المدير المؤسس
|
رقم العضوية : 2
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 11,012
|
بمعدل : 1.64 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
حقيقة التوسل بالنبي وآله عند الشيعة الإمامية
بتاريخ : 14-02-2010 الساعة : 09:50 PM
حقيقة التوسل بالنبي وآله عند الشيعة الإمامية
(1)
العلامة السيد مرتضى العسكري
التوسل بالنبي (ص ) والتبرك بآثاره في حياته وبعد مماته
يرى البعض حول صفات الأنبياء: ان التبرك بآثار الأنبياء واتخاذ قبورهم محلا للعبادة شرك.
وان البناء على قبورهم في حد الشرك.
وان الاحتفال بأيام مواليدهم ومواليد الأولياء معصية وبدعة محرمة.
وان التوسل إلى اللّه بغيره في حد الشرك, والاستشفاع برسول اللّه (ص ) بعد وفاته مخالف للشرع الإسلامي.
ويستدل مخالفوهم بما يأتي:
أ- التبرك بآثار النبي (ص ):
يـسـتـدلـون عـلـى مـشـروعـيـة التبرك باثار الانبياء بما تواتر نقله في جميع كتب الحديث ان الـصـحـابـة تبركوا برسول اللّه (ص ) وآثاره في حياة الرسول (ص ) بمباشرته , ودعوته بذلك , وتبركوا -ايضا - باثاره بعد وفاته , وفي ما ياتي بعض مايستدلون به:
التبرك ببصاق النبي (ص )
في صحيح البخاري عن سهل بن سعد في باب ما قيل في لواء الـنبي (ص ) من كتاب المغازي: ان رسول اللّه (ص )قال يوم خيبر: لاعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح اللّه على يديه , يحب اللّه ورسوله , ويحبه اللّه ورسوله. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم ايـهـم يـعطاها. فلما اصبح الناس غدوا على رسول اللّه (ص ) كلهم يرجو ان يعطاها فقال: اين علي؟ فـقـيـل: هو يا رسول اللّه يشتكي عينيه. فارسل فاتي به... ولفظه في كتاب الجهاد والسير: فامر فدعي له , فبصق في عينيه , فبرا مكانه حتى كانه لم يكن به شي ء...الحديث.
وفي لفظ سلمة بن الاكوع بصحيح مسلم: قال: فاتيت عليا فجئت به اقوده وهو ارمد حتى اتيت به رسول اللّه (ص ) فبصق في عينيه فبرا واعطاه الراية...الحديث.
التبرك بوضوء النبي (ص )
فـي صـحـيح البخاري عن انس بن مالك قال: رايت رسول اللّه (ص ) وحانت صلاة العصر,فالتمس الـنـاس الـوضوء فلم يجدوه. فاتى رسول اللّه (ص ) بوضوء, فوضع رسول اللّه في ذلك الاناء يده , وامر الناس ان يتوضاوا منه. فرايت الماء ينبع من تحت اصابعه حتى توضاوا من عند آخرهم.
وفي رواية اخرى عن جابر بن عبد اللّه انه قال: قـد رايـتـني مع النبي (ص ) وقد حضر العصر وليس معنا ماء غير فضلة , فجعل في اناء فاتى النبي (ص ) بـه , فـادخل يده فيه , وفرج اصابعه ثم قال: حي على اهل الوضوء, البركة من اللّه.فلقد رايت الـماء يتفجر من بين اصابعه , فتوضا الناس وشربوا. فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه فعلمت انه بركة - فقيل لجابر: - كم كنتم يومئذ؟ قال: الفا واربعمائة. وفي رواية:خمس عشر مائة.
التبرك بنخامة النبي (ص )
روى البخاري في صلح الحديبية , عن عروة بن مسعود, قال عن رسول اللّه (ص )واصحابه: واللّه مـا تنخم رسول اللّه (ص )نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ,وانه اذا توضا كادوا يقتتلون على وضوئه.
التبرك بشعر النبي (ص )
روى مسلم في صحيحه: ان رسول اللّه (ص )اتى منى وحلق راسه بعدان رمى ونحر (ثم جعل يعطيه الناس ).
وفي رواية اخرى: انه دعا الحالق فحلقه فاعطاه ابا طلحة فقال: اقسمه بين الناس.
وروى ايضا عن انس قال: لقد رايت رسول اللّه (ص ) والحلاق يحلقه واطاف به اصحابه. فما يريدون ان تقع شعرة الافي يد رجل.
وفـي تـرجـمـة خـالـد بـاسـد الـغـابـة: ان خالد بن الوليد كان له الاثر المشهود في قتال الفرس والـروم ,وافـتتح دمشق , وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رسول اللّه (ص ) يستنصر به وببركته , فلا يزال منصورا.
