|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 63187
|
الإنتساب : Nov 2010
|
المشاركات : 244
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
كتاب مسند فاطمة الزهراء ع
بتاريخ : 15-12-2010 الساعة : 10:08 AM
سلام على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وملائكتك، والكرام الكاتبين والكروّبين، وسلام على ملائكتك أجمعين، وسلام على أبينا آدم وعلى أمّنا حواء، وسلام على النبيّين أجمعين، والصدّيقين وعلى الشهداء والصالحين، وسلام على المرسلين أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل، وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم كثيراً(1)(2).
وروي عنها دعائها (عليها السلام) عقيب المغرب فلاح السائل
ومن تعقيب فريضة المغرب أيضاً، يختص بها ممّا روي عن مولاتنا فاطمة (عليها السلام) من الدعاء عقيب الخمس الصلوات وهو:
"الحمد لله الّذي لا يحصي مدحته القائلون، والحمد لله الّذي لا يحصي نعماءه العادّون، والحمد لله الّذي لا يؤدّي حقّه المجتهدون، ولا إله إلاّ الله المحيي المميت، والله أكبر ذو الطّول، والله أكبر ذو البقاء الدائم، والحمد لله الّذي لا يدرك العالمون علمه، ولا يستخف الجاهلون حلمه، ولا يبلغ المادحون مدحته، ولا يصف الواصفون صفته، ولا يحسن الخلق نعته.
والحمد لله ذي الملك والملكوت، والعظمة والجبروت، والكبرياء والجلال، والبهاء، والمهابة، والجمال والعزّة، والقدرة، والحلول، والقوّة، والمنّة، والغلبة، والفضل، والطول، والعدل، والحق، والخلق، والعلى، والرفعة، والمجد، والفضيلة، والحكمة، والغناء والسعة، والبسط، والقبض، والحلم، والعلم، والحجّة البالغة،
____________
1 ـ فلاح السائل: 186 ـ 188.
2 ـ بحار الأنوار 83: 85 ـ 88 عن فلاح السائل: 202، وعنه ناسخ التواريخ: 448.
الصفحة 339 والنعمة السابغة، والثناء الحسن الجميل، والآلاء الكريمة، ملك الدنيا والآخرة والجنّة والنار وما فيهنّ تبارك الله وتعالى.
والحمد لله الّذي علم أسرار الغيوب، وأطّلع على ما تجني القلوب، فليس عنه مذهب ولا مهرب.
الحمد لله الّذي المتكبّر في سلطانه، العزيز في أمانه، المتجبّر في ملكه، القوي في بطشه، الرفيع فوق عرشه، المطّلع على خلقه، والبالغ لما أراد من علمه.
الحمد لله الّذي بكلماته قامت السموات الشداد، وثبّتت الأرضون المهاد، وأنتصبت الجبال الرواسي الأوتاد، وجرت الرياح اللواقح، وسارت في جوّ السماء السحاب، ووقفت على حدودها البحار، ووجلت القلوب عن مخافته وأنقمعت الأرباب لربوبيّته، تباركت يا محصي قطر المطر، وورق الشجر، ومحيي أجساد الموتى للحشر، سبحانك يا ذا الجلال والإكرام، ما فعلت بالغريب الفقير إذا أتاك مستجيراً مستغيثاً، ما فعلت بمن أناخ بفنائك وتعرّض لرضاك وغدا إليك، فجثا بين يديك يشكو إليك ما لا يخفى عليك، فلا يكوننّ يا ربّ حظي من دعائي الحرمان ولا نصيبي ممّا أرجو من منّك الخذلان، يا من لم يزل ولا يزال ولا يزول كما لم يزل قائماً على كلّ نفس بما كسبت، يا من جعل أيّام الدنيا تزول وشهورها تحول وسنّيها تدور، وأنت الدائم لا تبليك الأزمان ولا تغيّرك الدهور، يا من كّل يوم عنده جديد وكلّ رزق عنده عتيد للضيف والقويّ والشديد، قسّمت الأرزاق بين الخلائق، فسوّيت بين الذرّة والعصفور.
اللّهمّ إذا ضاق المقام بالناس، فنعوذ بك في ضيق المقام، اللّهمّ إذا طال يوم القيامة على المجرمين، فقصّر طول ذلك اليوم علينا كما بين الصلاة إلى الصلاة.
</span>الصفحة 340 اللّهمّ إذا دنت الشمس من الجماجم، فكان بينها وبين الجماجم مقدار ميل وزيد في حرّها حرّ عشر سنين، فإنّا نسألك أن تظلّنا بالغمام وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس علينا والناس ينطلقون في المقام آمين ربّ العالمين.
