصة على مانتحدث عنه في موضوعنا وهو صفة
{{{ .... عقـــــوق الوالـــــــــدين .... }}}
أذا ً سنحاول أن نستطلع بعض الأحاديث الشريفة التي سنرى بوضح تبين
أن بعضا ص من أبنائنا ممن نفني من أجلهم أموالنا وأعمارنا ونضع بخدمتهم
كل أمكانياتنا المادية والمعنوية هم في حقيقة واقعهم حسب الأحاديث الشريفة
هم
{{{ ...... أموات ٌ هلكـــــى يمشون على الأرض ...... }}}
وهو الهلاك الدائم الذي ينتظر الكثير منهم وفق الأحاديث الشريفة نتيجة
تلبس هؤلآء بهذه الصفة وهي
((( ... عقوق الوالدين ... )))
سنحاول أنشآء الله تعالى نعقب على البعض منها للضرورة ونترك باقي
الأحاديث ليرى المتلقي مدى تطابقها على الواقع الذي يعيشه وماذا
بأستطاعته أن يفعل من أجل أن يتدارك
ألآبـــآء ...
هلاك ... ألأبنـــآء
هذا لأن الآبآء تقع عليهم المسئولية العظمى كون الشارع المقدس قد أوكل
هذه المهمة بالدرجة الأساس ألى مقوم الأسرة وهو الأب وقال عز من قال :-
بسم الله الرحمن الرحيم
ياأيها الذين آمنوا قــُوا أنفــُســَكم وأهليكم نارا ً وقودها الناس والحجارة
عليها ملآئـِكة ٌ غـِلاظ ٌشداد لايـَعصون َ الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون
ألتحــــــــــريم .... 6
إذا ً التغاضي عما يفعله بعض أبنآئنا والذي يؤدي بالنتيجة ألى مسلك العقوق
نحن مسؤولين عنه مباشرة ً أمام الله تعالى ولامهرب من ذلك وهذا ماسنسأل
عنه لامحالة , نحن نعتقد حسب قناعتنا المتواضعة أن أحد أسباب هذا العقوق
يرجع الى حالة التسيب أللامعقول الذي يتلبس به بعض الأبنآء والذي أدى بهم
ألى فعل كل مايحلو لهم من دون ردع أو توجيه وهذا مالفوه من آبآهم بعدم
ردعهم أو ممانعتهم لما يفعلون . وعندما يتمادون كثيرا ً في أفعالهم ويأتي
الأب ليؤدي دوره متأخرا ً سنرى صدود الأبن عن تنفيذ توجيهات ألأب لأنه
قد أعتاد على نوع من التصرفات والتعاملات وليس على أستعداد للتنازل عنها
حتى وإن كان الموجه هو ألأب وهنا يبدأ الصراع المرير في مسيرة العقوق
والتي هي بالاساس نتيجة التربية والتوجه الخاطيء للآبآء إما بسبب التغاضي
عما كان يفعل ألأبن ألى درجة ألاهمال وأما بسب قصور ذاتي اساسا ً لدى
ألآبآء في نظرتهم العامة للتربية وخاصة التربية ألاسلامية حيث نرى أن
الكثير من الآبآء لايعير كثير أهتمام لكثير من التجاوزات في ألأحكام الشرعية
للأبن وذلك لكون الأب أما له نظرة متطرفة للدين وكما خرج لنا جيل كما
يسمون أنفسهم بالعلمانيين أو نتيجة جهل مطبق باحكام الدين والشريعة
الغرآء وعليه بالنتيجة بدون شك أن هذا لايخلي الأب من المسئولية المطلقة
الواقعة على ألاتب أتجاه الخالق العظيم روحي لأسمه الشريف الفدا وهذا في
بعض الأحيان مايطلق عليه أصطلاحا ً
{{{ .... فاقد الشيء لايعطيه .... }}}
فكيف نطلب من ألأبنآء التقيد بأحكام الدين والشريعة وآبآئهم متلبسين بنفس
ألذنب وألذي بدوره يكون هذا الذنب أو مجموعة هذه الذنوب هي ألأرضية
الخصبة التي الى العقوق ... هذا متروك كل ٌ يرى فيه رأيه ولنرى ...
الأحاديث الشريفة
****************
عن أبي ولاد الخياط قال: سالت أبا عبد الله(ع) عن قوله عزوجل
(( وبالوالدين أحسانا )) ماهذا الأحسان ؟ فقال : أن تحسن صحبتهما وأن
لاتكلفهما أن يسألاك شيئا ً مما يحتاجان اليه وأن كانا مستغنين أليس يقول
الله عزوجل (( ... لن تنالوا ألبر حتى تنفقون مما تحبون ...)) قال : ثم قال
أبو عبد الله (ع) وأما قول الله عزوجل :
((... إما يبلغن َّ عندك ألكبر أحدهما أو كلاهما فلاتقل لهما أفٍ ولاتنهرهما ))
قال :إن أضجراك فلاتقل لهما أف ولاتنهرهما إن ضرباك . قال :
(( .. وقل لهما قولاً كريما .. )) قال : إن ضرباك فقل لهما : غفر الله لكما
فذلك منك قول كريم.
