لم تكد تهدأ عاصفة الجدل الذي دار مؤخراً حول الغناء وجوازه وحرمته حتى عاد الشيخ يوسف القرضاوي برأي أو فتوى تتجاوز الجدل إلى إباحة غناء المرأة.
قال القرضاوي عبر برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة الفضائية إنه "لا مانع من غناء المرأة إذا التزمت بضوابط الغناء الشرعي". مستشهداً بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي أقرّ غناء جاريتين كانتا تغنيان في بيت عائشة، بينما انتهرهما سيدنا أبو بكر قائلا "مزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال له الرسول: "لا، دعهما".
وأجاز الشيخ يوسف القرضاوي الاستماع إلى الغناء ما دامت موسيقاه لائقة بالغناء، والمعنى تقبله الشريعة والأخلاق الإسلامية، وما دام تأثيرها جيداً على المشاعر والوجدان، وقال إنه شخصياً يسمع في قناة "الرسالة" وقناة "اقرأ" أشياء جيدة، مستشهداً بغناء الفنان السعودي محمد عبده لنشيد "طلع البدر علينا ، الذي كان له تأثير بالغ عليه.
وأوضح القرضاوي أنه يسمع بعض هذه الأشياء ويتأثر بها وفيها موسيقى لطيفة، أما موسيقى الهيبيز وما يماثلها فبيّن أنه لا يجيزها أي إنسان متدين، وكذلك الموسيقى المشتهرة مع أغنية معينة تثير الغرائز، وإنما الموسيقى المناسبة فهي الهادئة ذات التأثير الجيد على المشاعر والوجدان.
وبيّن القرضاوي: "أول ضوابط الغناء أن يكون المعنى ملائماً؛ فيجب أن تقبله العقيدة الإسلامية والشريعة الإسلامية والأخلاق الإسلامية؛ فلا تتغني مثلا بشعر أبي نواس:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
أو بشعر شوقي:
رمضان ولا هاتها يا ساقي
مشتاقة تسعى إلى مشتاق
أو ما قاله ابن عبدالوهاب: الدنيا سيجارة وكاس".
وأوضح القرضاوي أن ثاني الشروط ألا يكون الغناء بطريقة مثيرة، واستشهد بأغنية "ست الحبايب يا حبيبة يا رب يخليك يا أمي" لفايزة أحمد، مفيداً بأنه لا مانع شرعياً فيها، وهو شخصياً لا يفتن عند سماعه لها، بينما في المقابل هناك أغان تثير الغرائز بطبيعتها.
وحدد القرضاوي ثالث الضوابط بمدة الغناء، فلا يجوز أن يقعد المسلم طوال النهار يسمع الأغاني؛ فالإسلام - والكلام للقرضاوي - يرفض العبادة إذا غالى الإنسان فيها ويقول له: قف إن لبدنك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقاً؛ فالإسلام يريد كل شيء باعتدال وتوازن؛ فهو منهج وسط لأمة وسط.
وأوضح القرضاوي أن رابع الضوابط ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كالبنات اللاتي يرقصن في معظم الغناء الآن؛ فهو عبارة عن أغان مختلطة برقص أو بشرب أو بأشياء من هذا النوع.
المصدر:
الشيعه اليوم