أسألك اللّهمّ بحقّ هذه المحامد إلاّ غفرت لي، وتجاوزت عنّي والبستني العافية في بدني ورزقتني السلامة في ديني، فإنّي أسألك وأنا واثق بإجابتك إيّاي في مسألتي، وأدعوك وأنا عالم باستماعك دعوتي، فاستمع دعائي ولا تقطع رجائي ولا تردّ ثنائي ولا تخيّب دعائي.
أنا محتاج إلى رضوانك وفقير إلى غفرانك أسألك ولا آيس من رحمتك وأدعوك وأنا غير متحرز من سخطتك ربّ، فاستجب لي وأمنن عليّ بعفوك، توفّني مسلماً والحقني بالصالحين، ربّ لا تمنعني فضلك يا منّان ولا تكلني إلى نفسي مخذولا يا حنّان.
ربّ أرحم عند فراق الأحبّة صرعتي، وعند سكون القبر وحدتي، وفي مفازة القيامة غربتي، وبين يديك موقوفاً للحساب فاقتي، ربّ أستجيرك من النار، فأجرني، ربّ أعوذ بك من النار، فأعدني، [ربّ] أفزع إليك من النار، فابعدني ربّ أسترحمك مكروباً، فارحمني، ربّ استغفرك بما جهلت، فاغفر لي، [رب] قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك، فلا تؤيسني يا كريم ذا الآلاء والإحسان والتجاوز.
يا سيّدي يا برّ يا رحيم استجب بين المتضرّعين إليك دعوتي، وأرحم بين المنتخبين بالعويل عبرتي، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي، واستر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي، وأعطف عليّ عند التحوّل وحيداً إلى حفرتي، إنّك أملي، وموضع طلبتي، والعارف بما أريد في توجيه مسألتي، فاقض يا قاضي </span>الصفحة 341 الحاجات [حاجتي]، فاليك المشتكى وأنت المستعان والمرتجى.
أفر إليك هارباً من الذنوب، فاقبلني والتجىء، من عدلك إلى مغفرتك فادركني، وألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني، واستروح رحمتك من عقابك فنجّني، وأطلب القربة منك بالإسلام، فقربني ومن الفزع الأكبر فآمني، وفي ظل عرشك فظللني، وكفلين من رحمتك فهب لي، ومن الدنيا سالماً فنجنّي، ومن الظلمات إلى النور فأخرجني، ويوم القيامة فبيض وجهي، وحساباً يسيراً فحاسبني، وبسرائري فلا تفضحني، وعلى بلائك فصبّرني، وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء فاصرفه عنّي، وما لا طاقة لي به فلا تحملني، وإلى دار السلام فاهدني، وبالقرآن فانفعني، وبالقول الثابت فثبتني، ومن الشيطان الرجيم فاحفظني، وبحولك وقوّتك وجبروتك فاعصمني، وبحلمك وعلمك وسعة رحمتك من جنهّم فنجّني، وجنّتك الفردوس فاسكني، والنظر إلى وجهك فارزقني، وبنبيّك محمّد فالحقني، ومن الشياطين وأوليائهم ومن شرّ كل ذي شر فاكفني.
اللّهم وأعدائي ومن كادني بسوء أن اتوا برّاً فجبّن شجيعهم، فضّ جمعهم، كلّل سلاحهم، عرقب دوابهم، سلّط عليهم العواصف والقواصف أبداً حتّى تصليهم النار، أنزلهم من صياصيهم، أمكنّا من نواصيهم، آمين ربّ العالمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد صلاة يشهده الأوّلون مع الأبرار، وسيّد المتقين، وخاتم النبيّين وقائد الخير ومفتاح الرحمة.
اللّهمّ ربّ البيت الحرام، والشهر الحرام، وربّ المشعر الحرام، وربّ الركن والمقام، وربّ الحلّ والإحرام، أبلغ روح محمّد منا التحيّة والسلام.
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام عليك يا محمّد </span>الصفحة 342 بن عبدالله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فهو ـ كما وصفته ـ بالمؤمنين رؤوف رحيم، اللّهمّ أعطه أُفضل ما سألك، وأُفضل ما سئلت له، وأفضل ما هو مسئول له إلى يوم القيامة آمين ربّ العالمين"(1).