كم واحد من أبنآئنا تربى على هذه المباديْ وكم واحد منهم قابل أبويه بهذه
الكلمات ؟
قال :
(( .. وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة.. )) قال :لاملأ عينيك من النظر
اليهما إلا برحمة ورقة, ولاترفع صوتك فوق أصواتهما ولايدك فوق أيديهما
ولاتتقدم قدامهما .
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماحق الوالد على الولد ؟ قال (ص):
(( ... لايسميه باسمه ولايمشي بين يديه ولايجلس قبله ولايستسب له ... ))
أي لايفعل مايكون سببا ً لسب الناس له ولوالديه*
عن جابر عن أبي عبد الله (ع) قال : أتى رجل ألى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فقال : يارسول الله إني راغب في الجهاد نشيط , قال فقال له النبي (ص):
(( .. فجاهد في سبيل الله فأنك إن تقتل تكن حيا ً عند الله ترزق وإن تمت فقد وقع
أجرك على الله , وإن رجعت رجعت َ من الذنوب كما ولدت .. )) قال يارسول الله :
إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي !
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
(( .. فقر َّمعَ والديك , فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك َ يوما ً وليلة خير
خير من جهاد سنة ... )) !!
أين نحن من هذا أين أبنائنا من هذا الكلام هذا هو الدين الأسلامي الحنيف
الذي يفضل أنس الوالدين بابنهما على عبادة لم نسمع عن أفضل منها
وهي الجهاد, ترى من المسئول عن توعية هذا الجيل وفق هذه المباديء؟
******
‘ن أبي جعفر (ع) قال :
(( .. ثلاثة لم يجعل الله عزوجل فيها لأحد فيهن َّ رخصة , أدآء ألأمانة
الى ألبر والفاجر , وألوفآء بالعهد ألى ألبر وألفاجر , وبر الوالدين
برين كانا أو فاجرين ... ))
******
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :-
(( .. كن بارا ً وأقصر على ألجنة , وإن كنت عاقا ً فأقصر على ألنار .. ))
هنا لنا وقفة قصيرة
أن كلام من لاينطق عن الهوى روحي لتراب مقدمه الفدا يقول
(( اقصر ))
ألى الجنة أو ألى ألنار هذا يعني أن أقصر طريق للوصول والسلوك الى
الجنة هو بر الوالدين وهذه نكتة وأشارة من الرسول الكريم لمن أراد أن
يقصر الى الجنة , وكذلك فأن أقصر طريق لورود جهنم ونيرانها هو
(( .... ألعقـــــــــوق .... ))
إن كثيرا ًاليوم من الابنآء ممن ينطبق عليهم هذا الوصف هم بحقيقة
ألأمر قد حسموا أمرهم من حيث لايشعرون ألى جهنم ونيرانها
فكانوا حقا ً (( .. هلكى يمشون على ألأرض ومايشعرون .. ))
*****
قال أبو جعفر (ع) : قال رسل الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(( ... إياكم وعقوق الوالدين : فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام
, ولايجدها عاق ولاقاطع رحم ولاشيخ زان ولا جارَّ أزاره خيلآء ‘نما
ألكبريآء لله رب العالمين ... ))
وإذا علمنا أن هذه ألأعوام هي من أعوام الآخرة ألتي يقول عنها القرآن
الكريم (( ويوم عند ربك كألف سنة ٍ مما تعدون )) حينها سنعلم مدى
بعد (( .. العاق .. )) عن مقام ألحضرة القدسية الألهية , وهيهات نعقل !!
******
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال :-
(( .. من أصبح مسخطا ً لأبويه أصبح له ُ بابان مفتوحان ألى ألنار ... ))
*****
وعن ألأمام ألصادق عليه السلام قال :-
(( ... من نظر ألى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة ... ))
إخواني هذه أحاديث عجيبة ربما الكثيرين منا ومن أبنآءنا وممن كانوا قبلنا
أو ياتوا بعدنا سنذهب ألى آخرتنا لنجد أعمالنا هبآءا ً منثورا ً على ماقصرنا
في هذا الجانب بالذات من تصرفات قد دخلت في باب العقوق إلا من تلاحق
لنفسه قبل فوات ألأوان وبرهما حتى ولو بعد وفاتهما *
********
وعن ألأمام الصادق عليه السلام قال :-
(( .. إذا حان يوم القيامة كشف غطآء من أغطية الجنة فوجد ريحها من كانت
له روح من مسيرة خمسمائة عام إلا صنفا ً واحدا ً.. !! فقيل من هم ؟ قال:-
(( ... العاق لوالديه ... )) فلننظر أخوتي ألى هذا الحديث الشريف إن كل
أصحاب الآثام والموبقات ربما يكون لهم شفيع هناك يوم القيامة ولكن
(( العاق )) هو الوحيد ألمطرود من ساحة الرحمة ألالهية ومن ألشفاعة
المحمدية فإنا لله وإنا أليه راجعون على مايقترف ألأبنآء أتجاه آبآئهم !!
******
وعن ألصادق عليه السلام قال :
(( .. لو علم َ الله ُ تعالى شيئا ً أدنة من (( أف )) لنهى عنه ُ وهو من
أدنى العقوق , ومن العقوق أن ينظر ألرجل ألى والديه فيحد ألنظر أليهما..))
أنتهى ألجزء ألأول
نلتقيكم في الجزء ألثاني
أنشآء الله تعالى ونسالكم
ألدعآء
حــُســَــين ألســَعـــدي