|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 05:29 AM
وينقل العاملي في ج4، ص: 116 تحت عنوان الفراغ من إلقاء محاضرات (التفسير الموضوعي) ومحاضرة حول (حبّ الدنيا) :
ويوم الأربعاء 4/ رجب/ 1399 هـ (31/ 5/ 1979 م)، فرغ السيّد الصدر (رحمه الله) من إلقاء محاضراته حول (التفسير الموضوعي)، وكان القسم الكبير من المحاضرة الأخيرة حول موضوع (حبّ الله وحبّ الدنيا)، وكانت لها دلالاتها الخاصّة في وقتها.
ثم يذكر نص المحاضرة الى ان يصل في ص: 120 لقول الشهيد الصدر رحمه الله تعالى:
كلّ إنسان يستولي حبّ الدنيا على قلبه يهلك هو، أمّا الطلبة، أمّا نحن إذا استولى حبّ الدنيا على قلوبنا سوف نَهلك ونُهلك الآخرين؛ لأنّنا وضعنا أنفسنا في موضع المسؤوليّة، في موضع ربط الناس بالله سبحانه وتعالى، والله لا يعيش في قلوبنا. إذن سوف لن نتمكّن من أن نربط الناس بالله.
نحن أولى الناس وأحقّ الناس باجتناب هذه المهلكة؛ لأنّنا ندعي أنّنا ورثة الأنبياء وورثة الأئمّة والأولياء، أنّنا السائرون على طريق محمّد وعلي والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام. ألسنا نحاول أن نعيش شرف هذه النسبة؟ هذه النسبة تجعل موقفنا أدقّ من مواقف الآخرين؛ لأنّنا نحن حملة أقوال هؤلاء وأفعال هؤلاء، أعرف الناس بأقوالهم وأعرف الناس بأفعالهم، ألم يقل رسول الله (ص): «إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضّة ولا عقاراً، إنّما نورث العلم والحكمة»
ويعلّق المحقق احمد ابو زيد العاملي في الهامش قائلا:
هذا الحديث مرويٌّ عند الفريقين مع يسير اختلاف:
أمّا عندنا فقد روي عن أبي عبد الله: «إنّ العلماء ورثة الأنبياء، وذاك أنّ الأنبياء لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً وإنّما أورثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن أخذ بشيءٍ منها فقد أخذ حظّاً وافراً ..» (الكافي 1: 32؛ وفي الكافي 1: 34 عنه عن رسول الله؛ وانظر عموماً: من لا يحضره الفقيه 4: 387؛ وسائل الشيعة 27: 78؛ مستدرك الوسائل 17: 229؛ بحار الأنوار 1: 164). وقد عدّ السيّد الخميني هذه الصيغة ضمن أدلّة ولاية الفقيه (كتاب البيع 2: 245).
أمّا عند أهل السنّة فقد روي بالصيغة التالية: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة» أو «فهو صدقة» أو «ما تركنا فهو صدقة»، ولم أجده بغير هذه الصيغ في كتبهم.
والمرويُّ عندنا عن أبي بكر: «إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضّة ولا داراً ولا عقاراً، وإنّما نورث الكتب والحكمة والعلم والنبوّة»، وقد ورد في محاججته مع السيّدة الزهراء (انظر: الاحتجاج 1: 104؛ بحار الأنوار [طبعة دار الرضا] 29: 231). ويقول أبو الفضل الديلمي: إنّ هذا الحديث افتراءٌ لاغتصاب فدك (انظر: الذريعة إلى تصانيف الشيعة 4: 257).
يُشار إلى أنّ للسيّد الصدر مناقشتين حول هذا الحديث:
الأولى: سنديّة، حيث يتساءل عن سرّ تفرّد أبي بكر برواية هذا الحديث (فدك في التاريخ. ط. التعارف: 131).
الثانية: دلاليّة، حيث يقول: «... ويمكن أن تكون كناية عن معنى لا يبعد أن يقع في نفس رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بيانُه، وهو تعظيم مقام النبوّة وتجليل الأنبياء. وليس من مظهرٍ للجلالة الروحيّة والعظمة الإلهيّة أجلى دلالة وأكثر ماديّة من الزهد في الدنيا ولذائذها الزائفة ومتعها الفانية، فلماذا لا يجوز لنا افتراض أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أراد أن يشير إلى أنّ الأنبياء أناس ملائكيّون وبشر من الطراز الأسمى الذي لا تشوبه الأنانيّات الأرضيّة والأهواء البشريّة، لأنّ طبيعتهم قد اشتقّت من عناصر السماء - بمعناها الرمزي - المتدفّقة بالخير، لا من مواد هذا العالم الأرضي. فهم أبداً ودائماً منابع الخير والطالعون بالنور والمورّثون للإيمان والحكمة والمركّزون للسلطان الإلهي في الأرض، وليسوا مصادر للثروة بمعناها المصطلح عليه في عرف الناس ولا بالساعين وراء نفائسها. ولماذا لا يكون قوله: (إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضّة ولا أرضاً ولا عقاراً ولا داراً) كناية عن هذا المعنى» (فدك في التاريخ، ط. التعارف: 116).
وما يورده في خطبة (حبّ الدنيا) ينسجم مع المناقشة الدلاليّة المتقدّمة.
وهنا نتمّم كلام السيّد الصدر بكلام آخر للسيّد الخوئي يقول فيه:
«وليعلم أنّ هذه الرواية مرويّة عن طرقنا أيضاً، و ما قلنا: إنّه كذب و افتراء هو ذيلها، وهو: (ما تركناه صدقة وفيء للمسلمين). و معنى الرواية بدون هذا الذيل المجعول ظاهر، ولا يكاد يخفى عدم دلالتها على أنّ الأنبياء لا يورّثون حتى ثيابهم، إذ لا أقلّ من أنّ النبي عند موته له ثوب لابسه، فالمقصود أنّ الأنبياء ليس همّهم كسائر الناس في جمع المال والذهب والفضّة وتوريثهم ذلك، بل همّهم هو تعليم العلوم الإلهيّة، وعمدة توريثهم هو العلم والحكمة» (الهداية في الأصول 4: 297).
|
|
|
|
|