|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,382
|
بمعدل : 1.62 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 22-10-2010 الساعة : 05:34 PM
خارجين تخصصاً.
خالي: أولاً أن (المؤمنين) هنا ليست لفظ قصد منه الإطلاق أي مطلق المؤمنين، وإنما صفة مخصصة ومقيد لكل من تبع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) إي ليس كل من تبع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وإنما المؤمنون منهم.
ثانياً: لو رجعتِ إلى الآية الأخرى التي تحدثت عن بيعة الشجرة في نفس السورة وبالتحديد الآية رقم 10، تجدين أن الله لم يجعل رضاه مطلقاً وإنما جعله مرهون ومشروط بعدم النكث، قال تعالى:{إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسُيؤتيه أجراً عظيماً} والآية أوضح من أي تفسير، فهذه الآية تبين أن هناك قسمان من الصحابة.
قسم نكث ولم ينل رضا الله.
وقسم أوفى بما عاهد الله فنال رضاه.
قلت: تحليلك للأمور رائع ولكن ماذا تقول في قوله تعالى:{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطاه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً} فما رأيك في هذه الآية الصريحة في عدالة الصحابة، وقد فسرَ بعضهم قوله (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) يعجب المؤمنين ويغيظ الشيعة، لأنهم يعادون الصحابة.
خالي (وهو مبتسماً): أولاً كون بعض من أرتأى وقالوا ما قالوا فأن هذا ليس ملزماً لنا، كما أنه افتراء على الله ورسوله </span>الصفحة 58 لأنه لا يتعدى كونه تفسيراً بالرأي.
وثانياً: أنا أسألك، ما معنى المعية هنا؟ هل هي معية الزمان؟ أم معية المكان؟ أم معية من نوع آخر؟
إن كان المقصود بهذه المعية هو معية الزمان والمكان، فأبو جهل وسجاح والأسود العنسي، والمنافقين كانوا معه وكذلك المشركون، من الواضح أن لا يكون المقصود ذلك، وإنما معية من نوع آخر، وهي من كان معه على المنهج ومؤيداً وثابتاً على ما عاهد الله عليه، والدليل على ذلك ذيل الآية {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم} فمنهم، تفيد التبعيض، وهذا هوا عين الصواب، وألا دخل في المعية أولئك المنافقون الذين مردوا على النفاق كما جاء في قوله تعالى {وممن حولك من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم}، كما أن الحديث عن المنافقين يفتح أمامنا سؤالاً عريضاً، كيف أنقطع النفاق بمجرد انقطاع الوحي؟ فهل كانت حياة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) سبباً في نفاق المنافقين؟ أو موته (صلى الله عليه واله وسلم) سبباً في إيمانهم وعدالتهم؟ كل هذه الأسئلة يدعوا إليها الواقع التاريخي الذي لم يذكر لنا شي عنهم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مع أنهم كانوا يشكلون خطراً على الأمة الإسلامية، قال تعالى {قاتل الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} ولم يثبت لنا التاريخ أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قاتل المنافقين، فهل يا ترى من الذي قاتل المنافقين، غير علي (عليه السلام) وخاصة أن الكتاب والسنة أثبت بقاء المنافقين على نفاقهم، بل هم الأكثرية الذين شكلوا تيار الانقلاب بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال تعالى {وما محمد ألا رسول قد خلت من قبله الصفحة 59 الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}</span> ولا يخفى عليكِ أن قوله {الشاكرين} دلالة على الأقلية، لقوله تعالى {وأكثرهم للحق كارهون}وقال {وقليل من عبادي الشكور}.
قلت: قد زدتني حيرة على حيرتي، كيف يكون كل هذا في الصحابة، فكيف تفسر تلك الحروب التي قدم فيها الصحابة أرواحهم، وضربوا لنا أروع الأمثال في التضحية، فيمكن أن ينافق الإنسان في كل شيء ألا في هلاك نفسه.
خالي: لا تحتاري، فأن مجتمع الرسول كان مجتمعاً بشرياً فيه الصالح والطالح، ولا يمكن أن يكون مجرد وجود الرسول بينهم كافٍ لعصمة مجتمع بأكمله، والآيات القرآنية حاكمة بذلك كما تقدم، وغيرها كقوله تعالى {إذا يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله ألا غرورا} والعطف في الآية دالِ على أن الذين في قلوبهم مرض غير المنافقين، وقال تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..}، ومن المعلوم أن الفاسق المقصود كان من الصحابة، أما قولك كيف ضحوا بأنفسهم، فأن مثل هذا السؤال لا تتوقف الإجابة عليه على كونهم مؤمنين، والتاريخ والواقع خير شاهد على ما قلت، فكم من حروب دارت وكم من جماعات ضحوا، فهل نحكم على الجميع بالإيمان، فهناك المكره وهناك من فرض عليه الواقع أمراً محكوماً، والحروب التي كانت قبل الإسلام خير دليل، ومع ذلك أنا لا أرمي الذين حاربوا مع رسول الله بأنهم كانوا مجبرين، مع أنه كان هناك المجبور والمنافق كشهيد الحمار، إنما أقول حتى المؤمن حقاً لا تعني حربه مع رسول الله عاصمة له من الانحراف بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فأن مجموعة كبيرة من الصحابة كانت تحارب مع رسول الله وهم يستلهمون الطاقة والحماس منه وبمعنى آخر كانوا يعملون بالطاقة الحرارية التي كانوا يكسبونها من رسول الله (ص)، واضرب لك مثال على ذلك عندما يستمع الإنسان لخطيب بارع يتحدث عن الجهاد والتضحية فسوف تنتاب المستمعين حالة روحية عالية بحيث لو طلب من كل واحد منهم أن يضحي بنفسه فأنه لا يمانع، ولكن مجرد أن يغادر المكان ويبتعد عن الخطيب، تضعف تلك الطاقة، هذا بخلاف الذي يكون له وعي كامل بالقضية فأنه يولد تلك الطاقة من نفسه، وكثير من الثورات الإصلاحية تحول الداعون لها إلى مفسدين بعد أن فقدوا قائد هم الروحي، وهذا أمر طبيعي ينتاب كل البشر، ولك في الثورة المهدية في السودان خير مثال فبموت محمد أحمد المهدي انشقت صفوف الأنصار ووقع الخلاف بينهم، وهكذا الصحابة بشر فإنهم معرضون لذلك، قال تعالى {وما محمد ألا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كما جاء في البخاري وصحيح مسلم: (بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال، هلم، فقلت إلى أين؟ فقال: إلى النار والله، قلت ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أرى يخلص منهم إلا كهمل النعم) وقال (أني فرطكم على الحوض من مرّ عليّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول: أصحابي، فيقال: أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيّر بعدي)(11).
____________
11 - البخاري ج4 ص94 و ج3 ص32 وصحيح مسلم ج7 ص66.
</span>
|
|
|
|
|