إن على المؤمن أن يسأل ربه التوفيق لخدمة الدين!.. فطالبة العلم، إذا امتلأت: علماً، وتقوى، وزهادةً، وعرفاناً؛ ولم توظف علمها لخدمة الدين، فما هي الفائدة إذا انحبس هذا النور في الجوف؟!.. علينا أن نوظف هذا العلم، فالمجتمع مليئ بالانحرافات.. وطالبة العلم هي المرشحة لأن تكون واسطة الهدى بين الحوزات وبين المجتمع النسائي، ولا ينبغي أن تنتظر حتى تأتيها دعوة رسمية، بل عليها أن تقتحم الميادين.. فهل تحتاج الأم إلى دعوة لتنقذ ولدها لو سُرق منها؟.. بل إنها تطرق الأبواب وتزج نفسها في المهالك، لإنقاذ ولدها، دون دعوة!.. وكذلك بالنسبة إلى بنات المجتمع السافرات وغير السافرات، المحجبات وغير المحجبات، هؤلاء بناتها وأخواتها.. وبالتالي، فإن الأمر لا يحتاج إلى دعوة رسمية من جهة معينة؛ بل عليها بنفسها وبأسرتها!.. فمن موجبات سلب التوفيق، حرمان الأسرة من علم الأم أو الأخت أو الزوجة!.. فهذه المرأة يوم القيامة تؤاخذ، ألا يقول تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾.. ومن ينجح في السيطرة على أسرته، وعلى عشيرته، وعلى قبيلته؛ فهذه هي مقدمة للسيطرة على كل المجتمع.
حــكــمــة هذا الــيــوم :
روي عن الامام الرضا (عليه السلام) : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث خصال : سنّة من ربه ، وسنّة من نبيّه (ص) ،وسنّة من وليّه (ع) : فأما السنّة من ربه : فكتمان السر .. وأما السنّة من نبيّه (ص) : فمداراة الناس .. وأما السنّة من وليّه (ع) : فالصبر في البأساء والضراء
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
روي عن الباقر (عليه السلام) : يأتي على الناس زمانٌ يغيب عنهم إمامهم ، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان!.. إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري عزّ وجل : عبادي !.. آمنتم بسرّي ، وصدقتم بغيبي ، فأبشروا بحسن الثواب مني !.. فأنتم عبادي وإمائي حقا ، منكم أتقبّل ، وعنكم أعفو ، ولكم أغفر ، وبكم أسقي عبادي الغيث ، وأدفع عنهم البلاء ، ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي .. قال جابر : فقلت : يا بن رسول الله !.. فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان ؟.. قال : حفظ اللسان ولزوم البيت
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
روي عن رسول الله (ص) : من عرف فضل شيخ كبير فوقرّه لسنّه آمنه الله من فزع يوم القيامة ، وقال : من تعظيم الله عزّ وجلّ إجلال ذي الشيبة المؤمن .
بستان العقائد :
إن مما يقطع به المتأمل هو أن واقع القرآن الكريم ، ليس ما نجريه على ألسنتنا طلبا لأجر التلاوة فحسب ، وان كانت ظواهر الألفاظ - في مقام الامتثال - حجة على صاحبها ..وذلك لأن المعاني التي أنزلهـا المولى على قلب نبيه (ص) بحقائقها ( الملكوتية ) ،لم يدركها إلا من خوطب بها وهم النبي وآله (عليهم السلام) ..وعليه فان استيعاب هذه المعاني - التي توجب تصدع الجبال لو أنزلت عليها - يحتاج إلى استمداد من الحق ، لتتحقق ( المسانخة ) التي تؤهل القلب لتلقّي مرتبة من تلك المعاني السامية ، وهي مرحلة ( انفتاح ) الأقفال التي يشير إليها القرآن الكريم ..ومن مقدمات هذا الانفتاح: التلاوة الكثيرة ، والتدبر العميق ، والعمل بالمضامين مهما أمكن.
كنز الفتاوي :
إذا كانت في ذمتي مبالغ لأحدهم من فترة طويلة وهو قد نسيها ، وأنا مستح منه عند إرجاعها له .. فهل يصح ان اتصدق بها عنه وكفى ؟
لا يصح ، ويمكنك دفعها له أو إيصالها اليه من دون أن تعلمه بأنه تسديد للدين ، أو تدفعه لشخص آخر يؤديه إليه .
ولائيات
عن الامام الصادق عليه السلام: (إذا أراد اللهلعبد خيراً رزقه حُبَّ الحسينوحب زيارته )
فوائد ومجربات
إن من موجبات تسلط الشيطان على العبد أمور منها:
- عدم الرؤية له ولقبيله كما يصرح القرآن الكريم .
- استغلال الضعف البشري إذ { خلق الإنسان ضعيفا }.
- الجهل بمداخله في النفس إذ هو أدرى من بني آدم بذلك .
- الغفلة عن التهيؤ للمواجهة في ساعات المجابهة .
والاعتصام بالمولى الحق رافع لتلك الموجبات ومبطل لها ، فهو ( الذي يرى ) الشيطان ولا يراه الشيطان فيبطل الأول ..وهو ( القوى العزيز ) الذي يرفع الضعف فيبطل الثاني ..وهو ( العليم الخبير ) الذي يرفع الجهل فيبطل الثالث ..وهو ( الحي القيوم ) الذي يرفع الغفلة فيبطل الرابع.