بسم الله الرحمن الرحيم
هل نعرف فاطمة عليها السلام
مقتطفات من محاضرة لأية الله العظمى الوحيد الخرساني
لن يُعرف والله قدر فاطمة إلا ذالك الحين , في اليوم الذي قال عنه أمير المؤمنين عليه السلام فقال
( دخل رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم على فاطمة عليها السلام وهي حزينة , فقال لها ما حُزنك يا بُنية ؟ قالت يا أبة ذكرت المحشر ووقوف الناس عُراة يوم القيامة فقال صلى الله عليه واله يا بنية إنه ليوم عظيم , ولكن قد أخبرني جبرائيل عن الله عز وجل أنه قال أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا , ثم أبي إبراهيم , ثم بعلك علي بن أبي طالب عليهما السلام , ثم يبعث الله إليك جبرائيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور , ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حُلل من نور , فيقف عند راسك فيناديك
يا فاطمة بنت محمد قومي إلى محشرك فتقومين أمنةٌ روعتك مستورةٌ عورتك فيناولك إسرافيل الحُلل فتلبسينها , ويأتيك روفائيل بنجيبة من نور , زمامها من لؤلؤ رطب عليها محفة ( مركب للنساء كالهودج ) من ذهب فتر كبينها , ويقود روفائيل بزمامها , وبين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح 0
فإذا جد بك السير إستقبلتك سبعون ألف حوراء يستبشرون بالنظر إليك , بيد كل واحدة منهم مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار , وعليهن أكاليل الجوهر مرصعة بالزبرجد الأخضر , فيُسرعن يمينك , فإذا سرت من قبرك استقبلتك مريم بنت عمران في مثل من معك من الحور , فتسلم عليك وتسير هي ومن معها عن يسارك , ثم تستقبلك ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير , فإذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في سبعين ألف حوراء ومعها أسية بنت مزاحم , فتسيران هما ومن معهما معك , فإذا توسطت الجمع , وذالك أن الله يجمع الخلائق في صعيد واحد فتستوي بهم الأقدام 0
يقول أية الله العظمى الوحيد الخراساني
(( إنه تبجيل لم يحظ به لا إبراهيم الخليل , ولا موسى , ولا عيسى عليهما السلام ولم يدخر الله لهم في خزانته الامتناهية من العطايا والمواهب , مثل هذا !! ففي ذالك اليوم يفتح الله خزائنه لفاطمة عليه السلام ويهبها ما ليس له بحد 0
ثم ينادي مناد من تحت العرش يُسمعُ الخلائق غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله وسلم ومن معها , فلا ينظر إليك يومئذ إلا إبراهيم خليل الرحمن وعلي بن أبي طالب عليه السلام , ويطلب أدم حواء فيراها مع أمك خديجة أمامك , ثم ينصب لك منبر من نور سبع مراق , بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة , بأيديهم ألوية النور , ويصطف الحورُ العين عن يمين المنبر وعن يساره , وأقرب النساء منك عن يسارك حواء وأسية , فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبرائيل فيقول لك يا فاطمة سلي حاجتك ,
(( ولا حد للطلب والإستجابة , فماذا ستكون حاجتها من الله ؟ تدبروا جيداً في هذا , فأنتم أهل للتدبر واعرفوا عظمة الأمر , إن الطلب يكون دائماً على نحو الجزاء والمقابل , والجزاء غير العمل , وهما شيئان مختلفان , ولكنها فاطمة !! التي عندما يُعرض عليها الجزاء , وتُعطى الأجر ويقال لها إطلبي , سلي ؟ فإنها تطلب العمل وتقول " اللهم أرني الحسن والحسين " وهذه هي القمة والغاية !
فتقولين يا رب أرني الحسن والحسين فيأتيانك وأوداج الحسين تشخبُ دماً
(( هناك يظهر منْ سيدة الوجود ؟ إنها فاطمة الزهراء , الإنسية الحوراء , الصديقة الكبرى , إنها الموجود البشري الذي يُشكل قطبَ دائرة النبوة العظمى والولاية الكبرى ))
وهو يقول ( أي الحسين عليه السلام ) يا رب خُذ لي اليوم حقي ممن ظلمني , فيغضب عند ذالك الجليل , ويغضب لغضبه جهنم والملائكة أجمعون فتزفر جهنم عند ذالك زفرة , ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة الحسين وأبنائهم وأبناء أبنائهم , ويقولون يا رب إنّا لم نحضر الحسين , فيقول الله لزبانية جهنم خذوهم بسيماهم بزرقة الأعين , وسواد الوجوه خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الأسفل من النار , فإنهم كانوا أشد على أولياء الحسين من أبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلوه , فتسمعين أشهقتهم في جهنم 0
ثم يقول جبرائيل يا فاطمة سلي حاجتك
فتقولين يا رب شيعتي , فيقول الله قد غفرتُ لهم .
فتقولين يا رب شيعة ولدي , فيقول الله قد غفرت لهم .
فتقولين يا رب شيعة شيعتي , فيقول الله إنطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة
فعند ذالك تود الخلائق أنهم كانوا فاطميين , فتسيرين و معك شيعتك وشيعة ولدك وشيعة أمير المؤمنين امنة روعاتهم , مستورةً عوراتهم قد ذهبت عنهم الشدائد , وسهلت لهم الموارد , يخاف الناس وهم لا يخافون , ويظمأ الناس وهم لا يظمأون , فإذا بلغت باب الجنة تلقتك إثنا عشر ألف حوراء لم يتلقين أحد قبلك , ولا يتلقين أحداً كان بعدك , بايدي
ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه