ما هو الأصل من تسمية خالد بن الوليد بسيف الله المسلول؟
وما هي المآخذ على هذا الصحابي؟
ولكم الأجر والثواب..
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فأما بالنسبة للسؤال عن المآخذ على خالد بن الوليد ، نقول :
لقد رووا : أن خالداً شكا عماراً إلى النبي صلى الله عليه وآله ، لكلام جرى بينهما ، فقال صلى الله عليه وآله : إنه من يعادي عماراً يعاديه الله ، ومن يبغض عماراً يبغضه الله ، ومن سبه سبه الله [1] .
وقد أخذ خالد بني جذيمة ، وقتلهم صبراً ، بعد أن أمنهم ، ولما بلغ النبي صلى الله عليه وآله ذلك ، رفع يديه وقال : « اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد » . .
ثم أرسل الإمام علياً عليه السلام ، فودى لهم الدماء ، وما أصيب من الأموال ، حتى إنه ليدي ميلغة الكلب ، وبقيت بقية من المال ، أعطاهم إياها احتياطاً لرسول الله صلى الله عليه وآله [2] .
كما أن خالداً قد أغار على قوم الصحابي المعروف مالك بن نويرة ، فأمنهم أيضاً ، وصلوا وإياهم ، ثم أخذهم فقتلهم ، وقتل مالك بن نويرة ، ونزا على امرأته في نفس تلك الليلة ، وجعل رأسه أثفية تحت القدر التي كان يصنع فيها الطعام .
وتكلم عمر بن الخطاب في ذلك عند أبي بكر ، فلم يسمع منه ، وعذر أبو بكر خالداً [3] .
وقال : تأول فأخطأ . . أو اجتهد فأخطأ . .
وأما بالنسبة لسبب تسمية خالد بسيف الله :
فالظاهر : أن منشأها أبو بكر بن أبي قحافة . فإنه حين ألح عليه عمر بن الخطاب بعزل خالد بن الوليد ، بسبب قتله مالك بن نويرة ، محتجاً بأن في سيفه رهقاً . .
قال أبو بكر : لا يا عمر ، ما كنت لأشيم سيفاً سله الله على الكافرين [4] .
وأما الرواية التي تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي أطلق هذه التسمية على خالد ، وفي مناسبة حرب مؤتة ، حينما أمَّر خالد نفسه على الناس ، بعد قتل جعفر ، وزيد بن حارثة ، وابن رواحة ، حيث يزعمون : أنه صلى الله عليه وآله قال : « اللهم إنه سيف من سيوفك ، فأنت تنصره » . . فمنذ يومئذ سمي خالد : سيف الله [5] . .
فهي رواية غير صحيحة ، لأن خالداً انهزم بالناس في مؤتة ، فكيف يعطي النبي صلى الله عليه وآله الأوسمة للمهزوم ؟!
وحينما عاد الجيش إلى المدينة جعل الناس يحثون التراب في وجوههم ، ويقولون : يا فرار في سبيل الله . .
ودخل أفراد ذلك الجيش إلى بيوتهم ، ولم يعد يمكنهم الخروج منها ، لأنهم كلما خرجوا صاح الناس : أفررتم في سبيل الله . . [6] .
والكلام حول هذا الموضوع طويل ، وتجد في كتاب الغدير للعلامة الأميني بعض الكلام حوله . .
سيف الله المسلول علي عليه السلام :
غير أن الحقيقة هي : أن هذا اللقب « سيف الله المسلول » هو من مختصات علي عليه السلام ، ولكن قد سرق في جملة كثيرة من فضائله ، ومناقبه عليه السلام ، في غارات شعواء من الشانئين والحاقدين والمبطلين ، والمزورين للحقائق . .
وقد روي عن النبي صلى الله عيه وآله ، أنه قال :
« علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين » [7] .
وفي الحديث القدسي ، المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله :
« وأيّدتك بعلي ، وهو سيف الله على أعدائي » [8] .
وحول تسمية التمر بالصيحاني روي عن جابر :
أن تسمية التمر بالصيحاني هو أنه صاح : « هذا محمد رسول الله ، وهذا علي سيف الله » [9] .
وفي زيارة أمير المؤمنين ، المروية عن الصادق عليه السلام : « وسيف الله المسلول » [10] .
وعن النبي صلى الله عليه وآله : « هذا علي بن أبي طالب ، هذا سيف الله المسلول على أعدائه » [11] .
وعن جابر : « علي سيف الله » [12] .
وعن سلمان عن النبي صلى الله عليه وآله : « فأنا رسول الله ، وعلي سيف الله » [13] .
وعنه صلى الله عليه وآله في حديث له عن علي : « وسيف الله وسيفي » [14] .
والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين [15] . .
ـــــــــــــــ
[1] رجال الكشي ص 35 . [2] تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 66 ـ 68 . [3] تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 278 ـ 279 وفي ط ليدن ج 4 ص 141 ، وراجع : وفيات الأعيان ج 6 ص 15 والمختص ر في أخبار البشر ج 1 ص 158 وروضة المناظر (بهامش الكامل ج 7 ص 167) والكامل في التاريخ ج 3 ص 49 ط صادر ، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 1 ص 179 . [4] راجع نفس المصادر السابقة . [5] تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 41 . [6] تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 42 . [7] البحار ج 22 ص 197 وج 40 ص 33 عن أمالي الشيخ الطوسي ص 322 . [8] البحار ج 40 ص 43 ، والكافي ج 8 ص 11 ، وإحقاق الحق ج 6 ص 153 عن در بحر المناقب ص 43 مخطوط ، وراجع ذخائر العقبى ص 92 ، والمناقب المرتضوية ص 93 . [9] فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطلاب ، لسلمان العجيلي المعروف بالجمل ص 62 مطبعة مصطفى محمد بالقاهرة ، وفرائد السمطين ص 120 مطبعة النعمان ، النجف الأشرف ، ونظم درر السمطين ص 124 ، وعن المناوي في شرح الجامع الصغير . . [10] مستدرك سفينة البحار ج 5 ص 321 . [11] أرجح المطالب ص 38 ط لاهور ، ومناقب علي للعيني الحيدر آبادي ص 57 و37 ط أعلم بريش ، جهار منار . [12] نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 124 وفيض القدير في شرح الجامع الصغير ج 5 293 وينابيع المودة للقندوزي ج 1 ص 409 . [13] فرائد السمطين ص 29 مطبعة النعمان ، النجف . [14] إحقاق الحق ج 4 ص 297 عن مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي . [15] مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الثامنة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (444) .
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
اقتباس :
وتكلم عمر بن الخطاب في ذلك عند أبي بكر ، فلم يسمع منه ، وعذر أبو بكر خالداً [3] .
اقتباس :
وقال : تأول فأخطأ . . أو اجتهد فأخطأ . .
!!!
ما شاء الله !!!
يقتل أناسا قد أمنهم و صلى معهم !!! أي أنهم ليسوا مرتدين ... و يقول اجتهد و أخطأ ...
لم يكن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه و آله ) ليستهين بدماء الأبرياء ... فقد كان يوصي بالرفق بالأطفال و النساء و الشيوخ بل و بالشجر و الحيوان ... كم و كم أوصى بعدم الإسراف بالقتل ...إنما أموالكم ودماؤكم عليكم حرام ... هل هذا هو خليفة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ؟؟؟ أين اقتداؤه بنبيّ الله الأعظم ( صلى الله عليه و آله ) ؟؟؟
أين دين السلاطين عن دين محمد ( صلى الله عليه و آله ) ؟؟؟!!!
من هنا أتى دين الشرذمة الذين شوهوا صورة الإسلام ... فأعطوه صورة القتل و الدماء !!!
عذرا أخي الكريم ان كنت استرسلت في موقف خليفتهم ... فخالد نموذج للإرهاب و الإسراف في القتل ... و أن تجد خليفة المسلمين يبرر أعماله ... فإنّ موقف الخليفة أشنع و أبشع من موقف خالد نفسه ... و الله المستعان
بارك الله فيكم أخي الكريم على ما وضّحتم و نقلتم ... موفقين لكل خير
أخي الموالي الحبيب بوركت باركك الله ؛ فقد أتيتنا بالبرهان القاطع على خالد بن الوليد سيف القرشيين المسلول ، إنه سيف اولئك الذي ما أحبوا محمد وآل محمد ..
وقد ورد في بعض الاخبار التاريخيّة إنّ خالد بن الوليد إنما فعل ما فعل ببني نويرة ؛ لأنّهم كانوا شيعة لأمير المؤمنين علي عليه السلام ، ناهيك عن الدواعي الدنيّة الاخرى ..