إعفاء مدير عام هيئة الامر بالمعروف في مكة المكرمة من منصبه
بتاريخ : 26-04-2010 الساعة : 12:26 PM
إعفاء مدير عام هيئة الامر بالمعروف في مكة المكرمة من منصبه
صدر بيان رسمي امس (25 ابريل 2010) في المملكة العربية السعودية تم من خلالها اعفاء مدير عام هيئة الامر بالمعروف في مكة المكرمة الشيخ أحمد قاسم الغامدي بسبب موقفه المتسامح من الاختلاط وبسبب قوله بعد وجوب صلاة الجماعة، بحسب مايرى ذلك مراقبون. وقد أصدر الرئيس العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية الشيخ عبدالعزيز بن حميّن الحميّن قرارات "ضمنت تعديلات إدارية في بعض فروع الرئاسة تدعيماً لمسيرة تطوير الهيئة ورفع الأداء انسجاماً مع الخطة الإستراتيجية للرئاسة"
--------------
ضغوط لتقييد «الهيئة» كانت وراء التراجع عن إقالة الغامدي
شبكة راصد الإخبارية - « وكالات » - 28 / 4 / 2010م - 9:01 ص
الشيخ احمد الغامدي
توقعت مصادر صحافية الثلاثاء أن يكون التراجع السريع عن إقالة مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة الشيخ احمد الغامدي انعكاسا لضغوط تتعرض لها هذه الهيئة من أجل التخفيف من نفوذها وتأثيرها على الحياة الاجتماعية في السعودية.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الغامدي أثار جدلا واسعا في المملكة عندما أعلن انه ليس في الإسلام ما يشير بشكل قوي إلى حظر الاختلاط بين الرجال والنساء وانه يجوز أن تبقى المحلات التجارية مفتوحة خلال أوقات الصلاة.
وكانت الهيئة قد أعلنت رسميا الأحد في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن رئيس الهيئة الشيخ عبد العزيز الحمين قام بإجراء سلسلة من التعيينات في أفرع الهيئة بمكة والمدينة المنورة والقصيم وحائل تضمنت تعيين الشيخ سليمان الرضيمان في منصب الغامدي، ولكن دون الإشارة صراحة إلى الأخير.
إلا أن الوكالة ألغت الخبر في وقت لاحق وطلبت عدم استخدامه، كما أعلن متحدث باسم الهيئة أن البيان لم يكن دقيقا، لكن الخبر انتشر على نطاق واسع لا سيما وأن شائعات حول إقالة الغامدي كانت تسري في السعودية من فترة.
وتقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسهر على تطبيق الشريعة الإسلامية في المملكة وتسير دوريات لإغلاق المحال التجارية خلال أوقات الصلاة ولرصد الخلوات غير الشرعية بين الرجال والنساء.
ويسلط دعاة الإصلاح في المملكة منذ مدة الضوء على هذه الهيئة ويتم اتهامها أحيانا بانتهاك الحقوق الفردية، إلا أن الهيئة ما زالت تتمتع بدعم المؤسسة الدينية وبدعم شريحة واسعة من الرأي العام السعودي.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن مواطنين سعوديين يرون أن سطوة المطاوعة، أي أعضاء الهيئة، على حياتهم الاجتماعية تبدو خانقة في بعض الأحيان، بينما يرى آخرون أن الهيئة أكثر مصداقية من الشرطة العادية في ما يتعلق بمكافحة الاتجار بالخمور والدعارة والسحر والشعوذة.
مهام الهيئة
ويتأكد المطاوعة من عدم إقدام أي امرأة على قيادة السيارات وعلى احترام كل النساء لمبدأ ارتداء العباءة السوداء وتغطية الرأس، وحتى الوجه أحيانا.
وتقوم الهيئة أيضا بمنع تنظيم أي حفلات موسيقية عامة ويعمد عناصرها في بعض الأوقات إلى الكشف على هواتف الشباب الجوالة بحثا عن أي رسائل أو صور ضد الشريعة.
وكانت الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان (شبه الرسمية) أشارت العام الماضي إلى أن هيئة الأمر بالمعروف "تتمتع بسلطات موسعة في مجال الاعتقال والتفتيش والتحقيق".
معتبرة أن "ثمة مخاوف من انتهاك هذه الصلاحيات للحقوق الشخصية".
وبالرغم من أن الهيئة تتبع رسميا وزارة الداخلية، إلا أنها تتمتع باستقلالية واسعة وتقيم علاقات وثيقة مع القضاء الذي يرأسه رجال دين، وكذلك مع هيئة كبار العلماء.
وقال المتحدث باسم الهيئة محسن الغفاري لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهيئة "تكافح أمراض المجتمع".
خطوات للإصلاح
إلا أن تاريخ هذه الشرطة الدينية ليس خاليا من الأخطاء مع العلم بأن القيمين عليها لا يستحبون تسمية "شرطة دينية" ويفضلون تسمية "الحسبة".
ففي عام 2002، منع عناصر الهيئة رجال الإنقاذ من دخول مدرسة للبنات شب فيها حريق، والنتيجة كانت مقتل 14 شخصا.
كما أن رجال الهيئة أقدموا على بعض الخطوات التي أثارت الجدل حتى خارج المملكة، مثل توقيف سيدة أعمال أميركية بسبب تناولها القهوة مع عميل سعودي في مقهى ستاربكس، مما تسبب في ردود فعل شاجبة في واشنطن.
وقد عين العاهل السعودي العام الماضي الشيخ عبدالعزيز الحمين على رأس هذه الهيئة بهدف إصلاحها.
وقام الحمين باستشارة مدافعين عن حقوق الإنسان وسعى إلى تدريب عناصر الهيئة بشكل أفضل للحد من التجاوزات، كما سعى إلى معاقبة مرتكبي التجاوزات.
وباتت الهيئة لا تتحرك إلا بالتعاون مع الشرطة وكفت عن الاستعانة بالمتطوعين الذين نسبت إليهم انتهاكات في السابق.
ويقول بعض سكان الرياض أن المطاوعة باتوا أقل حضورا في المدينة.
وقالت الناشطة الحقوقية فوزية البكر إنها بالكاد لاحظت وجودهم خلال مهرجان الجنادرية الأخير بالقرب من الرياض أو في معرض الكتاب الأخير.
وتابعت قائلة "كنت أكره أن اذهب إلى الجنادرية لأن النساء كن يتعرضن باستمرار لمضايقات من المطاوعة، وكذلك في معرض الكتاب".
وأضافت أن الملاحظة الوحيدة التي سمعتها بشأن وجهها المكشوف هذه السنة أتت من إحدى النساء.
من جانبه قال كريستوف ويلكي من منظمة هيومن رايتس ووتش إن "الإصلاح الحقيقي لهذه الهيئة لم يحدث بعد".
وأضاف أنه ما زال يجب تحديد مهامها وانتزاع صلاحيات الشرطة منها.