وفي ترجمته - ايضا - باسد الغابة والاصابة ومستدرك الحاكم - واللفظ له -: ان خـالـد بـن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال: اطلبوها. فلم يجدوها. ثم طلبوهافوجدوها, واذا قـلـنـسوة خلقة , فقال خالد: اعتمر رسول اللّه (ص )فحلق راسه وابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم الى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة , فلم اشهد قتالا وهي معي الارزقت النصر.
وروى الـبـخاري: انه كان عند ام سلمة زوج النبي (ص ) شي ء من شعرالنبي فاذا اصاب انساناعين ارسلوا اليها قدحا من الماء تغمس الشعر فيه , فيداوى من اصيب.
قال عبيدة: لا ن تكون عندي شعرة منه - اي النبي (ص ) - احب الي من الدنيا ومافيها.
التبرك بلباس النبي (ص )
عـن عبد اللّه مولى اسماء, عن اسماء بنت ابي بكر انها اخرجت جبة طيالسة الي ذات اعلام خضر, قالت: كان رسول اللّه (ص ) يلبسها فنحن نغسلها ونستشفي بها.
وفـي صـحـيح مسلم: هذه جبة رسول اللّه (ص ) فاخرجت جبة طيالسة كسروية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج فقالت: هـذه كـانـت عـنـد عـائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي (ص ) يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها.
التبرك بسهم النبي (ص )
روى البخاري في صلح الحديبية وقال: نـزل الرسول (ص ) بجيشه في اقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا, فلم يلبثه الـنـاس حـتـى نزحوه وشكوا الى رسول اللّه (ص ) العطش , فانتزع سهما من كنانته ثم امرهم ان يجعلوه فيه فواللّه ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه.
التبرك بموضع كف النبي (ص )
في ترجمة حنظلة من الاصابة ومسند احمد ما موجزه: قال حنظلة: دنا بي جدي الى النبي (ص ) فقال: ان لي بنين ذوي لحى ودون ذلك , وان ذا اصغرهم , فادع اللّه له. فمسح راسه وقال: بارك اللّه فيك او بورك فيه. قال الراوي: فـلـقد رايت حنظلة يؤتى بالانسان الوارم وجهه او البهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يديه ويقول: باسم اللّه , ويضع يده على راسه ويقول: على موضع كف رسول اللّه (ص ). فيمسحه عليه.
وقال الراوي: فيذهب الورم.
وفي لفظ الاصابة: ويـقـول: بـاسم اللّه , ويضع يده على راسه موضع كف رسول اللّه (ص ), فيمسحه عليه. ثم يمسح موضع الورم , فيذهب الورم.
كان انتشار البركة من رسول اللّه (ص ) الى من حوله كانتشار الضوء من الشمس والشذى من الزهر, لا يـنـفك عنه اينما حل , في صغره وكبره , سفره وحضره , ليله ونهاره , سواء اكان في خباء حليمة الـسـعـديـة رضـيعا, ام في سفره الى الشام تاجرا, ام في خيمة ام معبد مهاجرا, ام في المدينة قائدا وحاكما. ومااوردناه امثلة من انواعها وليس من باب الاحصاء, فان احصاءهالا يتيسر للباحث , وفي ما اوردناه الكفاية لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
ونـدرس بـعـد هذا فيما ياتي مسالة الاستشفاع برسول اللّه (ص ) ثم ندرس منشا الخلاف في جملة ميزات رسول اللّه (ص ) على سائر الناس ان شاءاللّه تعالى.
ب - الاستشفاع برسول اللّه (ص )
يـسـتدل القائلون بمشروعية التوسل برسول اللّه (ص ) والاستشفاع به في كل زمان , بان ذلك وقع بـرضـا من اللّه قبل ان يخلق النبي (ص )وفي حياته وبعدوفاته , وكذلك يقع يوم القيامة.وفي ما ياتي الدليل على ذلك:
اولا - التوسل بالنبي (ص ) قبل ان يخلق
روى جـمـاعـة مـنـهـم الحاكم في المستدرك , من حديث عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه ان آدم لمااقترف الخطيئة قال: يا رب اسالك بحق محمد لما غفرت لي. فقال اللّه: يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم اخلقه؟ قال: يـا رب لانـك لـمـا خـلـقـتـنـي بـيـدك , ونفخت في من روحك , رفعت راسي , فرايت على قوائم الـعـرش مـكـتـوبا:لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه فعلمت انك لم تضف الى اسمك الا احب الخلق اليك.فقال اللّه: صدقت يا آدم , انه لاحب الخلق الي , ادعني بحقه فقد غفرت لك , ولولا محمد ما خلقتك.
وذكره الطبراني وزاد فيه:وهو آخر الانبياء من ذريتك.
