قال تعالى : (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )) سورة آل عمران آية 112
والمهزلة التي حدثت لقد جاءت عدة روايات في كتبهم عن النبي صلى الله عليه و آله عن طريق التدليس للتستر على القاتل وإلقاء بالجريمة على يهودية ، و من بين الروايات هذه :
" أحب العِـراق ( لحم الشاة ) الى رسول الله الذراع ، ذراع الشاة و قد كان السم فيها و كان يرى ان اليهود سموه " المصدر : مسند احمد
والمناقض لتلك الرواية هذه الرواية ان في السنة السابعة وبعد معركة خيبر أهدت زينب بنت الحارث (وهي أخت مرحب الذي قتله الإمام علي عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شاة مصلية مسمومة. فقال النبي لأصحابه: (أمسكوا فإنها مسمومة). واستدعى النبي المرأة اليهودية وقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: أردت أن أعلم إن كنت نبيا فسيطلعك الله عليه، وإن كنت كاذبا أريح الناس منك! فعفاعنها رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم).
المصدر : فتح الباري ج 7 ص 497
وهذه الرواية ايضا كانت تدبير لقتل النبي الاكرم فحينما كان النبي في طريقه إلى المدينة عائدا من غزوة تبوك، اقترب ليلا من العقبة وهو جبل شاهق يمر الطريق من أعلاه. وكان الأصحاب المنافقون قد تآمروا وخططوا لاغتياله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإلقائه من أعلى العقبة، لذا فإنهم عمدوا إلى السير معه حتى يصل إلى تلك النقطة.
ويبدو أنه لم يدر بخلد هؤلاء الجهلة أن رسول الله يعلم الغيب! وأن الله تعالى سينجيه من مكرهم، إذ يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
لقد أراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكشف هؤلاء، ويسجل للتاريخ أنهم كادوا لقتله صلوات الله عليه وآله، فدعا النبي المسلمين إلى أن يأخذوا الطريق الذي يمر أسفل الجبل، أي الوادي، فيما أمر حذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر أن يسيرا معه على العقبة من الأعلى، فأخذ المسلمون جميعا الطريق السفلي، بينما أخذ المنافقون الطريق العلوي بهدف تنفيذ مؤامرتهم. وكان عمار يأخذ بزمام الناقة، وحذيفة يسوقها، فينما هم يسيرون مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ سمعوا وقع أقدام القوم من ورائهموقد كانوا ملثمين. فأمر رسول الله حذيفة أن ينظر إليهم ليتعرف عليهم، فرجع ومعهم حجن، فاستقبل وجوه رواحلهم وضربها بالمحجن فابصر القوم وهم متلثمون. فانتابهم الرعب حين أبصروا حذيفة، وظنوا أن مكرهم قد ظهر وانكشف للرسول، فأسرعوا بالرجوع إلى الطريق السفلي وخالطوا الناس.
وعندما عاد حذيفة إلى الرسول وأدركه، قال (صلىالله عليه وآله وسلم) له: (اضرب الناقة يا حذيفة، وامش أنت يا عمار). فأسرعوا واجتازوا العقبة، وانتظروا الناس.
وقال النبي لحذيفة: (يا حذيفة.. هل عرفت أحدامنهم؟)
فأجاب: عرفت راحلة فلان وفلان ، وكانت ظلمة الليل قد غشيتهم وهم متلثمون. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (هل عرفت ما شأنهم وما يريدون؟) فأجاب حذيفة: لا يا رسول الله. قال الرسول: (فإنهم فكروا أن يسيروا معي، حتى إذا صرت فيالعقبة طرحوني فيها!!!! )
فقال حذيفة: أفلا تبعث إليهم لتقتلهم؟ فأجاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في منتهى العطف والرأفة: (أكره أن يتحدث الناس ويقولوا: إن محمدا قتل أصحابه، ولكن دعهم يا حذيفة فإن الله لهم بالمرصاد).
