الشيخ عبد الهادي المحمداوي : الحكومة هي المسؤولة عن حياة المواطنين الأبرياء وعلي
بتاريخ : 06-11-2010 الساعة : 10:47 AM
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الكوفة المعظم بإمامة سماحة الشيخ عبد الهادي المحمداوي وقبل البدء بالخطبة عزّى المؤمنين جميعاً بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد ( عليه السلام) بعدها خصص الخطبة الأولى المباركة للتحدث عن هذا الإمام المظلوم قائلا ما مضمونه :
إن ولادة الإمام محمد الجواد عليه السلام كانت بعد قلق كبير انتاب الساحة المؤمنة حيث إن والده الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام طال به المدى حتى ولد له هذا المولود العظيم وذلك بعد فترة تكاد تكون عند عامة الناس فترة يأس فقد كان الإمام الرضا عليه السلام لا يولد له الذكور بل كانت تولد له البنات ، فمن هنا قال الإمام الرضا عليه السلام بحق هذا الإمام الجواد عليه السلام ( هذا المولود الذي لم يولد أعظم بركة منه على شيعتنا ) .
فوجه أعظميته البركة لأنه جاء بعد يأس سرى في الناس بالإضافة إلى أنه أول إمام كانت إمامته مبكرة ، والمعروف والمتواتر أن أعمار الأئمة عليهم السلام عند توليهم الإمامة تتراوح بين العشرينيات والثلاثينيات ، أما الإمام الجواد فقد تولى هذا المنصب الإلهي بعمر لا يتجاوز العشر سنين متصديا لهذا المنصب الخطير فهذا الأمر لم يكن له سابقة في عهد الأئمة عليهم السلام .
وأهم مزايا هذا الإمام عليه السلام نبوغه في عمر لم يتجاوز السبع سنين فقد كان نبوغه مبكراً ، نبوغا مطلقاً لا مقيداً كغيره الذين يحتمل وقوع الخطأ عندهم كالكثير من الفلاسفة والمفكرين بل كان إماماً مسدداً بكل شيء ، وهنا تساءل سماحته عن إمكانية قبول العقل لإمامته بهذا السن المبكر فكان جوابه نعم يقبل العقل ذلك لأنه غير مستحيل وأول دليل على إمكان الشيء هو الوقوع ، حيث قد وقع في أمم سابقة ولعل أبرز مثال على ذلك قصة نبي الله عيسى عليه السلام الذي كلمهم في المهدي صبيا حتى أن الله سبحانه وتعالى أنزل آيات مباركات في ذلك ، فالذي وقع مع نبي الله عيسى عليه السلام لا نستغرب وقوعه مع آل محمد لأن الملاك واحد هذا حجة وهذا حجة وغايتنا أن هذا نبي وهذا وصي ، إذن نستنج أن العقل لا يمنع من وقوع ذلك وهذا أول دليل على إمكان إمامته في سنه المبكر أما دليل النقل فالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ذكر الأئمة وسماهم بأسمائهم وكناهم بكناهم ومنهم الإمام الجواد عليه السلام ، ثم لدينا دليلاً آخر وهو دليل الاعتبار العقلائي وهذا الدليل نستنتجه من علماء الطائفة حيث إن الملاحظ أن في هذه الطائفة المباركة علماء ذوي قوة مباني وكلهم يشيرون إلى إمامته حيث إن هؤلاء العلماء الفطاحل عرفوا بالتقوى وهذا أمر مشهود لهم على مر التاريخ .
بعدها قال الشيخ المحمداوي كثيراً هو المشككون فقد طالب العباسيون من المأمون أن يختبر الإمام عليه السلام وهو بهذا العمر وهم يبيتون في داخلهم نية إحراجه عليه السلام حتى أنهم رشحوا في حينها قاضي القضاة يحيى بن أكثم الذي وجهه له أسئلة اعتبرها هو مربكة له عليه السلام لكن الإمام عليه السلام أجابه بجواب حير الجالسين في المناظرة .
أما الخطبة الثانية فقد تلا الشيخ المحمداوي على المؤمنين البيان الذي أصدره حجة الإسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر (دام عزه) بمناسبة الاعتداء الآثم على كنيسة سيدة النجاة والاعتداءات الأليمة التي طالت أماكن عدة في بغداد يوم الثلاثاء المروع .
حيث علق فضيلة الشيخ المحمداوي على البيان المبارك :
بعد مجزرة كنيسة سيدة النجاة شهدت بغداد مساء الثلاثاء الماضية أكثر من أثنى عشر تفجيراً إجرامياً أريق فيها الدم العراقي الطاهر في الأماكن العامة والمساجد ومجالس العزاء في مدينة الصدر وشعلة الصدرين وحي الجهاد والكاظمية وبغداد الجديدة و الكريعات وغيرها الكثير .
جرائم تجردت من كل قيم الإنسانية ، جرائم عبرت عن مدى الحقد الدفين والهمجي عند هؤلاء المجرمين ، جرائم وجهت إلى أبناء وطن مثخن بالجراح وفي خريف العراق يسقط البشر كأوراق الشجر يدفعون حياتهم ثمن رسائل سياسية يرسلها طرف إلى طرف آخر دون أن يحسب حساباً لهذا المواطن المظلوم وحياته وأمنه ومستقبله .
فعل فعله كلاب القاعدة ومن سار بركابهم من الصداميين مريد به أن يرسلوا هذه الجرائم كرسائل إلى جهات خارج العراق .
ففي تلك الليلة السوداء تناثرت أشلاء الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ فقد توزعت في الطرقات رؤوس الأطفال وأقدام الأمهات وأيدي الشيوخ وأضلاع الشباب بالإضافة إلى الأطفال التي احترقت والعرسان الذين تمزقت أجسادهم .
فإلى متى تتحمل الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي هذه الجرائم الإرهابية ؟ وهل ينفع الاستنكار أو الشجب أو الهمس أو البكاء والرثاء أو رفع الأصوات ؟ وإلى متى يبقى أبناء الشعب وخاصة في بغداد يحيط بهم الضياع والموت من كل جانب متى تنتهي هذه المأساة اليومية حتى نصبح شعباً واحدا موحداً ونغار على العراق كما نغار على حرماتنا .
وهنا قال إمام الجمعة ( أيده الله ) إن الذي يدفع إلى هذه الجرائم جهتان ، جهة تدفع وجهة تنفذ ، فالجهة الأولى هم البعثيون الصداميون القتلة وينظم إليهم التكفيريون الذين لا دين لهم وهم الوحيد أن يعيثوا في الأرض الفساد ويهلكوا الحرث والنسل وخاصة مع الذين يخالفونهم بالرأي ، وأما الجهة الأخرى المشتركة في ارتكاب هذه الجرائم هم البعض من المحيط السياسي العربي هذا المحيط الذي إلى الآن لم يستوعب الاعتراف بالواقع الجديد ولا يرضى بحم الأغلبية وبالتالي يقوم بدفع أموالا خيالية غير طبيعية لتغيير هذا الواقع وإضعافه بكل ما يستطيع مضافا إلى الحقد الدفين ، ونفس هذه الجهات دعمت هذه القوى وأحدثت الحرب الأهلية في لبنان ونفسها تدعم العنف في السودان وأفغانستان واليمن .
ختاما قال الشيخ المحمداوي إن الحكومة هي المسؤولة عن حياة المواطنين الأبرياء وعليها استنفار كل قواها كما استنفر الإرهابيون كل قواهم للاعتداء على أبناء الشعب المظلوم .