وروى عنها (عليها السلام) تعقيب صلاة العشاء في فلاح السائل
ومن المهمّات أيضاً بعد صلاة العشاء الآخرة الدعاء المختص بهذه الفريضة من أدعية مولاتنا فاطمة (عليها السلام) عقيب الخمس المفروضات وهو:
"سبحان من تواضع كلّ شيء لعظمته، سبحان من ذل كلّ شيء لعزّته، سبحان من خضع كلّ شيء لأمره وملكه، سبحان من انقادت له الاُمور بأزمّتها، الحمد لله الّذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الّذي لا يخيب من دعاه، الحمد لله الّذي من توكّل عليه كفاه، الحمد لله سامك السماء، وساطح الأرض، وحاصر البحار، وناضد الجبال، وبارىء الحيوان، وخالق الشجر، وفاتح ينابيع الأرض، ومدبّر الاُمور، ومسيّر السحاب، ومجري الريح والماء والنار من أغوار الأرض متصاعدات في الهواء، ومهبط الحر والبرد، الّذي بنعمته تتم الصالحات، وبشكره تستوجب الزيادات، وبأمره قامت السماوات، وبعزّته استقرّت الراسيات، وسبّحت الوحوش في الفلوات، والطير في الوكنات، الحمد لله رفيع الدرجات، منزل الآيات، واسع البركات، ساتر العورات، قابل الحسنات، مقيل العثرات، منفّس الكربات، منزل البركات، مجيب الدعوات، محيي الأموات، إله من في الأرض والسماوات، الحمد لله على كلّ حمد، وذكر، وشكر، وصبر، وصلاة، وزكاة، وقيام، وعبادة، وسعادة،
____________
1 ـ بحار الأنوار 83:102 عن فلاح السائل: 216 ـ 219، وعنه ناسخ التواريخ: 453.
الصفحة 343 وبركة، وزيادة، ورحمة، ونعمة، وكرامة، وفريضة، وسراء، وضرّاء، وشدّة، ورخاء، ومصيبة، وبلاء، وعسر، ويسر، وغنىً، وفقر، وعلى كلّ حال، وفي كلّ أوان وزمان، وكلّ مثوى ومنقلب ومقام.
اللّهمّ إنّي عائذ بك فاعذني، ومستجير بك فاجرني، ومستعين بك فأعنّي، ومستغيث بك فاغثني، وداعيك فاجبني، ومستغفرك فاغفر لي، ومستنصرك فانصرني، ومستهديك فاهدني، ومستكفيك فاكفني، وملتجيء إليك فآوني، ومتمسك بحبلك فاعصمني، ومتوكّل عليك فاكفني، وأجعلني في عبادك، وجوارك، وحوزك، وكنفك، وحياطتك، وحراستك، وكلائتك، وحرمتك، وامنك، وتحت ظلّك، وتحت جناحك، وأجعل عليّ جنّةً واقية منك، وأجعل حفظك، وحياطتك، وحراستك، وكلائتك من ورائي وأمامي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، ومن تحتي، وحواليّ حتّى لا يصلّ أحد من المخلوقين إلى مكروهي وأذاي، لا إله إلاّ أنت المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام.
اللّهمّ أكفني حسد الحاسدين، وبغي الباغين، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحيلة المحتالين، وغيلة المغتالين، وغيبة المغتابين، وظلم الظالمين، وجور الجائرين، وأعتداء المعتدين، وسخط المتسخطين، وتسحّب المتسحبين، وصولة الصائلين، وأقتسار المقتسرين، وغشم الغاشمين، وخبط الخابطين، وسعاية الساعين، ونمامة النمامين، وسحر السحرة والمردة والشياطين، وجور السلاطين، ومكروه العالمين.
اللّهمّ إنّي أسألك باسمك المخزون، الطيب، الطّاهر الّذي قامت به السماوات والأرض، وأشرقت له الظلم، وسبّحت له الملائكة، ووجلت منه القلوب، وخضعت </span>الصفحة 344 له الرقاب، وأحييت به الموتى، أن تغفر لي كلّ ذنب أذنبته في ظلم الليل وضوء النهار، عمداً أو خطأ، سرّاً أو علانية، وأن تهب لي يقيناً وهدياً ونوراً وعلماً وفهماً حتّى اُقيم كتابك، واُحلّ حلالك واُحرم حرامك، واُودّي فرائضك، واُقيم سنة نبيّك.
اللّهمّ الحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقي، واختم لي عملي بأحسنه، إنّك غفور رحيم.