المصدر: ج3ص143 طبعة دار احياء التراث العربي / بيروت ، و أخرجه الامام مسلم في كتاب صفات المنافقين و احكامهم .
وبعد ذلك أخبر النبي عمارا وحذيفة بأسماء هؤلاء المنافقين المتآمرين على قتله، ودعاهما إلى كتمان لمصلحة الإسلام والمسلمين ، وكان حذيفة يعرف في حياته بأنه (صاحب سر النبي) لأنه كان يعلم هؤلاء وكان قد رأى وجوههم بمعجزة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقد كان أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام يقول عن حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه: (ذلك امرؤ علم المعضلات والمفصلات، وعلم أسماء المنافقين، إن تسألوه عنها تجدوه بها عالما).
وكان حذيفة يتحاشى ذكر تلك الأسماء تنفيذا لوصية رسول الله في ذلك الزمان، وكان يقول: لو كنت على شاطئ نهر، وقد مددت يدي لأغرف، فحدثتكم بكل ما أعلم، ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل!!!!!!!!
أي أنه لو أخبر بأسماء المنافقين لقتلوه بأسرع فرصة .
و الجدير بالذكر ان تلك العصابة الذين خططوا و شاركوا في محاولة إغتيال النبي صلى الله عليه و آله و سلم هم 12 شخصا على رواية و رواية اخرى 15 شخصا لكن الثابت ان الشيخين منبينهم و هما الذين قصدهما حذيفة بن اليمان بكلمة فلان و فلان حينما قال : عرفت راحلة فلان وفلان ..
وفي زمن حكم عثمان بن عفان ، صرح حذيفة بن اليمان ( رضوان الله عليه ) بالأسماء وكان منها أسماء الأول و الثاني و الثالث وسعد بن أبي وقاص وأبا موسى الاشعري وأبو سفيان بن حرب وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف
المصدر (المحلى لابن حزمالأندلسي ج 11 ص 225 ومنتخب التواريخ ص 63)
وإذا كان هؤلاء العصابة قد فشلوا في العقبة في اغتيال خاتم الأنبياء عليه وآله الصلاة والسلام ، فإنهم نجحوا أخيرا في إتمام خطتهم ومؤامرتهم بعد ما تيقنوا من أن الخليفة الشرعي والوريث الوحيد للنبي هو الوصي عليبن أبي طالب عليهم السلام و قد عينه علنا ً و نصبه خليفة ً له أمام جموع المسلم ينفي غدير خم حتى بايعه جميع المسلمين على الإمارة و الولاية ، و لعن الله جاحد ولايته بعد الإقرار بها .
من هذا المنطلق توجد عدة روايات وردت في كتب اهل السنة و الجماعة تؤكد انه مات مقتولا مسموما ، منها ما روي عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن اب الاحوص عن عبد الله بن مسعود إذ قال: لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل، وذلك لأن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا.
المصدر (السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي ج 4 ص 449).
ومما يؤيد هذه الحقيقة أيضا: أن أعراض السم ظهرت على وجه وبدن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قبيل وبعيد وفاته، إذ تذكر كتب السيرة أن درجة حرارة رسول الله ارتفعت ارتفاعا خطيرا في مرضه الذي توفي فيه و بصروة غير طبيعية ، وأن صداعا عنيفا في رأسه المقدس الشريف قد صاحب هذا الارتفاع في الحرارة. ومن المعروف طبياً أن ارتفاع حرارةالجسم والصداع القوي هو من نتاج تجرع السم.
يذكر ابن سعد: فلما كان يوم الأربعاء بدأ برسول الله المرض فحم وصدع. (الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 249). وفي عيون الأثر مثله. (عيون الأثر لابن سيد الناس ج 2 ص 281).
وكانت أم البشر بن البراءقد قالت للرسول: ما وجدت مثل هذه الحمى التي عليك على أحد.
المصدر : (الطبقاتالكبرى ج 2 ص 236)
وهذا النص يثبت بدلالة قاطعة أن الحمى التي اعترت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تكن حمى طبيعية و ذلك لأنها لم ترى مثل هذه الحمى منقبل ، و هذه الحمى ما هي إلا من السم الذي جرعوه فقد تغير لونه و حالته .
