(( ومن مراسيل ابن أبي مُليكة: «أنّ الصدِّيق جمع الناس بعد وفاة نبيّهم، فقال: إنَّكم تحدّثون عن رسول الله (ص) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشدّ اختلافاً، فلا تحدّثوا عن رسول الله شيئاً. فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلّوا حلاله، وحرّموا حرامه ... )).
ثم قال الذهبي في مستعرض دفاعه عن الخليفة :
(( فهذا المرسل يدلك أن مراد الصديق التثبت في الأخبار والتحري ، لا سد باب الرواية ، ألا تراه لما نزل به أمر الجدة ولم يجده في الكتاب كيف سأل عنه في السنة ؟ فلما أخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ، ولم يقل "حسبنا كتاب الله" كما تقوله الخوارج ... )) .... انتهى .
- - - - - - - - - - - - - - -- - -- - - - - -
الفـــــــــــــوائد :
أقول :
لا أدري .. هل كان الذهبي في غفلة حينما أطلق هذه القذيفة في حق قائلها ..!!؟؟ .
ألم يكن يعلم أن أول من نطق بهذه المقولة هو الخليفة عمر بن الخطاب ، وذلك في القصة الشهيرة – الدواة والكتف - يوم احتضار النبي الأعظم (ص)..!!؟؟
ولا أظن أن القصة هذه والمقولة هذه تخفى على الجميع ، فقد رواها البخاري ، ومسلم ، وابن حبان ، وأحمد بن حنبل في مسنده ، ....الخ.
إذن في رأي الذهبي أن هذه المقولة هي مختصة بالخوارج...!!
وعلى هذا ....
فالخليفة عمر في رأي الذهبي من الخوارج !!!
وهذه كــــــــبيرة جدا جدا جدا يا ذهبي ....!!!
ألا تعرف انك قذفت الفاروق قذفا كبيرا وعظيما تستحق عليه القتل والتنكيل والتشريد والتزندق تماما كما الرافضة عندما يتلكمون ويفضحون أعمال وسنة عمر .....!
ولو كان أحد السلفيين اليوم هنا معنا ويلتقي بالذهبي مزمجرا ومتحزما بحزام ينسف نفسه والخلق وسائلا له بحدة :
لم قلت هذا الكلام يا ذهبي في حق قائلها؟
أليس مؤدى كلامك هذا الطعن في السلف الصالح وفي فاروق الأمة ومُعِز الإسلام وفي الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه ؟؟
ولكن الجـــواب حاضر دائما فسيجيبه الذهبي بعد أن يتنبّه لحجم الكارثة التي أوقع نفسه فيها دون أن يعلم :
لا لا ، إنما أعني من قالها - غير الخليفة عمر - فهو من الخوارج فأفهم يا بني ولا كن في شط في سيدنا عمر أبدا .... .!! .
ألا تعلم - يا تلميذي الصغير - أننا - أهل السنة والجماعة - نملك من القواعد ما نستطيع بها أن - نتملّص - من المآزق التي نوقع أنفسنا بها!!
فعلى سبيل المثال أعطيك بعض الأمثلة :
أن التقاتل بين المسلمين حرام لا يجوز إلا ما بين الصحابة فجائز ، بل يؤجرون عليه ، وأن التشاتم بين المسلمين قبيح لا يجوز ، إلا ما بين الصحابة. فكلهم عندنا أخوة متحابون مجتهدون على كل حال وإن سب أحدهم الاخر وشتمه بل حتى لو كفره ، إذ أنهم يبتغون في عملهم الجنة وإن قتل بعضهم البعض ، وإن أراق بعضهم دماء بعض ، أو شتم بعضهم البعض ، وإن كفر بعضهم البعض ، وإن خالف بعضهم البعض في الدين ، وأن أفتى بعضهم في قتل البعض فأن هذه الفتوى هي من الدين ومن السنة واعمال سلف صالح رضي الله عنهم وأرضاهم حتى لو كفر بعضهم أو تزندق أو زنا ...!! .
والدليل على ذلك ... ( والكلام لا يزال للذهبي على سبيل التقدير )... ما قرره ابن حزم في كتابه المحلى ج 10 ص: 484 حيث قال :
(( ولا خلاف بين أحد من الأمة في أن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا رضي الله عنه إلا متأولاً مجتهدا مقدراً أنه على صواب... )).
يعني أن المسألة لا تخرج عن نطاق الاجتهاد أبداً أبداً ...فافهم ذلك!!
تذكّر هذه القاعدة - يا بُنيّ - دائماً عندنا – أهل السنة والجماعة – حتى لا تلتبس عليك الأمور ، أو تنطلي عليك شبه الرافضة ، ومحاولتهم الطعن في السلف الصالح ، وإن نقلوه لك من صحاحنا .انتهى كلام الذهبي التقديري.