اللّهم إذا فنى عمري، وتصرمت أيّام حياتي وكان لا بد لي من لقائك، فأسألك، يا لطيف ان توجب لي من الجنّة منزلا يغبطي به الأوّلون والآخرون.
اللّهم أقبل مدحتي والتهافي، وأرحم ضراعتي وهتافي، وأقراري على نفسي وأعترافي، فقد اسمعتك صوتي في الداعين، وخشوعي في الضارعين، ومدحتي في القائلين، وتسبيحي في المادحين، وأنت مجيب المضطرّين، ومغيث المستغيثين، وغياث الملهوفين، وحرز الهاربين، وصريخ المؤمنين، ومقيل المذنبين، وصلّى الله على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى جميع الملائكة والنبيّين.
اللّهمّ داحي المدحوات، وبارىء المسموكات، وجبّال القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، إجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك وروافه تحيّاتك على محمّد عبدك ورسولك، وأمينك على وحيك، القائم بحجّتك، والذاب عن حرمك، والصادع بأمرك، والمشيد بآياتك، والموفي لنذرك.
اللّهمّ، فاعطه بكلّ فضيلة من فضائله ومنقبة من مناقبه، وحال من أحواله، ومنزلة من منازله رأيت محمّداً لك فيها ناصراً، وعلى مكروه بلائك صابراً، ولمن عاداك معادياً، ولمن والاك موالياً، وعمّا كرهت نائياً، وإلى ما أحببت داعياً فضائل من جزائك، وخصائص من عطائك وحبائك تسني بها أمره، وتعلي بها درجته مع </span>الصفحة 345 القوّام بقسطك، والذّابين عن حرمك حتّى لا يبقى سناء، ولا بهاء، ولا رحمة، ولا كرامة، إلاّ خصصت محمّداً بذلك، وأتيته منه الذرى، وبلّغته المقامات العلى، آمين ربّ العالمين.
اللّهمّ إنّي أستودعك ديني ونفسي وجميع نعمتك عليّ، وأجعلني في كنفك، وحفظك، وعزّك، ومنعك، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله غيرك، حسبي أنت في السراء والضراء والشدّة والرخاء، ونعم الوكيل.
ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، ربّنا لا تجعلنا فتنة للّذين كفروا، وأغفر لنا ربّنا إنّك أنت العزيز الحكيم، ربّنا أصرف عنّا عذاب جهنّم أنّ عذابها كان غراماً، أنّها سائت مستقراً ومقاماً، ربّنا أفتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين، ربّنا إنّنا آمنّاً، فاغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنّا سيئاتنا وتوّفنا مع الأبرار، ربّنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد، ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربّنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الّذين من قبلنا، ربّنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنّا واغفر لنا وأرحمنا أنت مولانا، فانصرنا على القوم الكافرين، ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار، وصلّى الله على سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين وسلّم تسليماً(1).
دعاء الحريق
260 ـ وممّا روي عنها (عليها السلام) ـ في تعقيب صلاة الفجر ـ الدعاء المعروف بدعاء
____________
1 ـ بحار الأنوار 83:115 عن فلاح السائل: 228 ـ 230، وعنه ناسخ التواريخ: 459. وفي آخر الدعاء إقتباس من آيات سورة الممتحنة 90/4 والفرقان 25/65 والأعراف 7/89 وآل عمران 3/193 ـ 195 والبقرة 2/20.
الصفحة 346 الحريق ففي البحار 83:171، روي عن الصادق (عليه السلام) قال: سمعت أبي محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام)، يقول: كنت مع أبي عليّ بن الحسين عليهما السلام بـ "قبا"(1) [وهو] يعود شيخاً من الأنصار إذ أتى أبي (عليه السلام) آت، وقال له: الحق دارك، فقد احترقت، فقال (عليه السلام): لم تحترق. فذهب، ثمّ عاد وقال: قد احترقت. فقال أبي (عليه السلام): والله ما احترقت فذهب، ثمّ عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا وهم يبكون ويقولون لأبي، قد احترقت دارك. فقال: كلا والله، ما احترقت، إِنّي بربّي اوثق منكم. ثمّ انكشف الأمر عن احتراق جميع ما حول الدار إلاّ هي.