و لقد أيدت كتب الحديث و السيرة موت رسول الله صلى الله عليه و آله بالسم من كتب الشيعة الإثني عشرية :
حيث قال شيخ المفيد ( قدس سره ) : و قبض صلى الله عليه و آله و سلم بالمدينة مسموما ً يوم الأثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته و هو ابن ثلاث و ستين سنة .
و ذكرالعلامة الحلي شهادة رسول الله بالسم ، و كذلك صرح بذلك الشيخ الصدووق .
و قال الشيخ الطوسي : قبض رسول الله مسموما ً لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة .
و من بين الأحاديث ما مضمونه عن النبي صلى الله عليه و آله إنا اهل البيتما منا إلا مقتول أو مسموم .
في كتاب : وسائل الشيعة + البحار .
و حين التدقيق في هذا الحديث نرى إن النبي صلى الله عليه و آله : لم يقل ( ما منهم إلامقتول او مسموم ) بل قال ( ما منا الا مقتول او مسموم ) و هذا دليل على أنه ايضا ًمثلهم مقتول او مسموم ، و هو ما قصده النبي بأنه سيكون مسموم .
و المعروف إن المقتول بالسيف هما إثنان من أهل البيت صلوات الله عليهم هم امير المؤمنين علي بنابي طالب و ابنه الحسين عليهم السلام و باقي المعصومين عليهم السلام مسمومين ، والجدير بالذكر ان هذا الحديث ايضا ً يشمل حتى قائم آل محمد المنتظر ( عجل الله فرجه ) .
و من أبرز الأدلة على إن الرسول قتل مسموما هذا الحديث و هو عنه صلى الله عليه و آله و سلم حيث قال " ما من نبي أو وصي إلا شهيد "
المصدر: بصائرالدرجات ص 148 وبحار الأنوار ج 17 ص 405
و هذا تأكيد على أنه شهيد و كيف لا؟؟؟ و هو خاتم المرسلين و سيد النبيين و الوصيين ، و صاحب المقام المحمود و الشفاعة بيوم الورود فكيف لا يفوز بمقام الشهادة ؟؟؟
وبعد هذه النتيجة سؤال يطرح نفسه من الذي قتل رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ومتى ؟ و كيف ؟ و لماذا ؟
إجابة هذاالسؤال تحتاج إلى تركيز على المعطيات الواردة في كتب التاريخ والسير حول اللحظات الأخيرة لوفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و من المستفيد ألول و الثاني لقتل الرسول الله صلى الله عليه و آله و هو رحمة للعالمين و رسول الإنسانية .
جاء عن عائشة: لددنا (قمنا بتطعيم) رسول الله فيمرضه. فقال: ( لا تلدوني ). فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال (لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم).
(تاريخ الطبري ج 2 ص 438).
وجاء أيضا: قالت عائشة: لددنا رسول الله فيمرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني ، فقلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: (لا يبقى أحد في البيت إلا لد، وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم).
(صحيح البخاري ج 7ص 17 وصحيح مسلم ج 7 ص 24 و ص 198)
ملاحظة : بخصوص كلمة ( لدننا ) أي جرعنا و سقينا كما في اللغة
إذن بعد ما قرأنا الرواية سؤال يطرح نفسه :
ما الذي جرعته عائشة للنبي صلى الله عليه و آله حتى نهى عنها ذلك فغضب و أمر بخروجها من الدار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الإجابة /
كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمر من في الدار بأن لا يلدوه و لا يجرعوه أي دواء مهما كان ، إذ روي أنه قال لهم بعد سقيه إياهم ذلك الدواء المزعوم: (ألم أنهكم أن لا تلدوني)؟!
المصدر : (الطب النبوي لابن القيمالجوزي ج 1 ص 66).
