فما عليك إلا تذكر الله سبحانه قولا ً وصلاة ً و سجودا ً
و مخالطة الصبر بالشكر يقرب العبد إلى ربه
فلتشكر ربك على كل مصيبة و بلية حدث لك فيالدنيا و لم يحدث لك ما هو أكبر منها و أبلى
ولذلك قال عيسى (عليه السلام) في دعائه:
" اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني! ".
وقال رجل لبعض العرفاء: " دخل اللص في بيتي وأخذ متاعي " فقال له: " اشكر الله لو كان الشيطان يدخل بدله فيقلبك ويفسد توحيدك، ماذا كنت تصنع؟
و قد يكون سبب المصيب ذنب ارتكبه فيعود العبد و يراجع نفسه
أو يكون اختبار و امتحانله فهل يكون عبدا ً شكورا ً صبوراً
و أيضا ً لتشكر ربك علىأنه قدم عقوبتك في الدنيا و لم يجعلها للآخرة
التي لا ينفع فيها لا مال ٌ و لا بنون
و لتضمن لنفسك أن تكون في رحاب الإله وبالقرب منه
فلتقوي إيمانك بالاستمرار لذكر الله
حتى إذ حلت عليك المصائب فتعود سريعا ً إلىالله
فهو ملجأ الوحيد
و إن سادت السعادة في حياتك تبقى حامدا ًربك شاكرا ً له على ما أعطاك
من راحة الدنيوية و لتسأله الراحة الأخروية
لقد تحدثنا كثيرا ً عن الشكر و لكننا لم نعبر الشكر لغوياً
فمعنى كلمة الشكر لغويا ً... هو عبارة عنظهور نعم الله على العبد
فكان العرب قديما ً يقولونفرس شكور يعنى كفى بسمنه العلف القليل حيث ظهرت عليه آثار النعمة من العلف القليل فهذا فرس ممدوح. وقالوا عينشكرا يعنى عين ممتلئة بالماء ، ويقولون دابة شكور أي ظهرت عليها النعمة.
و من قول الله تعالى: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ)
سبأ (13)
فالله يعطى الدنيا لمنيحب ومن لا يحبولكن لا يعطى الدين إلا لمن أحب و الشكر يعتبر سنام هرمالدين
فمن هنا تدرك أن الشكر وحده نعمه ليس كل منا يهبه الله إياها
ولذا شعر النبي موسى أنه عاجز عن الشكر حيثأن العجز عن الإدراك
إدراكٌ بحد ذاته ولذلك فقد سأل ربه كيف يشكره وقال الله ياكليمي الآن شكرتني لأنه فقه المعنى أن الشكر منحة ومنه من الله لأن شكر النعم ليستلكل البشر
و يدل أيضا ً على ذلك قوله تعالى :
(وما بكم من نعِمة فمن الله)
و إن الشكر لا يقتصر قولك و نطقك بالكلمة فقط
بلى يكون الشكر بالقلب و اللسان والجوارح
فلابد أن يكون قلبك قاصدا ًللخير موقناً
أن هناك رب عظيم
لهذا الخلق مستحقاً للعبادة
و لسانك ناطقا ً بذكرالله حامدا ً شاكرا ً له
و جوارحك مطبقة ً عاملة محافظة علىنعم الله سبحانه
لا تغفل عن نعم الله العظيمة و الكثيرة التي لا تحصى ولتعد
و عن صادق آل محمد ( علية السلام )
" إذا أنعم الله عليك نعمة فصلي ركعتين تقرأ في الأولى فاتحة الكتاب والتوحيد وتقول في ركوعها
فاتحة الكتاب و الكافرون وتقول في ركوعهاوسجودها
(الحمد لله الذي استجاب دعائي و أعطانيمسألتي)
لم يكتفوا فقط بالصلاةالشكر
بلى أنه حرص على سجدة الشكر بعد كل صلاة لما فيها من ثواب و آثارعظيمة