فقال الإمام الباقر (عليه السلام) لأبيه زين العابدين (عليه السلام): ما هذا؟ فقال: يا بنيّ شيء نتوارثه من علم النبيّ (صلى الله عليه وآله) هو أحبّ إلي من الدنيا وما فيها من المال والجواهر والأملاك، واعدّ من الرجال والسّلاح، وهو سرّ أتي به جبرئيل إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فعلمه عليا وابنته فاطمة وتوارثناه نحن، وهو الدعاء الكامل الّذي من قدمه أمامه كلّ يوم وكلّ الله تعالى به ألف ملك يحفظونه في نفسه وأهله وولده وحشمه وماله وأهل عنايته من الحرق والغرق والشرق والهدم والردم والخسف والقذف وآمنه الله تعالى من شرّ الشيطان والسلطان ومن شرّ كلّ ذي شرّ وكان في أمان الله وضمانه وأعطاه الله تعالى على قرائته ـ ان كان مخلصاً موقنا ـ ثواب مائة صديق، وإن مات في يومه دخل الجنّة، فاحفظ يا بنيّ ولا تعلمه إلاّ بمن تثق به، فإنّه لا يسأل محق به شياً إلاّ أعطاه الله تعالى(2).
____________
1 ـ "قبا" اسم موضع بنى فيه اول مسجد اسس على التقوى وكانت واقعة خارج حدود المدينة المنورة ـ آنذاك ـ وهي اليوم تقع ضمن المدينة المنورة على مشرّفها آلاف التحية والسلام.
2 ـ بحار الأنوار 83:171، وانظر ايضاً هامش البلد الأمين: 52، مصباح الكفعمي: 72، في الهامش.
(قلت): حيث انّي كنت قد اعددت هذا الدعاء منذ سنوات للنشر بين المؤمنين اُورد هنا ما اعددته لهذا الدعاء من المقدمة والبيان.
بسم الله الرحمن منذ زمن وأنا أبحث عن نصّ مأثور في كيفيّة الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقد رسخت في نفسي الرغبة في العثور على ذلك منذ زيارتي لمسجد رأس الحسين (عليه السلام) بالقاهرة، حيث رأيت اجتماع بعض المسلمين في حلقات وهم يصلون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كتاب "دلائل الخيرات" [ـ اسم هذا الكتاب هو: "دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبيّ المختار" ألّفه: محمّد بن عبدالرحمن الجزولي السملالي المتوفى سنة 870هـ، وقد بالغ في وصفه الحاجي خليفة في كشف الظنون، فقال: هذا الكتاب آية من آيات الله في الصلاة على النبي يواظب على قرائته في المشارق والمغارب لا سيّما في بلاد الروم، طبع هذا الكتاب طبعة حجرية بمطبعة المدارس بالأزبكية سنة 1256هـ، ثمّ تلتها عدّة طبعات حجرية وحروفية في الآستانة ومصر مراراً (انتهى). وقد رأيت ـ أخيراً ـ نسخة منه مطبوعة في تركيا، وقد قسّم الكتاب فيها إلى أربعة أرباع، وثلاثة أحزاب، كي يتسنّى للقارىء ختمه في أربعة أيّام ـ أو ثلاثة ـ حسب رغبته. هذا وهناك كتب اُخرى في الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يطلع عليها الحاجي خليفة وهي ادق بياناً وأجمل تعبيراً من كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله). منها كتاب: الصلاة النصيرية، الّتي كتبها المحقق الطوسي، نصير الدين محمد بن محمّد بن الحسن المتوفى سنة 672هـ، وقد كان(رحمه الله) من أعاظم علماء عصره، ومنها كتاب شرح الصلوات ـ بالفارسية ـ، الّفه أحمد بن محمّد الحسيني، وطبع طبعة حجرية سنة 1282هـ، بمدينة تبريز، واعيد طبعه في سنة 1319 هجرية بطهران، تلتها عدة طبعات حجرية وحروفية في طهران وقم. "وذكرهما الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة".] الّذي وضع في ذكر الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبعد أن جلست إلى احدى هذه الحلقات، وتأمّلت عبارات الكتاب، لم أجدها بالمستوى المطلوب وخطر في ذهني أن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) لا بدّ وأنّهم أرشدوا الناس إلى أفضل الصيغ في الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله). وما أن رجعت إلى وطني، ودخلت حاضرة الإسلام ومركز العلم "النجف الأشرف" حتّى صرت أقلّب الكتب واتصفّح الروايات بحثاً عن دعاء في هذا الموضوع.