وبعد قيامهم بلد النبي، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) عنعائشة: (ويحها لو تستطيع ما فعلت)! (الطبقات لابن سعد ج 2 ص 203).
وهذه الروايات الموثقة في كتب الحديث عند أهل السنة تكشف أن هناك مؤامرة كبرى دبرها المخططون لقلب النظام الإسلامي و السيطرة على دفة الحكم ، وذلك لاغتيال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وتجريعه سما على أنه دواء للشرب !!!!!!!
و عند مراجعة الرواية السابقة بشكل دقيق نفهم منكلام عائشة ان الفاعل بلد ( سقي ) رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه كانوا اكثر من شخص إذ قالت عائشة " لددنا رسول الله في مرضه ، فقال : لا تلدوني
و دل على كونهم جمع و ذلك من الجمع في فعل ( لددنا) و إذا افترضنا انها الوحدية التي فعلت ذلك لقالت ( لددت رسول الله في مرضه )
و لما أحس الرسول بسقيهم أيها هو شعر بالسم استيقظ من منامه وقال مخاطبا اياهم : لا تلدوني
وقال صلى الله عليه و آله لم بصيغى الجمع: " ألم أنهكم !!! " و هذا يشير ايضا ً على كونهم جماعة .
و الأرجح ان من نفذ هذه العملية هي عائشة و حفصة زوجتا النبي صلى الله عليه وآله و بتخطيط من عمر بن الخطاب و ابيبكر و أمر منهما حيث ان المستفيد الاكبر هما و هما اللذان تحققت اهدافهما ومصالحهما بقتل النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، التاريخ يشهد بذلك حيث تم اولا انكار ان النبي مات كي يسيطروا على الاوضاع بالمدينة ثم تم الاعلان بوفاة النبي وهم مجتمون في السقيفة حتى حصل ما حصل من إنقلاب و انتخب عمر ابي بكر خليفة للمسلمين و تمت المبايعة إما بالرضا او بالقوة ثم جاءت أحداث الهجوم على دار فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وآله و منعها من فدك وارث ابيها و جر الوصي الشرعي بالحبال و تخاذل الأمة عنه حتى توفى ابي بكر و أعطى الخلافة لعمر بن الخطاب المدبرالأول و العقل الرئيسي لقتل النبي صلى الله عليه و له حسب الإتفاق و كان المفروض تسليم الخلافة من بعده الى ابي عبيدة بن الجراح ليكون ثالث الخلفاء لأنه هو أيضا ًمشارك معهم بالتخطيط ، لكن الموت حال دونه و دون الخلافة حتى تلقفها عثمان بن عفان .
وحينما نجمع بين هذه الاحداث و المعطيات نستنتج بأن العصابة التي خططت للانقلاب على خاتم الأنبياء وإزاحة خليفته الشرعي هي التي دبّرت لقتله عن طريق تجريعه السم بأبي هو وأمي .
وهذه الحقيقة كشف عنها حديث عن الصادق عليه السلام: " فسمقبل الموت.. إنهما سقتاه " ( أي يشير الامام الى عائشة و حفصة بأنهما سقتاه السم وقتلتاه لكن لم يصرح بالإسم حفاظا ً على الكيان الإسلامي )
المصدر : البحارللعلامة المجلسي ج 22 ص 516 + تفسير العياشي ج 1 ص 200
كما تذكر روايات أخرى أن الأربعة اجتمعوا على سم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
المصدر : البحار للعلامةالمجلسي ج 22 ص 239
و لكن المتآمرين حيث رأوا أنه لا مجال لإنكار استشهاد رسول الله بالسم ، ألقوا بتبعة ذلك على سم خيبر القديم!!!!
و العجيب و الغريب عندما اسيتقظ الرسول صلى الله عليه و آله بسبب مفعول السم رآهما في الدار و سأل عن منسقاه هذا الشراب ، فألقت عائشة بفعلتها على عم الرسول العباس بن عبد المطلب ( رضوان الله عليه ) الذي قدم للدار بعد تنفيذهم الجريمة .
