|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 35834
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 266
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
لعن الصحابة
بتاريخ : 07-07-2009 الساعة : 07:40 PM
هذا أول موضوع أكتبه بعد إعلان اعتناقي لمذهب آل البيت عليهم السلام. وأسأل الله أن يوفقني فيه لشرح ما أعنيه بصورة دقيقة حتى لا يسئ فهمي أحد سواء من الأخوة الموالين أو الأخوة السنيين.
لعل من أكثر النقاط الخلافية التي تثار عند مقارنة المذهبين الشيعي والسني هي مسألة لعن الشيعة للصحابة مما يجعلهم تحت طائلة الاتهام بالكفر عند السنيين، ومن ناحية أخرى نجد دفاعا ً مستميتاً للسنيين عن الصحابة من أمثال أبي بكر وعمر وعثمان.
إذن يمكننا هنا طرح سؤالين في غاية الأهمية وأرجو من كلا الطرفين محاولة السؤال عليهما:
1) لماذا يلعن الشيعة بعض الصحابة، وما حكم ذلك عندهم؟
2) لماذا يدافع السنة عن كل الصحابة، وما حكم لعنهم عندهم؟
سأطرح رأيي وإجابتي للسؤالين وفقاً لما أؤمن به ، فاتحاً الباب لكل الأخوة من وافقني في الرأي ومن خالفني فيه لطرح رأيه فيما أكتب (ولعل أكثر ما يميز هذا المنتدى هو الحرية حيث لا تحذف فيه إلا المشاركات الخارجة ولاتحذف أي مشاركة فقط لاختلاف المشرفين في الرأي كما يحدث في عديد المنتديات الأخرى).
سأبدأ بالسؤال الثاني لأقول يعتقد الكثير من السنة اعتقاداً جازماً بفضل كل الصحابة البالغ عددهم أكثر من مائة ألف صحابي فيقولون بعدلهم وبمدح الله سبحانه وتعالى لهم في كتابه في أكثر من موضع، فهل هذا حقيقي؟ نعم هناك عديد الآيات التي تمدح الصحابة ولكن هناك آيات أيضاً تذمهم فمثلاً آية سورة الحجرات (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) وكل الآيات السابقة لها كانت تشير لبعض أخطاء الصحابة. فهل يناقض القرآن بعضه؟ حاشا بل يتناقض فكرنا نحن حين نخصص العام أو نعمم الخاص فكل ما نزل في مدح الصحابة من آيات إما نزل مشروطاً كقوله تعالى في سورة الفتح (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً) فلا يخصصون بذلك بفضل فكل من آمن وعمل صالحاً وعده الله تعالى بالمغفرة والأجر، أو مادحاً لهم في موقف معين كقوله تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) فيكون المدح هنا مخصصاً للفعل أكثر من تخصيصه للفاعل. إذن هل نقول أنه لا يوجد فضل لأحد من الصحابة؟ هذا أيضاً غير صحيح فلولا جهاد الصادقين من الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده لما وصلنا هذا الدين، ولكن الله خص بعض الصحابة بأمانة حماية الدين ونشره للناس. إذن يتبين لكل متفكر أن الصحابة في مجموعهم لم يكونوا على ضلال ولكن أيضاً لا يمكن أن يكون كلهم معصومون أو عدول لا يكذبون ولا يضلون. إذن ما حكم لعن الصحابة عند السنة ؟ الإجابة السريعة تقول بزندقة من يفعل ذلك أو قد يصل الأمر لتكفيره. ولكن بعد قليل من التروي يمكننا البحث أكثر عن مفهوم الصحابي هل هو كما يقال كل من رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله الأطهار ومات مسلماً. الإجابة المنطقية هي بالتأكيد لا. فالثابت أنه كان هناك كثير من المنافقين عاشوا وماتوا بين المسلمين ولم يعلمهم أحد إلا الله ورسوله ومن خصه بعلمهم وتكفينا هنا الآية (وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) والحديث الثابت عند أهل السنة أن عمر كان يخشى أن يكون من المنافقين فسأل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن ذلك فنفاه وبغض النظر عن صحة هذه الرواية من عدمها يتبين أنه حتى كبار الصحابة العدول عند السنيين لم يكونوا فوق مستوى الشبهات. إذن ليس كل من هو عندنا صحابي هو كذلك عند الله ورسوله. إذن على ماذا يستند السنة في تحريم سب الصحابة أو لعنهم؟ غالباً على الحديث المشهور (لا تسبوا أصحابي ...) وهنا أقول مرة أخرى بغض النظر عن صحة الرواية من عدمها فهي تناقض ما فهمه منها السنة بل تذهب إلى تفضيل النبي صلى الله عليه وعلى آله لبعض أصحابه عن بعض مما دعاه لنهي الباقين عن سبهم، فالحديث كان للحاضرين ولم يكن للغائبين كما في أحاديث أخرى تبين أن النهي المعني فيها مقصود به أشخاص آخرين سيأتون من بعد كما في حديث (صنفان من أمتي لم أرهما لا يدخلون الجنة ....) وهناك موضوع قرأته في هذا المنتدى عن هذا الحديث (لا تسبوا ..) لمن أراد التوسع فيه. إذن لا يوجد ما يثبت حتى على المذهب السني القول بتكفير أو زندقة لاعن الصحابة وخصوصاً من ثبت إتيانه لفعل يستحق عليه اللعن. وستجدون أيضاً في أكثر من موضوع في هذا المنتدى للأخوة الموالين أن كثير من الصحابة كانوا يلعنون ويسبون بعضهم البعض.
إذن ننتقل للسؤال الثاني، لماذا يسب الشيعة بعض الصحابة كأبي بكر وعمر، ستأتي الإجابة واضحة لأنهم ظلموا آل البيت عليهم السلام باغتصاب الخلافة وأرض فدك و غير ذلك كثير. ولكن هذه الأشياء بعضها غير ثابت عند السنة والبعض الآخر سيتأولونه تأويلات تبرئ أبا بكر وعمر من التهم الموجهة لهم (ربما بناء على ما تمت مناقشته في الجزء الأول من هذا الموضوع). إذن ما حكم لعنهم عند الشيعة؟ لا أظن أن هناك من يختلف منهم على استحبابه، ولكن هل هناك من قال منهم بوجوبه؟ لا اعتقد، ولا اعتقد أن هناك من يخالف من المسلمين أن لعن الظالم جائز وأنه إذا كان المظلوم في مكانة آل البيت عليهم السلام فالأمر يتعدى الجواز إلى الاستحباب ولكنه لم يصل إلى الوجوب، فمثلاً لو جاء ذكر أبي جهل أو أبي لهب فليس واجباً علي لعنهم، نعم لعنهم مستحب لكنه ليس واجب. ومن باب أولى أن يكون الأمر كذلك لمن اختلف في مدى ظلمهم وكفرهم الكثير من المسلمين.
ما سينتهي إليه كلامي قد لا يعجب أحداً لا الموالين ولا المخالفين ولكنني كما ذكرت أطرحه في انتظار رأيكم فيه، وهو: أليس درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح، إذن لماذا نصر على لعن بعض الصحابة - مع استحباب ذلك- ونفرق بذلك كلمة أهل القبلة الواحدة؟
أليس دعوة الناس إلى ترك تجسيم الله تعالى والكلام عن ذاتع العليا بجهل أولى من دعوتهم للعن الصحابة؟
أيهما أرضى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن الظالمين مع تفريق الأمة، أم ترك لعن أسماء مخصوصة منهم -مع اللعن على التعميم لكل من ظلم آل البيت الأطهار- بما قد يعيد للأمة بعض وحدتها؟ ثم سيبعثنا الله تعالى ويحاسبنا كل بإيمانه وكل بعمله وكل بحبه لآل البيت.
إنني منذ دخولي لهذا المنتدى وقبل استبصاري واهتدائي للحق كنت وما زلت أدعو لوحدة المسلمين ضد عدوهم الحقيقي ونبذ ما بينهم من عداوة مصطنعة فما يمكن أن يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا والله سبحانه أعلم بمن اتقى وهو أعلم بالمهتدين.
اللهم صلي على محمد وآل محمد عدد ما كان وعدد ما سيكون وعدد الحركات والسكون، والعن كل من ظلمهم أو عاداهم أو انتقص من حقهم.
|
|
|
|
|