بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
هل يجوز ان نطلب الحوائج مباشرة من المعصوم مع العلم ان قضائها هو بيد الله عز وجل.
نعم يجوز طلب الحوائج - التي حصرت في مفروض سؤالك ان قضاءها بيد الله عزّوجلّ - مباشرة من المعصوم, وذلك على سبيل المجاز في الإسناد, وهو لا ينافي اللسان العربي في استعمالاته لهذا المورد, بل نزل القرآن الكريم بهذا اللسان أيضاً, قال تعالى: ((وأخرجت الأرض أثقالها)) [الزلزلة - 2] إذ أسند سبحانه الإخراج إلى الأرض, مع أن فاعل الإخراج هو الله سبحانه, ولم يكن ليصح هذا الإسناد المجازي لولا وجود القرينة وهي كون الأرض محل الإخراج, لا أنها فاعل الإخراج.. وأيضاً قوله تعالى : ((قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا)) [هود - 87].
ونحن نعلم ان ليس للصلاة لسان ينطق ويصدر الأوامر, بل قصد القائلون لهذا الكلام : هل الذي أمرك بالصلاة هو الذي أمرك بما تقوله لنا. وهذا أيضاً إسناد مجازي لقرينة العلاقة بين الآمر والمأمور.. وغير هذا كثير في القرآن والسنّة الشريفة وأقوال العرب.
فمن حيث الجواز يجوز ذلك - بما ورد في السؤال - لغةً وشرعاً, وبقرينة أن القائل مسلم يؤمن بأن الله هو الرازق والمعطي والمانع وأنه بيده كل شيء، فيكون قول القائل : يا علي ارزقني, أو يا رسول الله أشفني.. مجازاً في الإسناد.