[بنتُ علي]

خاطرة ..او كلمات من القلب ارسلتها لقريتي في اليوم العاشر من المحرم هذه السنة لانني كنت بعيدة عنها ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين واله الطاهرين

(سلام الله يا قريتي)

سلام الله يا قريتي فأنتِ كربلاء وفيكِ كربلاء ومنكِ عرفتُ كربلاء

سلام الله يا قريتي لكل ذرة تراب من ترابك الذي تطؤه أقدام الموالين ويمتزج بدموعهم الحارة في هذا الشتاء

قريتي: ها قد أتتني الرياح ببعض من هوائك المعطر بالأنفاس الحسينية.. فشممتُ رائحة كربلاء

قريتي: وضعت أمامي فرشاة وعلبة ألوان لأرسمك لوحة جميلة كما اعتدت دائماً.. فوجدت الألوان قد امتزجت في هذا اليوم وصارت لوناً واحداً هو لون السواد الذي يصبغك اليوم..

قريتي: أمسكت بالفرشاة لأخط اسمك الجميل.. فوجدت الفرشاة تخط اسم كربلاء

قريتي : سلامي إلى جدرانك التي تكتسي السواد

قريتي : سلامي إلى ساحة كربلاء التي طالما علّمت أطفالنا ما هي كربلاء

سلامي لكل من شارك في وضع عمود أو نصب خيمة في تلك الساحة التي تمتلئ بالموالين

سلامي لذلك الرجل الذي يجسد شخصية الحسين عليه السلام فيبكي , ويُبكي ويعلم ويربّي

سلامي لذلك الرجل الذي يجسد شخصية الشمر اللعين وحين يأتي ليمثل حزّ النحر ويضع السيف على رقبة من يمثل دور الحسين يبكي بحرقة فلا تطاوعه يمينه !!!

سلامي لأولئك الأطفال الذين يفرحون حين يمثلون دور السبايا .. ربما لا يعلمون حجم المأساة ..إلا أنهم يتعلمون ويشعرون ويتعاطفون .. ومع الزمان لن يكونوا إلا حسينيين

قريتي : سلامي لكل مقرئ ومقرئة ذكروا ومازالوا يذكرون مصيبة الحسين عليه السلام فحركوا مشاعر الناس وجعلوا عيونهم تذرف الدموع

قريتي : سلامي لكل مساجدك التي تبكي مآذنها عند كل أذان يُذّكرنا أن الحسين قد انتصر .. سلامي لحسينياتك التي تبكي
جدرانها دما يمتزج بدموع فاطميات وزينبيات قريتي الكربلائية

قريتي: سلامي لتلك المرأة التي تسقينا الماء حين نعطش في مجلس العزاء فكأنها تسقي الحسين وأطفاله .

قريتي: سلامي لكل عالم فيك ِيخرج اليوم ليشارك في العزاء ويعلم الناس أسرار ثورة الحسين ..ويربيهم تربية حسينية

قريتي : سلامي لكل أم فيك ِ فقدت شابا ً فسافرت روحها معه.. وذرفت دموع الحزن لفراقه .. وفي هذا اليوم حضرت روحها لتسافر إلى كربلاء .. وذرفت الدموع لأجل كربلاء


سلامي لكل طفلة يتيمة في قريتي فقدت اباها فظلت حزينة باكية مكسورة القلب.. وفي هذا اليوم بكت لاجل يتامى الحسين
سلامي لكل أخت في قريتي فقدت أخا ً عزيزا فشعرت بالانكسار.. وفي هذا اليوم هاهي تواسي زينباً التي طالما واستها في مصيبتها

سلامي لكل رجل في قريتي حبس دموعه حين فقد عزيزاً واليوم فقط أطلق سراح دموعه ليذرفها في مصيبة الحسين

سلامي لشباب قريتي الذين يلطمون الصدور ويصرخون " يا حسين " طوال ليلة العاشر

سلامي لشيوخ قريتي الذين ينسون الآم الحياة الطويلة التي عاشوها ويقاومون أمراضهم ليحضرون مجلس عزاء يواسوا فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم

سلامي لنساء قريتي اللاتي يحضرن مجالس الزهراء عليها السلام لمواساتها

سلام الله يا قريتي لكل شارع من شوارعك تُسمع فيه صرخة " يا حسين"

سلام الله يا قريتي ..يا من رسمتي لي لوحة كربلاء الحسين التي حرمنا الزمان زيارته

سلام الله يا قريتي " فقط " حين تكونين كربلاء ..وكل أيامك كربلاء ..فلم تنسي كربلاء يوما ً .ولم تنسي الحسين يوماً

قريتي: ها أنا غريبة بعيدة عنك ِ في اليوم العاشر " رُغماً عني" .. ولولا أنّنا أقمنا مجلس عزاء في غربتنا لَمَا عدتُ إليك ِ إلا وأنا محمولة على نعشي ..لابسة كفني ..وقد أسلمتُ روحي" التي تسافر إلى كربلاء كل يوم ".. ودفنتها في كربلاء

قريتي : طالما حُرمنا من زيارة كربلاء المقدسة فكنا وما زلنا نحزن لبعدنا عن الحسين عليه السلام.. فكنتِ يا قريتي تجسدين لنا صورة كربلاء بليلكِ الحالك في العاشر من المحرم وبصرخات اهلك الكربلائيين .. إلا أني في هذا العام حُرمت ُ حتى من كربلائك .. فأي حزن ذاك الذي يصيبني يا قريتي؟؟

قريتي : أعدكِ بأن أعود إليك لندفن الحسين سوية ً ..ونصب قبره بماء العين ..ونحفر له قبرا ً في قلبي وقلبكِ .. ونخط اسمه على بابك ِ لتكوني قرية ءامنة مطمئنة دائما ً

سلام الله يا قريتي فأنتِ كربلاء وفيك كربلاء وبابكِ باب من أبواب كربلاء .



تحياتي: عاشقة نصر الله