و هذه الرواية التي ذكرهاعبد الله الاندلسي في كتابه :
بعدما لدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغما ً عنه
قال صلى الله عليه و آله وسلم : من فعل هذا ؟؟
فقالوا : عمك العباس !!!
شاهد ايها القارئ كيف انهم انكروا فعلتهم الشنيعة و القوا بتيعة عملهم على العباس عم النبي صلى الله عليه وآله و سلم إلا إن ذلك لم يخف عن رسول الله الذي برأ عمه العباس من تلك الفعلة و اتهامهم و دليل ذلك حينما طردهم من دار هو ابقى العباس يعاين حاله .
إذ قال صلى الله عليه و آله : لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم .
المصدر: تاريخ الطبري ج 2 ص 438 + صحيح البخاري و كذلك في صحيح مسلم
إذن سأذكر لكم تسلسل أحداث الجريمة : حينما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله بمرض الحمى في آخر ايام حياته كان في داره حيث امر من في الدار من زوجاته بعدم إعطائه أيدواء و لقد كان في دار زوجاته و اهل بيته و بعض بني هاشم ، و في لحظة غياب بني هاشم و اهل البيت عن الدار و في لحظة إغماء النبي صلى الله عليه و آله من شدة المرض وأثناء نومه ، اغتنمت عائشة و حفصة الفرصة لكي تفعلا فعلتهم و للوصول إلى الهدف المشؤوم و هو سلب الخلافة من صاحبها الشرعي ، فجرعتاه الدواء المزعوم ( و هو السم ) بالقوة و رغما ً عنه حتى أفاق النبي و حس بفعلتهم و وبخهم بشدة ، و قد دخل في الدارعم الرسول العباس بعد فعلتهما ، فأمر بخروجهما من الدار ، و بقاء عمه العباس رضوان الله عليه ، و حتى حدث ما حدث الى ان جاءت وقت المنية و قال عمر عن النبي صلى الله عليه وآله و سلم : أنه يهجر !!!!
لماذا لم يكشف النبي صلى الله عليه وآله و سلم عن قاتله ؟؟؟
لقد سار سبط المصطفى الحسن المجتبى عليه السلام على نهج جده و سيرة جده و هو نهج واحد في عدم كشف عن قاتلهما كما فعل النبي صلى الله عليه وآله و سلم .
فالإجابة على ذلك السؤال : بإختصار أذكر لكم هذه الروايات :
قال الحسن عليه السلام لأخيه الحسين عليه السلام : لقد سقيت السم مراراً ما سقيته مثل هذه المرة، ولقد لفظت طائفة من كبدي فرأيتني أقلبها بعود
فقال له الحسين عليه السلام : أي أخي من سقاك؟
قال الحسنعليه السلام : وما تريد إليه أتريد أن تقتله؟؟
قال الحسين عليه السلام : نعم
قال الحسن عليه السلام: لئن كان الذي أظن فالله أشد نقمة وإن كان غيره فلا يقتلبي بريء.
و في رواية أخرى قال " يا اخي إنما هذه الدنيا ليال فانية دعه حتى ألتقي انا و هو عند الله " فأبى ان يسميه ، و المعلوم ان الذي سممته هي زوجته جعدة ( لعنة الله عليها ) بأمر من معاوية بن ابي سفيان ( لعنة الله عليهما ).
وأيضا ً توجد رواية آخرى " : يا أخي قد حضرت وفاتي ودنا فراقي لك وإني لاحق بربي وأجد كبدي تقطع وإني لعارف من أين دهيت، فأنا أخاصمه إلى الله تعالى فبحقّي عليك لاتكلّمت في ذلك بشيء، فإذا أنا قضيت نحبي فقمّصني وغسّلني وكفّني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أجدّد به عهداً، ثم ردني إلى قبرجدّتي فاطمة بنت أسد فادفنّي هناك، وأقسم عليك بالله أن لا تريق في أمري بحّة دم "
وسامحوني على الاطالة لان الموضوع يحتاج الى كل هذه الدقة