يا زميل أخبرتك أن الخليفة أحد أمرين ،، إما من الاستخلاف أو من الحكم ..
و كما أسلفت الذكر فإن جميع البشر خلفاء أي أنهم مستخلفون في الأرض ... و لا بأس أن نوضح استخلاف آدم على عجالة ..
كان في الأرض الجن ، و عاثوا في الأرض فسادا .. و شاء الله أن يستخلف مخلوقات جديدة في هذه الأرض ، فقال للملائكة : " إني جاعل في الأرض خليفة " ، أي سأستخلف بعد الجن مخلوقات جديدة في الأرض لعمارتها و سكنها .. فتعجبت الملائكة ، كيف يخلق مخلوقات جديدة بعد الجن في الأرض ، فيقوموا بما قام به أسلافهم الجن من فساد و قتل !! فقالوا : " أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء " .. فالاستخلاف : هو مجيئ شيء بعد شيء آخر ، و الثاني يسمى : خلف ، و الأول يسمى : سلف
و من هذا المنطلق نحن جميعا خلفاء مستخلفون في الأرض ..
و على هذا المعنى تأتي آيات كثيرة و منها : " و ما أنفقتم من شيء فهو يخلفه " .. سبأ : 39 ، فحتى المال يخلف المال ..
و أما المعنى الآخر للخليفة هو : الحاكم ... و لمّا نرى قول الله تعالى : " يا داود إنا جعلناك خليفة فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله "
و هنا : نرى أن الله يأمر داوود بأن يحكم بالحق ، لأنه أصبح حاكما .. فالخليفة هنا هو الحاكم .. و معنى الآية : يا داود إنا جعلناك حاكما فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله
و هو الموضوع المتحاور فيه الآن و هو أن الخليفة هو الحاكم ..
و على أساسه سألتك و أعيد : هل كان الحسن العسكري خليفة ؟ بمعنى : هل كان الحسن العسكري حاكما ؟؟!!