الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
عن أبيه و محمد بن الحسن -رضي الله عنهما- قالا: حدثنا سعد بن عبيد الله, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسين بن سعيد, عن أحمد بن عبد الله القروي, عن الحسين بن المختار القلاساني(1), عن أبي بصير, عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري(2).
و عن أم المقدام الثقفية, عن جويرة بن مسهر أنه قال : أقيلنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- من قتل الخوارج حتى اذا قطعنا في أرض بابل(3) حضرت صلاة العصر, فنزل أمير المؤمنين علي -عليه السلام- و نزل الناس.
فقال علي -عليه السلام- أيها الناس ان هذه الأرض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلاث مرات - و في خبر أنها مرتين- و هي تتوقع ثلاثة, و هي أحد المؤتفكات(4), و هي أول أرض عبد فيها وثن, و أنه لا يحل لنبي و لا وصي نبي أن يصلي فيها, و من أراد منكم أن يصلي فيها فليصل, فمال الناس عن جنبي الطريق يصلون, و ركب هو بغلة رسول الله -صلى الله عليه واله- و مضى.
قال جويرة: فقلت: والله لأتبعن أمير المؤمنين -عليه السلام- و لأقلدنه صلاتي اليوم, قمضيت خلفه و الله ما جزنا جسر سورى(5) حتى غابت الشمس, فشككت,فالتفت الي فقال: يا جويرية أشككت ؟! فقلت : نعم يا أمير المؤمنين, فنزل عن ناحية فتوضأ, ثم قام فانطق بكلام لا أحسنه الا كان بالعبراني, ثم نادى : الصلاة. فنظرت و الله الى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير(6), فصلى العصر و صليت معه.
فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت الي, فقال : يا جويرية بن مسهر ان الله عز و جل يقول ((-فسبح باسم ربك العظيم-))(7) و اني سألت الله عز و جل باسمه العظيم فرد علي الشمس(8).
و روي أن جويرية لما رأى ذلك قال : أنت وصي نبي و رب الكعبة.
و روي أنه -ع- صلى بايماء, فلما ردت الشمس أعاد الصلاة بأمر رسول الله -ص- فأمر النبي -ص- حسان أن ينشد في ذلك, فأنشأ :
لا تقبل التوبة من تائب الا بحب ابن أبي طالب
أخي رسول الله بل صهره و الصهر لا يعدل بالصاحب
يا قوم من مثل علي و قد ردت عليه الشمس من غائب(9)