بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم
هذه صفحات من تاريخ الوهابيّة الأسود منذ نشأتهم واشتداد أمرهم عام (1217هـ/ 1802م) وحتّى عام (1223هـ/ 1808م) وهي مدّة ست سنوات وقد يظن القارئ أنّها فترة قليلة لكن سيعرف كم من الجرائم الّتي ارتكبها أتباع ابن عبد الوهاب أحفاد بني أميّة خلالها. وقد وضعنا عنواناً يتناسب مع كلّ حدث وجريمة ارتكبه الوهابيين، وفي نهاية كلّ مقطع نضع الجزء والصفحة من المصدر الّذي اعتمدناه وهو "تاريخ الجبرتي".
المصدر الّذي اعتمدناه هو:
الجبرتي (عبد الرحمن بن حسن برهان الدين)، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، بيروت، دار الجيل، لا ت.
نبذة عن المؤرّخ
قال خير الدّين الزركلي في ترجمته للمؤرّخ:
*(الجبرتي)*
(1167-1237هـ = 1754-1822م)
عبد الرحمن بن حسن الجبرتي: مؤرخ مصر، ومدون وقائعها وسير رجالها، في عصره. ولد في القاهرة وتعلم في الأزهر، وجعله (نابليون) حين احتلاله مصر من كتبة الديوان. وولي إفتاء الحنفية في عهد محمد علي. وقتل له ولد فبكاه كثيرا حتى ذهب بصره، ولم يطل عماه فقد عاجلته وفاته، مخنوقا.
وهو مؤلف (عجائب الآثار في التراجم والاخبار - ط) أربعة أجزاء، ويعرف بتاريخ الجبرتي، ابتدأه بحوادث سنة 1100 ه وانتهى سنة 1236هـ، وقد ترجم إلى الفرنسية. وله (مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس - ط) في جزأين وترجم إلى الفرنسية وطبع بها.
ونسبة الجبرتي إلى (جبرت) وهي الزيلع في بلاد الحبشة. ولخليل شيبوب ، كتاب (عبد الرحمن الجبرتي - ط) في سيرته. [الأعلام: ج3، ص304].
بسم الله نبدأ
1- ظهور أمر محمّد بن عبد الوهاب
[ محرم الحرام ابتداء سنة ألف ومائتين وسبع عشره هجرية 1217هـ ]
استهل بيوم الاثنين فيه تواترت الاخبار بحصول الصلح العمومي بين القرانات جميعا ورفع الحروب فيما بينهم وفيه ترادفت الأخبار بأمر عبد الوهاب وظهور شأنه من مدة ثلاث سنوات من ناحية نجد) ودخل في عقيدته قبائل من العرب كثيرة وبث دعاته في أقاليم الأرض ويزعم أنه يدعو إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله ويأمر بترك البدع التي ارتكبها الناس ومشوا عليها إلى غير ذلك. [تاريخ الجبرتي: ج2، ص525-526].
2- هروب العلماء من مكّة المكرّمة بسبب بطش وإجرام الوهابيّة
[ شهر شعبان سنة 1217 هـ ]
وفيه حضرت جماعة من أشراف مكة وعلمائها هروبا من الوهابيين وقصدهم السفر إلى إسلامبول يخبرون الدولة بقيام الوهابيين ويستنجدون بهم لينقذوهم منهم ويبادروا لنصرهم عليهم فذهبوا إلى بيت الباشا والدفتر دار(*) وأكابر البلد وصاروا يحكون ويشكون وتنقل الناس أخبارهم وحكاياتهم. [تاريخ الجبرتي: ج2، ص548]
ــــــــ
(*) دفتر دار: مصطلح يوناني-فارسي يطلق على المعني بحسابات الدولة.
