السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 166 )
- أخبرنا أبو الحسن أحمد بن حمدان السحر كي ، حدثنا عمر بن محمد بن بجير ، حدثنا أبو جعفر محمد بن يزيد - إملاء - ، أنا أبو عبد الله محمد بن عقبة بن أبي الصهباء ، حدثنا أبو حذيفة عن عبد الله بن حبيب الهذلي ، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه (ص) خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج بغال وأربعة أزواج خفاف ، وعشر اواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ، ومكتل ، قال : فكلم النبي (ص) الحمار فكلمه الحمار ، فقال له : ما اسمك ، قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الانبياء غيرك ، وقد كنت أتوقعك أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي ، وكنت أعثر به عمدا ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال النبي (ص) : سميتك يعفور ، يا يعفور ، قال : لبيك ، قال : تشتهي الاناث ؟ قال : لا ، فكان النبي (ص) يركبه لحاجته ، فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله (ص) ، فلما قبض النبي (ص) جاء إلى بئر كان لابي الهيثم بن النبهان فتردى فيها فصارت قبره جزعا منه على رسول الله (ص) .
إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 160 )
- روى البيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي ، سمعت الحسين بن أحمد الرازي ، سمعت أبا سليمان المقري يقول : خرجت في بعض البلدان على حمار فجعل الحمار يحيد بي عن الطريق فضربت رأسه ضربات ، فرفع رأسه إلي وقال لي : اضرب يا أبا سليمان فإنما على دماغك هو ذا يضرب ، قال : قلت له : كلمك كلاما يفهم ! قال : كما تكلمني وأكلمك .
حديث تحت مبضع النقد
روى الكليني في أصول الكافي هذه الرواية عن الحمار يعفور:
وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم مسح على كفل حماره فبكي الحمار، وسأله النبي صلى الله عليه وسلم مايبكيك؟ فرد الحمار قائلا:
حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جده عن الحمار الأكبر الذي ركب مع نوح في السفينة أن نبي الله نوح مسح على كفله وقال، يخرج من صلبك حمار يركبه خاتم النبيين. فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار....
لا ننكر أن هناك معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكن خلف كل معجزة حكمة قد يكون منها تثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم على منهجه ، وقد تكون إثباتا لرسالته عند قومه ونحن نؤمن بها بحسب وثوقنا في مصدرها ،.. لكن هناك شواهد يغفل عنها بعض الواضعين للأحاديث التي قد تكون مكذوبة و مما لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا هنا أتبع منهج تأملي لهذه الرواية لتشريحها من وجهة نظري الخاصة في المتن ... بعيدا عن الأدوات التي تعنى بتصحيح السند ، فهذا علم تقصر عنه معرفتي .. ومن هذه التأملات ..
أولا : أن صورة تخريج الأحاديث ، جاء منصوصا عليها في هذا الحديث بقول الحمار ( حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جده عن الحمار الأكبر ) فهذه السلسلة جاءت في المتن بخلاف الأحاديث المعروفة فإن سلسلة السند تأتي في المقدمة لبيان رجال النقل ولا تأتي في متن الحديث ...
ثانيا : حديث الحمار يكفي وحده دون أن يأتي بالسند ، لأن الحديث بصدد إظهار معجزة ، والمعجزة ظهرت بمجرد كلامه ، فلا حاجة لهذا الإسناد الذي جاء به الحمار ...
الثاني : معلوم أن واضع الحديث ، قد اطلع على أحاديث مخرجة ، وهذه التخاريج والإسنادات لم تكن موجودة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان موجودا ، وكان يوستثق للحديث بالسماع منه أو ممن يثق به ... فالواضع هنا استعار صورة تخاريخ الأحاديث ووضعها على لسان الحمار ...مما يعني أن راوي الحديث جاء في في عصر متأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتهر فيه رواية الأحاديث بسندها ...
الثالث : أن الحمار نفسه له السبق في فكرة السند لأنه أتى بما هو مبتكر في هذا العلم ..
الرابع : أن وجوب إيراد السند كانت قائمة للحاجة للتثبت من صدق الحديث عن طريق تعديل وجرح رجاله ، فما الحاجة التي قام عليها وجوب إيراد الحمار للسند الحميري ..
الخامس : أن كل السلسلة التي أوردها الحمار بقوله حدثني أبي عن جدى عن أبيه عن جده .. هي ضعيفة ولا يؤخذ بأحاديثها .. إذ أنه هو وأجداده مجهولي الأسماء وبالقياس نحن إذا أخذنا بحديث إنسان كأن يكون اسمه سعيد ، فيقول حدثني أبي عن جدي عن أبيه ، فنحن نعرف أبيه من ترجمتنا لاسمه ،ولذلك نتقصى عن أبيه وعن جده في كتب علم الرجال لنعرف صفاتهم وأمانتهم .. والحمار هنا يورد سند بدون أسماء ، وحتى لو أورد أسماء فلا يوجد لدينا كتب تبين جرح وتعديل الحمير ولا عدالتهم .. إذا فقول الحمار أنه حدثه أبيه عن جده لا معنى له ولا يفيد في قضية السند ولا يدل على أي شيء سوى العبث ..
وعلى بعد بيان هذا أن أقول أني لا أريد هنا أن يعتقد أحد بأني أعمل على التشهير لأي لمذهب مخصوص بهذا النقد ، فكل حديث لأي طائفة أو مذهب هو خاضع لهذا النقد سندا أو متنا .. وطبيعي أن تجرنا هذه الانتقادات إلى السياق الأعلى وهو نقد مصداقية المراجع والكتب التي وردت فيها هذه الروايات لا أستثني من ذلك أي كتاب غير القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. وهذه دعوة أقدمها لكل أهل المذاهب ليعملوا على تجديد وغربلة تراثهم ليوافق روح العصر النقدية ، وليخضعوا هذا التراث للدراسات والنظريات المستجدة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مضحك ما تطرحون وكأنما نحن من يقول بذلك فقط
بالرغم من أننا لن ندعي صحة جميع رواياتنا كما ادعيتم أنتم في البخاري ومسلم وغيره
وعلى هذا تنسخون وتلصقون كل شبهة حتى لو كانت لا تقبلها عقول الأطفال
وبعيدا عن صحة أو عدم صحة الرواية فلا أرى فيها إشكالا
ان تكلم الحيوانات مع الأنبياء والمرسلين والأئمة أمر مقطوع به, فهذا سليمان يتكلم مع الهدهد [سورة النمل: 20ـ27], وكذلك في قوله: ((وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء))[النمل: 16],
وكذلك تجد سليمان يسمع قول النملة: ((قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسّم ضاحكاً من قولها...))[النمل: 18ـ19],
وهذه مصادر الفريقين تؤكد حقيقة تكلّم نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) مع أنواع الطير والحيوانات, وهي من معاجزه المسلّمة, ولكن القوم يريدون أن يطعنوا بالتشيع, بأي وسيلة كانت, حتى لو جرّهم هذا إلى الخدشة بمعاجز النبي (صلى الله عليه وآله) المتسالم عليها.
أضف إلى ذلك فان هذا الحديث روي في مصادر أهل السنة أيضاً, كتاريخ الخميس وغيره.
ومع كل هذا, فان هذا الحديث الذي ذكروه شاهداً على المطلب ضعيف السند وغير قابل للحجية.