الخليفة هو من استُخْلِف من الله في الارض او ممن كان قبلة خليفة, و هذا ايضا بأمر الله عز وجل.
في الدين الاسلامي الحنيف, يوجد ثلاثة مسميات لثلاثة مقامات اطلقها الله عز وجل على من يريد جعله خليفة في الأرض. نبي و رسول و امام. وقد تجتمع الثلاثه في شخص واحد. النبي هو الذي يوحى إليه بشرع ( أيا كان, كيفية الصلاة و التعبد و نحو ذلك) ولكن لا يؤمر بتبليغ الناس أو هو الذي يبعث بشريعة تابعة لغيره تابعة لنبي قبله في القوم انفسهم. كما انبياء بني اسرائيل.
أما إذا أُمر بالتبليغ, يبلغ وينذر الناس جميعا صار نبيا و رسولا كنبينا محمد صلى الله عليه و آله و ابراهيم موسى وعيسى ونوح عليهم السلام. فالرسول لابد ان يكون نبي. لكن النبي لا يشترط ان يكون رسول.
نحن نعتقد بأن نبينا محمد صلى الله عليه و آله كان نبيا قبل ان يبعث رسولا. كان يوحى اليه كيف يتعبد و يصلي و نحو ذلك. قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في خطبته المعروفة بالقاصعة:
( ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به)
كان ابراهيم عليه السلام اولا عبدا لله, ثم أتاه الله الوحي فصار نبيا, ثم أمره ان يبلغ رسالات ربه فصار رسولا ثم خليلا. ثم ابتلاه الله كاختبار له, فأتم الاختبار فجعله الله إماما و من عظمة مرتبة الامامة قال ابراهيم عليه السلام و من ذريتي أي من اسحاق و اسماعيل ائمة لا ينالهم الظلم ابدا ايا كان شرك او معصية او حتى شك. ذرية اسحاق معلومة. و ذرية اسماعيل هم محمد و الائمة الاثنى عشر من ذريته عليهم افضل الصلوات و ازكى التسليم.
الامامة هي مقام من أعلى مقامات الخلفاء في الأرض يجعلها الله في عباده الصالحين المصطفين. ولا يبلغ تلك المرتبة الا من ابتلاه الله و صبر. لا يكون اماما الا من كان ايمانه بالله و بآياته يقينا تاما لا يدخله الشك ابدا. لكن ما سر و مكنون هذا المقام؟ المكنون في الإمامة هو الهداية على يد الامام التي تقع بأمر الله و تأييده. فالإمام هو هاد يهدي الناس بأمر ملكوتي يصاحبه وليس فقط إراءة الطريق الذي هو شأن النبي والرسول.