3- أولاد شريف مكّة يستنجدون من عدوان الوهابيّة
[ شهر شوال سنة 1217 هـ ]
وفي يوم الخميس خامس عشرينه خرج شريف باشا في موكب جليل ونصب وطاقه عند بركة الشيخ قمر فأقام به إلى أن يسافر إلى جدة من القلزم وانتقل خليل أفندي الرجائي الدفتردار إلى دار شريف باشا بالازبكية وفي غايته حضر أولاد الشريف سرور شريف مكة هروبا من الوهابيين ليستنجدوا بالدولة فنزلوا ببيت المحروقي بعدما قابلوا محمد باشا والي مصر وشريف باشا والي جدة. [تاريخ الجبرتي: ج2، ص550]
4- من عادات الوهابيّة قتل المسلمين من الرجال وأسر النساء والأطفال الذين لا حول لهم ولا قوّة
[ شهر ذي الحجّة الحرام سنة 1217 هـ ]
وفي يوم الجمعة خامس عشره حضرت مكاتبات من الديار الحجازية يخبرون فيها عن الوهابيين انهم حضروا إلى جهة الطائف فخرج إليهم شريف مكة الشريف غالب فحاربهم فهزموه فرجع إلى الطائف وأحرق داره التي بها وخرج هاربا إلى مكة فحضر الوهابيون إلى البلدة وكبيرهم المضايفي نسيب الشريف وكان قد حصل بينه وبين الشريف وحشة فذهب مع الوهابيين وطلب من مسعود الوهابي(*) أن يؤمره على العسكر الموجه لمحاربة الشريف ففعل فحاربوا الطائف وحاربهم أهلها ثلاثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون واستولوا عليها عنوة وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال وهذا دأبهم مع من يحاربهم. [تاريخ الجبرتي: ج2، ص554]
ــــــــ
(*) كذا في المصدر والصحيح: ابن سعود الوهابي.
5- الوهابيّة تهدم القباب والأبنية حول الكعبة المشرّفة
[ شهر محرّم الحرام سنة 1218 هـ ]
وفي يوم الأحد حضر الشريف عبد الله ابن سرور وصحبته بعض أقاربه من شرفاء مكة وأتباعهم نحو ستين نفرا وأخبروا انهم خرجوا من مكة مع الحجاج وان عبد العزيز بن مسعود الوهابي(*) دخل إلى مكة من غير حرب وولى الشريف عبد المعين أميرا على مكة والشيخ عقيلا قاضيا وأنه هدم قبة زمزم والقباب التي حول الكعبة والابنية التي أعلى من الكعبة وذلك بعد ان عقد مجلسا بالحرم وباحثهم على ما الناس عليه من البدع والمحرمات المخالفة للكتاب والسنة وأخبروا ان
الشريف غالبا وشريف باشا ذهبا إلى جدة وتحصنا بها وانهم فارقوا الحجاج في الجديدة. [تاريخ الجبرتي: ج2، ص585-586]
ــــــــ
(*) كذا في المصدر والصحيح عبد العزيز بن سعود.
6- الوهابيّة يمنعون الماء عن أهل جدّة إقتداءً بأسلافهم الأمويين لعنهم الله تعالى
[ شهر جمادي الثانية سنة 1218 هـ ]
وفي هذا الشهر تحقق الخبر بجلاء الوهابي عن جدّة ومكّة ورجوعه إلى بلاده وذلك بعد أن حاصر جدّة وحاربها تسعة أيام وقطع عنها الماء ثم رحل عنها وعن مكّة ورجع الشريف غالب إلى مكة وصحبته شريف باشا ورجع كل شيء إلى حاله الأول ورد المكوس والمظالم. [تاريخ الجبرتي: ج2، ص604-605]
7- الوهابيين يهدمون القباب المقدّسة
[ شهر رجب الفرد سنة 1120 هـ ]
وفيه وردت الأخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم بعد حصارها نحو سنة ونصف من غير حرب بل تحلقوا حولها وقطعوا عنها الوارد وبلغ الاردب الحنطة بها مائة ريال فرانسة فلما اشتد بهم الضيق سلموها ودخلها الواهبييون(*) ولم يحدثوا بها حدثا غير منع المنكرات وشرب التنباك في الأسواق وهدم القباب ما عدا قبّة الرسول صلى الله عليه [وآله] وسلم. [تاريخ الجبرتي: ج3، ص91]
ــــــــ
(*) كذا في المصدر والصحيح: ودخلها الوهابيون.
يتبع . . .