وذهبت يوماً لزيارة والدي ـ تغمده الله برحمته ـ، ولم أنس أنّه كان يوم جمعة، فوجدته يتلو دعاء ما برحت أنصت اليه حتّى أخذ بمجامع قلبي، فأخذت أتابع الدعاء وأتأمّل عباراته بلهفة وشوق عظيمين، لأني وقفت على منشودي، ومبتغاي، فقد كان يحتوي على الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبعد انتهائه(رحمه الله) من قراءة الدعاء توجهت إليه وسألته عن الدعاء ومصدره؟ فأعلمني أنّه "دعاء الحريق" [سمي هذا الدعاء بهذا الإسم لأنّ روايته ارتبطت بحادث حريق شبّ في محلّه بني هاشم، حيث كانت دار الإمام زين العابدين، عليّ بن الحسين (عليه السلام) بالمدينة المنورة، فأبلغه بعض مواليه بذلك، وهو بـ "قبا" يعود شيخاً من الأنصار، ولكنّه (عليه السلام)، لم يكترث بذلك، وكان يؤكّد لولده ـ الإمام الباقر (عليه السلام) ان الدار لم تحترق.
وبعد أن رجعا إلى الدار رأى الإمام الباقر (عليه السلام) ان النيران كانت قد التهمت الكثير من بيوت في محلّة بني هاشم ولكنّ دار الامام السجاد احتمى من الحريق.
وقد أثار ذلك رغبة الامام الباقر (عليه السلام) للإطّلاع على السر الكامن في ذلك، فسأل أباه قائلا: يا أبه جعلت فداك أي شيء هذا؟
فأجابه (عليه السلام): يا بنيّ إنا نتوارث من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كنزاً هو خير من الدنيا وما فيها من المال والجواهر واعزّ من الجمهور والسلاح والخيل والعدد. فسأل الإمام الباقر ـ أيضاً ـ: يا أبه جعلت فداك وما هو؟ فأجابه الإمام السجاد (عليه السلام): إنه سر من رسول (صلى الله عليه وآله) أتى به جبرئيل محمّداً (صلى الله عليه وآله) وعلّمه محمّد أخاه عليّاً وفاطمة عليهما السلام، وتوارثناه عن آبائنا، وهو الدعاء الّذي من قدمه اُمامه في كل يوم وكلّ الله عزّ وجلّ به مأة ألف ملك يحفظونه في ماله ونفسه وولده وجسده وأهل عنايته من الغرق، والحرق، والسرق، والهدم، والخسف، والقذف، وزجر عنه الشيطان، ولا يحلّ به سحر ساحر، ولا كيد كائد، ولا حسد حاسد، وكان في أمان الله عزّ وجلّ وأعطاه الله ثواب ألف صدّيق، فإن مات من يومه دخل الجنّة ان شاء الله تعالى، فاحتفظ به ولا تعلّمه إلاّ لمن تثق به، فإنّه دعاء لا يسأل الله عزّ وجلّ به شيئاً إلاّ اعطاه (انظر بحار الأنوار 92:204)] الّذي كانت تدعو به فاطمة الزهراء (عليها السلام) صباح كلّ يوم، وتعتزّ به، لأنّه كان عندها بمثابة ذكرى من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، نزل به جبرئيل (عليها السلام).
فسررت كثيراً بتعرّفي على هذا الدعاء، وصرت ـ ولا أزال ـ أعتزّ به وأستأنس بقرائته، وأردد بين الحين والآخر فقرات منه.
ومع ان محتواه الرائع البليغ يغني عن البحث في اسناده ورواته، لأنّ من المستبعد وروده عن غير أهل البيت (عليهم السلام)، فقد تتبعت مصادره في كتب الأدعية [قد ورد مضامين وبعض فقرات هذا الدعاء في ادعية كثيرة صحيحة السند وقد اورد بعضها الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان كما في دعاء اُم داود وغيره]. وقابلت متن هذا الدعاء على مصادر عديدة [اهتم بهذا الدعاء كبار الأصحاب وخصوها بالإجازة والرواية فقد ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة: 32 في أحوال أبي العباس الكوفي الجواني، أحمد بن عليّ بن ابراهيم: روى عنه التلعكبرى أحاديث يسيرة وسمع منه دعاء الحريق]. للتأكّد من صحته.
وقد أورد نص هذا الدعاء جماعة من كبار العلماء رحمهم الله في كتبهم.
منهم شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460هـ في كتابه "مصباح المتهجد" الّذي حوى الادعية المختارة من قبل الشيخ(قدس سره)، فقد ذكر دعاء الحريق في الصفحات 194 ـ 202، في النسخة المطبوعة سنة 1401 بالأفسيت عن نسخة كتبت بتاريخ 1082. والجدير بالذكر أنّ هذا النسخة تمتاز بمقابلتها على نسخ متعددة ومصححة منها نسخة المحقق ابن ادريس الحلي(رحمه الله)، ونسخ اُخرى فصّل عنها الناشر في تقديمه لهذه الطبعة في ص: 14 ـ 15.
