بسم الله الرحمن الرحيم
للهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم الشريف والعن من آذى فاطمه
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب مولاي أبي عبد الله الحسين عليه السلام .
كان العباس عليه السلام طويل القامة جميل الصورة ولا نظير له في الشجاعة وقد سمي بقمر بني هاشم لحسنه وجماله . وهو حامل لواء الحسين عليه السلام يوم العاشر . وساقي خيام الأطفال والعيال . وكان يتولّى في مخيم أخيه إضافة إلى جلب الماء . حراسة الخيم والاهتمام بأمن عيال الحسين عليه السلام .
وظل الاستقرار يسود الخيام ما دام هو على قيد الحياة . وهو كما قال الشاعر :
اليوم نامت أعين بك لم تنموتسهدّت أُخرى فعزّ منامها
في يوم عاشوراء استشهد أخوة العباس الثلاثة قبله . ولما جاء هو أخيه الحسين عليه السلام طالباً الأذن للبروز إلى الميدان . أمره أخوه بجلب الماء للأطفال العطاشى في الخيام . فسار أبو الفضل سلام الله عليه نحو الفرات وملأ القربة . وعند العودة للخيام اشتبك مع جيش العدو الذي يحاصر الماء .
كان العباس عليه السلام مظهراً ورمزاً للإيثار والوفاء والتفاني . لما دخل الفرات كان في غاية العطش لكنه لم يشرب الماء بسبب عطش أخيه الحسين عليه السلام بل وخاطب نفسه بالقول :
يا نفس من بعد الحسين هونيوبـعــده لا كـنــت أن تـكـونــي
هــذا الحـسـيـن وارد الـمـنـونوتـشـربـيـن بــــاردُ الـمـعـيــن
ترك استشهاد العباس عليه السلام مرارة وألماً في قلب أخيه الحسين عليه السلام . ولما سار مصرعه ووقف عند رأسه قال قولته الطافحة بالألم والأسى : " الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي "
إن للعباس عليه السلام مكانة جليلة . والتعابير الرفيعة الواردة في زيارته تعكس هذه الحقيقة . وتنصّ زيارته المنقولة عن الإمام الصادق عليه السلام على عبارات من قبيل : " السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين : أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد أعدائه المبالغون في نصرة أوليائه الذّابّون عن أحبّائه "
نافذ البصيرة
وصف الإمام الصادق عليه السلام أبا الفضل العباس سلام الله عليه بصفة (( نافذ البصيرة )) وهو ما يعكس عمق رؤياه و ثبات إيمانه في مناصرة سيد الشهداء وذلك قوله فيه : " كان عمّنا العباس بن عليّ نافذ البصيرة صلب الإيمان " وجاء في زيارة أبي الفضل العباس عليه السلام " وأنك مضيت على بصيرة من أمرك مُقتديا بالصالحين " .
حامل اللواء
من ألقاب قمر بني هاشم عليه السلام الذي كان يحمل لواء عسكر الحسين عليه السلام . كان لحامل اللواء دور كبير في ساحة المعركة ويعدّ عاملاً مهماً في المحافظة على انسجام قوات الجيش . قسَّم الحسين عليه السلام جيشه الصغير في يوم عاشوراء إلى ثلاثة أقسام الميمنة - الميسرة - والقلب . وجعل لكل منها قائداً ودفع لواءه لأخيه العباس عليه السلام .
عظم الله اجورناواجوركم