لعل أقدم من روى الحديث هو ابن ابي شيبة والإمام الحافظ نعيم ابن حماد
وقد جاء مطولا في ابن أبي شيبة كما في مسلم في الحديث الذي ذكره الأخ خادم المرتضى
ولكنه جاء مختصرا في الترمذي وابن ماجه وابي داود وأحمد وأبي يعلى.
ولم يره البخاري في كتاب الفتن
وانكره بعض مشايخ السنة مثل الشيخ محمدرشيد رضا وابن عثيمين
والحديث عن عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس وهناك رواية عن جابر في مسند أبي داود ولم يذكر فيها فاطمة بنت قيس.
وهذه بعض الأحاديث من المصادر الأخرى:
الفتن ابن ابي شيبة
( 66 ) علي بن مسهر عن المجالد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت : صلى النبي ( ص ) ذات يوم الظهر ثم صعد المنبر ، فاستنكر الناس ذلك فبين قائم وجالس ، ولم يكن يصعده قبل ذلك إلا يوم الجمعة ، فأشار إليهم بيده أن اجلسوا ثم قال : ( والله ما قمت مقامي هذا لامر ينفعكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين ، ألا إن نبي عم لتميم الداري أخذتهم عاصف في البحر فألجأتهم الريح إلى جزيرة لا يعرفونها ، فقعدوا في قوارب السفينة فصعدوا فإذا هم بشئ أسود أهدب كثير الشعر ، قالوا لها : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قالوا : فأخبرينا ، قالت : ما أنا بمخبركم ولا سائلتكم عنه ، ولكن هذا الدير قد رمقتموه فأتوه ، فإن فيه رجلا بالاشواق إلى أن يخبركم وتخبروه فأتوه فدخلوا عليه ، فإذا هم بشيخ موثق في الحديد شديد الوثاق كثير الشعر ، فقال لهم : من أين ؟ قالوا : من الشام ، قال : ما فعلت العرب ) قالوا : نحن قوم من العرب ، قال : ما فعل هذا الرجل الذي خرج فيكم ؟ قالوا : خير ، ناواه قوم فأظهره الله عليهم فأمرهم اليوم جميع ، وإلههم واحد ودينهم واحد ، قال : ذلك خير لهم ، قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : يسقون منها زروعهم ويشربون منها لسقيهم ، قال ما فعل نخل بين عمان وبيسان ، قالوا : يطعم جناه في كل عام ، قال : ما فعلت بحيرة طبرية ؟ قالوا : تدفق جانبها من كثرة الماء ، فزفر ثلاث زفرات ثم قال : إني لو قد انفلت من وثاقي هذا لم أترك أرضا إلا وطئتها بقدمي هاتين إلا طيبة ، ليس لي عليها سلطان ، فقال رسول الله ( ص ) : ( إلى هذاانتهي فرحي ، هذه طيبة ، والذي نفس محمد بيده ! ما منها طريق ضيق ولا واسع إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة ) .
( 182 ) أبو أسامة قال حدثنا مجالد قال أخبرنا عامر قال أخبرتني فاطمة ابنة قيس قالت : خرج رسول الله ( ص ) ذات يوم بالهاجرة يصلي قالت : ثم صعد المنبر فقام الناس فقال : ( أيها الناس ! اجلسوا فإني لم أقم مقامي هذا لرغبة ولا لرهبة ، وذلك أنه صعد المنبر في الساعة لم يكن يصعده فيها ، ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين ، فأجببت أن أنشر عليكم خبر تميم ، أخبرني أن رهطا من بني عمه ركبوا البحر فأصابتهم عاصف من ريح ، فألجأتهم ألى جزيرة لا يعرفونها فقعدوا في قوارب السفينة حتى خروجوا إلى الجزيرة فإذا هم بشئ أسود أهدب كثير الشعر ، لا يدرون هو رجل أو امرأة ، قالا : ألا تخبرنا ! قال : ما أنا بمخبركم ولا مستخبركم شيئا ، ولكن هذا الدير قد [ رمقتموه ] ففيه من هو إلى خبركم بالاشواق ، وإلى أن يخبركم ويستخبركم ، قالوا : فما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، فانطلقوا حتى أتوا الدير فاستأذنوا فأذن لهم فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق مظهر الحزن كثير التشكي ، فسلموا عليه فرد السلام وقال : من أين أنتم ؟ قالوا : من الشام ، قال : ممن أنتم ؟ قالوا : من العرب ، قال : ما فعلت العرب ، خرج نبيهم بعد ؟ قالوا : نعم قال : فما فعلوا ؟ قالوا : ناواه قوم فأظهره الله عليهم فهم اليوم جميع ، قال : ذاك خير وذكر فيه : آمنوا به واتبعوه وصدقوه ، قال : ذاك خير لهم ، قال : فالعرب اليوم إلا همهم واحد وكلمتهم واحدة ؟ قالوا : نعم ، قال : ذاك خير لهم ، قال : فما فعلت عين زغر ؟ قالوا : صالحة يشرب أهلها بشفتهم ويسقون منها زرعهم قال : فما فعل نخل بين عمان وبيسان ؟ قالوا : يطعم جناه كل عام قال : فما فعلت بحيرة الطبرية ؟ قالوا : ملاي تدفق جنباتها من كثرة الماء ، قال فزفز ثم زفر ثم زفر ثم [ حلف ] فقال : لو قد انفلت - أو خرجت - من وثاقي هذا - أو مكاني هذا - ما تركت أرضا إلا وطئتها برجلي هاتين غير طيبة ، ليس لي عليها سبيل ولا سلطان ، فقال رسول الله ( ص ) : ( إلى هذا انتهى فرحي ، هذه طيبة ، والذي نفس محمد بيده ! إن هذه طيبة ، ولقد حرم الله حرمي على الدجال أن يدخله ، ثم حلف ( ص ) : ما لها طريق ضيق ولا واسع في سهل أو جبل إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة ، ما يستطيع الدجال أن يدخلها على أهلها ) ، قال مجالد : فأخبرني عامر قال : ذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال القاسم : أشهد على عائشة لحدثتني هذا الحديث غير أنها قالت : الحرمان عليه حرام : مكة والمدينة ، قال عامر : فلقيت المحرر بن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة فقال : أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة ما نقص حرفا واحدا غير أن أبي قد زاد فيه بابا واحد ، قال : فحط النبي ( ص ) بيده نحو المشرق قريبا من عشرين مرة .
[ رمقتموه ] التصحيح من السنن وفي الاصل رهقتموه أي اتعبتموه لطول انتظاره لاخباركم ورمقتموه : نظرتموه . [ حلف ] في الاصل [ خلف ] وما أثبتناه أرجح استنادا إلى السياق .
الفتن الترمذي
57 - بابٌ
2354 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا معاذ بن هشام أخبرنا أبي عن قتادة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس:
- (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فضحك فقال إن تميما الداري حدثني بحديث ففرحت فأحببت أن أحدثكم أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة لباسة ناشرة شعرها فقالوا ما أنت قالت أنا الجساسة قالوا فأخبرينا قالت لا أخبركم ولا أستخبركم ولكن ائتوا أقصى القرية فإن ثم من يخبركم ويستخبركم فأتينا أقصى القرية فإذا رجلٌ موثقٌ بسلسلة فقال أخبروني عن عين زغر قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن البحيرة قلنا ملأى تدفق قال أخبروني عن نخل بيسان الذي بين الأردن وفلسطين هل أطعم قلنا نعم قال أخبروني عن النبي هل بعث قلنا نعم قال أخبروني كيف الناس إليه قلنا سراعٌ قال فنزى نزوة حتى كاد قلنا فما أنت قال أنا الدجال وإنه يدخل الأمصار كلها إلا طيبة، وطيبة المدينة) .
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديث قتادة عن الشعبي وقد رواه غير واحد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس.
الفتن ابن ماجه
4074- حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. حدثنا إسماعيل ابن أبي خالد عن مجالد، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس: قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم. وصعد المنبر. وكان لا يصعد عليه، قبل ذلك، إلا يوم الجمعة. فاشتد ذلك على الناس. فمن بين قائم وجالس. فأشار إليهم بيده أن اقعدوا ((فإني، والله! ما قمت مقامي هذا لأمر ينفعكم، لرغبة ولا لرهبة. ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خيرا منعني القيلولة، من الفرح وقرة العين. فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم. ألا إن ابن عم لتميم الداري أخبرني أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها. فقعدوا في قوارب السفينة. فخرجوا فيها. فإذا هم بشيء أهدب، أسود، قالوا له: ما أنت؟ قال: أنا الجساسة. قالوا: أخبرينا. قالت: مأ أنا بمخبرتكم شيئا. ولا سائلتكم. ولكن هذا الدير، قد رمقتموه. فأتوه. فإن فيه رجلا بالأشواق إلى أن تخبروه ويخبركم، فأتوه فدخلوا عليه. فإذا هم بشيخ موثق، شديد الوثاق. يظهر الخزن. شديد التشكي. فقال لهم: من أين؟ قالوا: من الشم. قال: نا فعلت العرب؟ قالوا: نحن قوم من العرب. عم تسأل؟ قال: مافعل هذا الرجل الذي خرج فيكم؟ قالوا: خيرا: ناوى قوما. فأظهره الله عليهم. فأمرهم، اليوم، جميع: إلههم واحد، ودينهم واحد. قال: مافعلت عين زغر؟ قالوا: خيرا. يسقون منها زرعهم. ويسقون منها لسقيهم. قال: فما فعل نخل بين عمان وبيسان؟ قالوا: يطعم ثمره كل عام. قال: فما فعلت بحيرة الطبرية؟ قالوا: تدفق جنباتها من كثرة الماء. قال. فزفر ثلاث زفرات، ثم قال: لو انفلت من وثاقي هذا، لم أدع أرضا إلا وطئتها برجلي هاتين. إلا طيبة. ليس لي عليها سبيل)).
قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إلى هذا ينتهي فرحي. هذه طبية. والذي نفسي بيده! مافيها طريق ضيق ولا واسع، ولا سهل ولاجبل، إلا وعليه ملك شاهرق سيفة إلى يوم القيامة)).
الملاحم والفتن ابي داود
15- باب في خبر الجسَّاسة
4325ـ حدثنا النفيلي، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة بنت قيس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخَّر العشاء الآخرة ذات ليلةٍ، ثم خرج فقال: "إنَّه حبسني حديثٌ كان يحدِّثنيه تميمٌ الداريُّ عن رجلٍ كان في جزيرة من جزائر البحر، فإِذا أنا بامرأةٍ تجرُّ شعرها، قال: ما أنت؟ قاالت: أنا الجساسة، اذهب إلى ذلك القصر فأتيته، فإِذا رجلٌ يجرُّ شعره مسلسلٌ في الأغلال ينزو فيما بين السماء والأرض، فقلت: من أنت؟ قال: أنا الدجال، خرج نبيُّ الأمِّيِّين بعد؟ قلت: نعم، قال: أطاعوه أم عصوه؟ قلت: بل أطاعوه، قال: ذاك خيرٌ لهم".
4326ـ حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا عبد الصمد، ثنا أبي قال: سمعت حسيناً المعلِّم، قال: ثنا عبد اللّه بن بريدة، ثنا عامر بن شراحيل الشعبيُّ، عن فاطمة بنت قيس قالت:
سمعت منادي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينادي: أنَّ الصلاة جامعةٌ، فخرجت فصليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، قال: "ليلزم كلُّ إنسانٍ مصلاه" ثم قال: "هل تدرون لم جمعتكم؟" قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: "إنِّي ما جمعتكم لرهبةٍ ولا رغبةٍ، ولكن جمعتكم أنَّ تميماً الداريَّ كان رجلاً نصرانيّاً، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي حدثتكم عن الدجال؛ حدثني أنه ركب في سفينةٍ بحريةٍ مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذامٍ، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، وأرفثوا إلى جزيرةٍ حين مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابةٌ أهلب كثيرة الشعر، قالوا: ويلك ما أنت؟! قالت: أنا الجساسة، انطلقوا إلى هذا الرجل في هذا الدير، فإِنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سمَّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانةً، فانطلقنا سراعاً حتَّى دخلنا الدير، فإِذا فيه أعظم إنسانٍ رأيناه قطُّ خلقاً وأشده وثاقاً مجموعةٌ يداه إلى عنقه، فذكر الحديث وسألهم عن نخل بيسان ، وعن عين زغر، وعن النبيِّ الأميِّ، قال: إنِّي أنا المسيح، وإنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج، قال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "وإنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو" مرتين، وأومأ يبده قبل المشرق، قالت: حفظت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وساق الحديث.
4327ـ حدثنا محمد بن صدران، ثنا المعتمر، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد بن سعيد، عن عامر قال: حدثتني فاطمة بنت قيس
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم صلّى الظهر ثم صعد المنبر، وكان لا يصعد عليه إلا يوم جمعةٍ قبل يومئذٍ، ثم ذكر هذه القصة.
قال أبو داود: وابن صدران بصريٌّ غرق في البحر مع ابن مِسْوَرٍ لم يسلم منهم غيره.
4328ـ حدثنا واصل بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن فضيل، عن الوليد بن عبد اللّه بن جُمَيع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم على المنبر: "إنّه بينما أناس يسيرون في البحر فنفد طعامهم، فرفعت لهم جزيرة، فخرجوا يريدون الخبر، فلقيتهم الجساسة" فقلت لأبي سلمة: وما الجساسة؟ قال: امرأة تجرُّ شعر جلدها ورأسها، قالت: في هذا القصر، فذكر الحديث، وسأل عن نخل بيسان وعن عين زُغر، قال: هو المسيح، فقال لي ابن أبي سلمة: إن في هذا الحديث شيئاً ما حفظته، قال: شهد جابر أنه هو ابن صيّادٍ، قلت: فإِنه قد مات، قال: وإن مات، قلت: فإِنه قد أسلم، قال: وإن أسلم، قلت: فإِنه قد دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة.