بدأ التأريخ الجهادي للسيد مقتدى الصدر بعد سقوط النظام الصدامي البغيض مباشرة، حيث قامت مجموعة من أنصاره بمهاجمة الروضة الحيدرية المقدسة في النجف الأشرف في اليوم التالي لسقوط نظام الطاغية صدام بحجة الثأر من الكليدار والذي يتهمونه ظلما بأنه من القيادات البعثية والذي حضر الى الروضة الحيدرية المقدسة بصحبة السيد عبد المجيد الخوئي، نجل المرجع الشيعي السيد أبو القاسم الخوئي (قده) و الأمين العام لمؤسسة الإمام الخوئي في لندن، والذي دخل العراق عن طريق البحرين لأن القوات الأمريكية لم تسمح له بالحضور معها، والذي قام وفور وصوله الى النجف الأشرف بالتحرك لجمع شمل النجفيين والسؤال عن الإحتياجات الضرورية والتي يستطيع أن يساعد بتأمينها للنجف والعراق، وقد دفع أموال لإعادة تأهيل الماء والكهرباء ولإصلاح ما يمكن إصلاحه في المستشفيات والمدارس وغير ذلك، وقد كان السيد عبد المجيد الخوئي قد زار السيد مقتدى الصدر ليله إغتياله وأعطاه مبلغ أربعون ألف دولار أمريكي ليساعد بدوره الضعفاء والمحتاجين وجهاز هاتف عبر الأقمار الصناعية ثريا، وطلب منه أن يترك أمر الخلافات بينه وبين الكليدار لأن الوضع خطر ويجب جمع الشمل ونبذ الخلافات واتفق مع السيد مقتدى أن يقوم بمصالحته مع السيد حيدر الكليدار، فكان رد السيد مقتدى، أن على السيد عبد المجيد إحضار الكليدار الى البراني، الأمر الذي رفضه السيد عبد المجيد لأسباب عدة بيّنها للسيد مقتدى وطلب منه الحضور الى الروضة الحيدرية المقدسة في اليوم الثاني، وإن السيد عبد المجيد سوف يحضر السيد حيدر الكليدار معه ويجعل لقاءهم عند جدهم أمير المؤمنين سلام الله عليه بالصدفة وتتم المصالحة وقد وافق السيد مقتدى الصدر على هذا المقترح. وعلى ضوء هذا الاتفاق، فقد اتصل السيد عبد المجيد الخوئي بالسيد حيدر الكليدار وطلب منه أن يرافقه صباح اليوم الثاني ليزور الروضة الحيدرية المقدسة من دون أن يوضح له الأسباب، وقد قال له السيد حيدر الكليدار بأنه توجد إشاعة من جماعة السيد مقتدى الصدر مفادها أنهم يريدون قتلي ثأرا لمقتل السيد محمد محمد صادق الصدر من قبل الطاغية ويتهمونني بالبعثية، فأجابه السيد عبد المجيد الخوئي بأن لا يصدق مثل هذه الإشاعات المغرضة وإنهم عائله واحدة وليس لهذه الإشاعة من صحة، وانه ومجموعة من الأصدقاء وأهل النجف سوف يذهبون معا الى الروضة المقدسة فقط حيث لا يجرأ أحد على الإعتداء على أحد في الروضة، وعلى هذا الأساس فقد تم إقناع السيد حيدر الكليدار بالذهاب معه. وفعلا وفي صباح اليوم التالي حضر السيد عبد المجيد الخوئي لدار السيد حيدر الكليدار واصطحبه معه الى الروضة الحيدرية المقدسة وكان معهم مجموعة من الأصدقاء ومجموعة من الحماية الذين تطوعوا لحماية السيد عبد المجيد الخوئي، والذي توقف قبل دخوله الى وسط المدينة (الولاية) وطلب من الحماية الرجوع لأنه ليس بحاجة لهم حيث أنه يخجل الدخول للولاية ومعه حماية. وقد امتثلوا لأمرة وعادوا أدراجهم ولم يبقَ معه إلا الأصدقاء والوجهاء الذين كانوا بانتظارهم في الروضة المقدسة حيث دخلوا جميعا لأداء مراسيم الزيارة وبعدها توجهوا لقراءة سورة الفاتحة على المرحومين في مقبرة السيد الخوئي (قده) وتوجهوا بعدها الى ديوان السادن وهو مقر عمل الكليدار الرسمي. وخلال وجودهم بالديوان، بدأ أنصار مقتدى بالتجمع أمام الديوان والصراخ والهتاف بسقوط البعثية وبمطالبتهم بخروج السيد حيدر الكليدار من الديوان ليحاكموه على إغتيال السيد الصدر ويقتلوه. وقد قاموا برمي الديوان بالترب التي تستعمل للصلاة والأحذية، فعندها قرر السيد عبد المجيد الخوئي الخروج للتحدث معهم وطلب من أحد زملائه الخروج الى خارج الصحن ليحاول الإتصال بالحماية ليأتوا لنجدتهم، وقد تمكن هذا الشخص من الخروج من الصحن، ولكن عند خروج السيد عبد المجيد من الديوان فوجئ بأن المحتشدين يحملون السيوف والقامات والخناجر والعصي وحاولوا الإعتداء عليه حيث قام أحد المحتشدين بضربة بقامة تلقاها السيد عبد المجيد بيده اليسرى أدت الى قطع أصابعه الخنصر والبنصر والوسطى، فأخرج مسدسه وأطلق إطلاقتين بالهواء ليبعدهم عنه، وتمكن من الرجوع الى الديوان وإغلاق الباب من الداخل. في هذه الأثناء بدأ السلاح يدخل الى الصحن الشريف من كل صوب، وحسب شهود العيان فإن السلاح أحضر من مكتب الشهيد الصدر في شارع الرسول (ص) ومن المدرسة المهدية في شارع الطوسي، وبدأ إطلاق نار كثيف على الديوان، وقد أصيب عدد من الموجودين في الداخل ومنهم السيد ماهر الياسري حيث كانت إصابته بليغة، واضطروا للإحتماء في حمام داخل الديوان من إطلاق النار الكثيف، وقد إضطروا للرد على إطلاق النار حيث كان معهم بندقيتين كلاشنكوف ومسدسين الى أن نفذ عتادهم، حيث قام المهاجمون باقتحام الديوان، وكان معهم السيد رياض النوري صهر السيد مقتدى الصدر والشيخ أحمد الشيباني القاضي في المحكمة الشرعية وأحد مساعدي الصدر والسيد مصطفى اليعقوبي وآخرون من مكتب السيد الشهيد، وعند دخولهم طلب منهم السيد عبد المجيد الخوئي أن يأخذوا السيد ماهر الياسري الى المستشفى لإسعافه حيث كانت إصابته بليغة، فكان جوابهم، إنكم أسرى وسوف نقتادكم الى السيد مقتدى لمحاكمتكم، وبدأوا بالسب والشتم واتهام الموجودين بالخيانة وبركل السيد ماهر الياسري وضربه بأخامس البنادق وصعد أحدهم على صدره، فشهق وفارق الحياة وهم غير مكترثين له ظنا منهم بأنه أجنبي وإنه أحد حماية السيد عبد المجيد الخوئي، وقد أمروا السيد عبد المجيد الخوئي والسيد حيدر الكليدار بخلع جببهم وعمائمهم وقاموا بتقييدهم كل إثنين معا بواسطة العمائم وأسلاك الهاتف وبدأوا بسحبهم الى الخارج. شهود هذه الحادثة أحياء يرزقون ومنهم السيد معد فياض المحرر بجريدة الشرق الأوسط في لندن والذي حضر الى العراق لتغطية الأحداث وغيره.
في الجزء القادم سوف أعرض لكم تفاصيل عملية القتل كيف جرت وقد أتطرق الى أسماء المنفذين وتأريخهم الجهادي.
وللحديث بقية
يتبع الحزء الثاني
التعديل الأخير تم بواسطة رافل الاوسي ; 23-10-2013 الساعة 04:13 PM.
سبب آخر: خطا املائي
رواية الاخ الفاضل رافل الاوسي حول الظروف التي ادت الى مقتل السيد عبد المجيد الخوئي والكليدار معه هي نفسها ماسمعناها لحظتها ومابعد الجريمة بايام قليلة وحسب الشهود الذين اتو الى بغداد من النجف ،،،وكلنا في وقتها عرفنا الاسباب والدوافع التي لاجلها قتل السيد الخوئي والكليدار ،،ووقتها اتهم السيد مقتدى وجماعته ،،،،
لكن ظلت هذه الجريمة مخفية في دواليب الحكومة والدولة ،،،،
لاضرر في معرفة القاتل اين كان اسمه او عنوانه ومحاسبته واتخاذ العقوبة الضرورية لذلك ،،،
اما التستر عليه بداعي درئ الفتنة وما الى ذلك ،،،
فالقتل جاري منذ الاحتلال وماقبله والى الان وبشتى الطرق والاساليب في العراق ،،،
فعلى ماذا نخاف ،،،،،
دولة المؤسسات التي ينبغي لنا ان نجنيها تبدا بمحاسبة الجاني ونصرة المظلوم اين كان اسمه او عنوانه ،،،
هذا اذا كنا حقا ندعي الاسلام والتشيع ،،،
لا بالشعارات فقط ،،،
ودي وتقديري
هذه القضية .. وعشرات امثالها .. تُنبئ انّا لا زلنا تسيرنا الاهواء الشخصية والمطامع الدنيوية ,,
والاّ كم من جريمة ارتكبت بحق العلماء وعلى حرم أمير المؤمنين عليه السلام مع ما لها من حرمة ..
على مدى الخمسين سنة الاخيرة على الاقل .........
والمشكلة ان دمائهم ذهبت هدرا ولا من محاسب .. وتعددت الروايات وجهات الدعم والتحريض والمباشرة بالجريمة ..
ومع الغموض الذي كنف تلك القضايا ،، سرت الشائعات لتشتت مصدر الجريمة ..
ولكن القاعدة القانونية تقول : اذا وقعت الجريمة ابحث عن المستفيد تجد القاتل .
وكم جريمة قتل سجلت ضد مجهول .. فلا قضاء ولا قانون ..
وهل هكذا نجازي السيد الامام ابو القاسم الخوئي الذي خدم المذهب والحوزة قرابة 80 عاما من عمره الشريف في اغتيال ولده ..
على كل حال ..
وواضح من سير الاحداث من المحرك لتلك الجريمة المخزية بسفك دماء الابرياء في حرم أمير المؤمنين عليه السلام ..
وان خفيت تلك الملفات عن القضاء أو غيبتها المساومات السياسية ، فان الله بالمرصاد ..