واخـرج الـمـحـدثـون والـمـفسرون في تفسير الاية: (ولما جاءهم كتاب من عنداللّه مصدق لما مـعـهـم وكـانـوا مـن قـبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة اللّه عـلـى الكافرين ): ان اليهود من اهل المدينة وخيبر اذا قاتلوا من يليهم من مشركي العرب مـن الاوس والـخـزرج وغـيـرهـما قبل ان يبعث النبي , كانوا يستنصرون به عليهم , ويستفتحون لـمـايـجـدون ذكـره فـي الـتـوراة , فـيـدعون على الذين كفروا ويقولون: (اللهم انا نستنصرك بـحـق النبي الامي الا نصرتنا عليهم ) او يقولون: (اللهم ربنا انصرنا عليهم باسم نبيك...).
فـلـمـاجـاءهـم كـتاب من عند اللّه وهو القرآن مصدق لما معهم , وهوالتوراة والانجيل , وجاءهم ماعرفوا, وهو محمد (ص )ولم يشكوا فيه , كفروابه , لانه لم يكن من بني اسرائيل.
ثانيا - التوسل بالنبي (ص ) في حياته
روى احمد بن حنبل والترمذي وابن ماجة والبيهقي عن عثمان بن حنيف: ان رجلا ضريرالبصر اتى النبي (ص ) فقال: ادع اللّه ان يعافيني. قال: ان شئت دعوت , وان شئت صبرت فهو خير لك. قال: فادع. قال: فامره ان يتوضا فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: الـلـهـم اني اسالك واتوجه بنبيك محمد نبي الرحمة. يا محمد, اني توجهت بك الى ربي في حاجتي لتقضى لي. اللهم شفعه في. صححه البيهقي والترمذي.
ثالثا - التوسل بالنبي (ص ) بعد وفاته: روى الطبراني في معجمه الكبير من حديث عثمان بن حنيف: ان رجـلا كـان يـختلف الى عثمان بن عفان (رضى اللّه عنه ) في حاجة له , فكان لا يلتفت اليه ,ولا يـنظر في حاجته , فلقي ابن حنيف فشكا اليه ذلك. فقال عثمان بن حنيف: ائت الميضاة فتوضا, ثم ائت المسجد فصل ركعتين , ثم قل: اللهم اني اسالك واتوجه اليك بنبينا محمد (ص ) نبي الرحمة. يا محمد, اني اتوجه بك الى ربي لتقضي حاجتي. وتذكر حاجتك.
فـانـطلق الرجل فصنع ما قال له. ثم اتى باب عثمان بن عفان , فجاءه البواب , فاخذ بيده ,فادخله على عثمان , فاجلسه معه على الطنفسة , فقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته , فقضاها له ,ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت الساعة , وقال:ما كان لك من حاجة فاذكرها.
ج - الاستشفاع والتوسل بقبر النبي (ص )
جـاء فـي سنن الدارمي ووفاء الوفاء للسمهودي عن اوس بن عبد اللّه قال: قحط اهل المدينة قحطا شديدا فشكوا الى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي (ص ) فاجعلوا منه كوة الى السماءحتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الابل.
د - الاستشفاع بالعباس عم النبي (ص )
فـي صـحيح البخاري: ان عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه كان اذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا, وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا. قال:فيسقون.
كان الاستشفاع بالعباس لانه عم رسول اللّه (ص ) وليس لصفة اخرى فيه.
هـ - الاستشفاع بلباس النبي (ص ) ليهون ضغطة القبر
فـي كـنز العمال والاستيعاب واسد الغابة والاصابة في ترجمة فاطمة بنت اسد عن ابن عباس لما مـاتـت فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام االبسها رسول اللّه (ص ) وآلـه قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا ما راينا صنعت ما صنعت بهذه فقال: انه لم يكن احد بعد ابي طالب ابر بي منها انما البستها قميصي لتكتسي من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها.
وفـي طـبـقات ابن سعد عن سهل بن سعد قال:جاءت امراة الى رسول اللّه (ص ) ببردة منسوجة فيها حـاشـيتاها , قال سهل: وتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة , قال: نعم هي الشملة , فقالت: يارسول اللّه نـسـجت هذه البردة بيدي فجئت بها اكسوكها قال: فاخذها رسول اللّه (ص ), محتاجا اليها, فخرج عـلينا وانها لازاره , فجسها فلان بن فلان , لرجل من القوم سماه , فقال: يا رسول اللّه ما احسن هذه الـبـردة اكـسنيها طـواهـا ثـم ارسل بها اليه , فقال له القوم: مااحسنت , كسبها رسول اللّه (ص ) محتاجا اليها ثم سالته ايـاهـا وقـد عـلمت انه لا يرد سائلا لتكون كفني يوم اموت , قال سهل: فكانت كفنه يوم مات.
|