=> الصفحة 347
____________
<= وقد جعلنا متن دعاء الحريق الوارد في هذه الطبعة اساساً للعمل في هذا التحقيق.
ومنهم: العلامة الحليّ ـ من علماء القرن السابع الهجري ـ في كتابه: "منهاج الصلاح في مختصر المصباح" المنتخب من كتاب مصباح المتهجد ـ على ما ورد في كتاب ناسخ التواريخ 2:466.
ومنهم: الشيخ الأجل الشيخ ابراهيم الكفعمي المتوفي سنة 905هـ. في كتاب "جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية" المعروف بمصباح الكفعمي: 72 ـ 78 وهذا الكتاب من الكتب القيّمة، وقد جمع فيه الشيخ الكفعمي الادعية من كتب معتمدة عليها كما ورد في مقدمة الكتاب.
وذكر الشيخ الكفعمي هذا الدعاء في كتابه الآخر "البلد الأمين" [وهذا الكتاب من الكتب المعتبرة في الادعية والاذكار ـ ايضاً، وقد ذكر المؤلف "(قدس سره)" في مقدمته ما يلي:
وبعد، فهذا كتاب محتو على عوذ ودعوات وتسابيح وزيارات منقولة عن سادات القادات، وقادات السادات، الغر الميامين: آل طه وياسين لا تمج الفاظها الآذان ولا يبلي معانيها الزمان... الخ.
ومنهم: العلامة المجلسي في موسوعته الكبيرة، بحار الأنوار 83:165 ـ 171، و92: 204 ـ 209.
وقال المجلسي: وجدت هذا الدعاء مسنداً في كتاب عتيق من أصول اصحابنا بالشرح الذي ذكره الكفعمي(رحمه الله) الى قوله: فان تولّوا فقل حبسي الله: [ص 777] ولم يذكر فيه ما ورد بعده من الدعاء.
وقال(رحمه الله) ـ ايضاً ـ، في بيانه للدعاء: فهم بعض الأصحاب ان دعاء الحريق ينتهي عند قوله: "واهل المغفرة ـ ثلاثاً ـ": [ص 777]، ويحتمل ان يكون الجميع منه الى قوله: "اني كنت من الظالمين": [ص 777].
هذا وأورد صاحب ناسخ التواريخ دعاء الحريق في احوالات فاطمة الزهراء (عليها السلام)، الجزء الثاني: ص 266، ط / المكتبة الاسلامية بطهران.
أيضاً وذلك في الصفحات: 55 ـ 60.
ولهذا الدعاء مزايا عديدة:
=> الصفحة 348
____________
<= فهو: أولا يبدأ بثلاث مقدمات يهيء الداعي نفسياً للشروع في مناجات الله تعالى، من الشهادتين وبيان صفات الله تعالى من صفات الإكرام وصفات الجلال، يكرزها الداعي ثلاثاً، يعقبها تسبيح وتهليل واستغفار، وبعد أن يكررها الداعي إحدى عشر مرّة، يبدأ بقراءة دعاء الحريق.
ثانياً: في هذا الدعاء عدة فصول، وكل فصل فيه يبدأ بالصلاة على النبي وآله، ويذكر الأنبياء السابقين ومآثرهم ولذلك التأثير القوي في تصحيح سلوك القاري وتهذيب نفسه وبعث روح الجد والمثابرة والصمود فيه.
وجميع فصول الدعاء تنتهي بالعبارة التالية: "اللّهُمَ صلِ عليهم حتى تبلِّغهم الرضا، وتَزَيدَهُم بعد الرضا مما أنت أهلُهُ يا أرحَمَ الراحمين".
ثالثاً: يتضمن دعاء الحريق بيان أبعاد شاسعة من ملكوت الله سبحان، ونماذج كثيرة من مخلوقاته التي تبين للداعي عظمة الله سبحانه وتعالى فيتصاغر تلقائياً أما تلك العظمة ويتوجه الى الله توجّهاً خاصاً تغشاه مسحة من الإعتزاز والفخر بالإنتساب الى الله فيجد في نفسه حلاوة العبودية، ويلتمس بكل وجوده آثار القرب الإلهي والزلفى لدى الله سبحانه.
رابعاً: يحتوي هذا الدعاء على ثناء وتسبيح وتهليل وتكبير بأرقام كبيرة وباسلوب بديع وفريد، قلّ ما يوجد مثله في الأدعية والإذكار.
خامساً: في هذا الدعاء ما يحذّر الداعي من الكسل والجبن والبخل وصفات ذميمة أُخرى هي منشأ كل فساد وشر في المجتمع، بل كل شقاء يصيب الإنسان في حياته.
فمن يلتزم بقراءة هذا الدعاء يحاول عدم التورط ـ تلقائياً ـ بهذه الصفات الذميمة ويندفع ـ تلقائياً ـ لتطبيق التعليمات الحسنة التي يوحي بها هذا الدعاء.
سادساً: يعمل هذا الدعاء على دمج الانسان بمجتمعه، ويجعله يتفاعل مع المجتمع المجتمع ويتحسس آلامه ويتعاون مع ابناء جنسه علي رفع البؤس والشقاء.
فالدعاء تربية وابتهال ونجوى.
الى غير ذلك من المزايا التي يتعرف عليها الداعي بنفسه من خلال قراءئته لهذا الدعاء والتأمّل في عباراته ومضامينه العالية.
سابعاً: لمّا كان للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) حق عظيم على الامة جمعاء، حيث هداهم الى الإسلام وأنقذهم من الجهل والعمى والضلال ومن الغارات والحروب الطاحنة التي كانت تهدد سعادتهم بل وجودهم.
=> الصفحة 349
____________
<= ولم يمكن إيفاء هذا الحق ابداً، فلا يزال الانسان مهما بالغ في تكريم الرسول واهل بيته (عليهم السلام) مدينا لذلك النبي الرؤوف (صلى الله عليه وآله).
ولكن ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه، ـ كما يقال ـ، كان ولا بدّ لنا من تعظيم رسول الله (صلى الله عليه وآله) واظهار شرفه ونشر مآثره وفضائله بما يسعنا وفاءً لبعض حقوقه (صلى الله عليه وآله).
وكيف لا. وقد امرنا الله تعالى في محكم كتابه العظيم بالصلاة عليه، فقال عزّ من قائل: "إنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلِّونَ عَلَى النَّبي يا أيِّهَا الِّذينَ آمنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسْلِيماً". (الاحزاب: 33/33).
وفي هذا الدعاء وتلاوته وفاء لبعض حقوق المصطفى صلوات الله سلامه عليه وعلى آله الميامين.
من أجل هذا كله عزمت على تحقيق هذا الدعاء الشريف وإخراجه بأبدع صورة، ليستفيد منه المؤمنون ويذكروني بالدعاء وطلب المغفرة، وقد استعملت للنسخ رموزاً هي كالآتي:
الف: مصباح المتهجد للشيخ الطوسي: 194.
ب: البلد الأمين للشيخ الكفعمي: 55.
ج: جنة الامان الواقية "مصباح الكفعمي" للشيخ الكفعمي: 72.
د: بحار الأنوار 83:175.
هـ: بحار الأنوار 92:204.
و: ناسخ التواريخ قسم أحوالات الزهراء (عليها السلام) 2:466 ـ 476.] الصفحة 350 ورد في مصباح الشيخ وكتاب الكفعمي وغيرهما (في باب التعقيب المختص لصلاة الفجر): ثمّ تدعو بدعاء وإليك نص الدعاء: الكامل المعروف.
بسم الله الرحمن الرحيم
"اللّهمّ إنّي أصبحت اُشهدك وكفى بك شهيداً، واُشهد ملائكتك وحملة عرشك، وسكّان سبع سماواتك وأرضيك وأنبيائك ورسلك(1)، وورثة أنبيائك
____________
1 ـ الأنبياء: هم من اختارهم الله عزّ وجلّ لهداية البشر وهم: 124 ألف نبي، ومن هؤلاء الأنبياء من اُمروا بابلاغ الرسالة الالهية إلى قومهم وتوجيه المجتمع نحو الخير والصلاح وهؤلاء هم المرسلون، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّاً، ومن هؤلاء المرسلين، من واجهوا صعوبات جمّة في تبليغ الرسالة من قبل اُممهمّ، ولكنّهم صمدوا أمامها وتمكنوا من تخطي كلّ العقبات وإحقاق الحق في النهاية، وقد ذكر القرآن الكريم هؤلاء في قوله تعالى: "شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والّذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" (الشورى: 42/13)، وهناك تعريفات اُخرى ذكرها العلماء وما ذكرنا هو المختار عندنا من جملة أقوالهم.
منقول
|
|
|
|
|