أما والله لو قد وقع سيفي في يدي لعلمتم أنكم لن تصلوا إلى هذا أبدا . أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم ، ولو كنت استمكنت من الأربعين رجلا لفرقت جماعتكم ، ولكن لعن الله أقواما بايعوني ثم خذلوني .
فوثب علي بن أبي طالب ( ع ) فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ، ووجأ أنفه ، ورقبته ، وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله ( ص ) وما أوصى به من الصبر والطاعة ، فقال : والذي كرم محمدا بالنبوة يا ابن صهاك ، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي .
فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار ، وسل خالد بن الوليد السيف ليضرب فاطمة ( ع ) ! فحمل عليه بسيفه ، فأقسم على علي ( ع ) ، فكف .
وأقبل المقداد ، وسلمان ، وأبو ذر ، وعمار ، وبريدة الأسلمي حتى دخلوا الدار أعوانا لعلي ( ع ) ، حتى كادت تقع فتنة ، فأخرج علي ( ع ) واتبعه الناس واتبعه سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة ( الأسلمي رحمهم الله ) وهم يقولون : "ما أسرع ما خنتم رسول الله ( ص ) ، وأخرجتم الضغائن التي في صدوركم " .
قال الزبير - ( وعمر على صدره ) - : " يا ابن صهاك ، أما والله لو أن سيفي في يدي لحدت عني " . ثم بايع . قال سلمان : ثم أخذوني فوجأوا عنقي حتى تركوها كالسلعة ، ثم أخذوا يدي ( وفتلوها ) ، فبايعت مكرها . ثم بايع أبو ذر والمقداد مكرهين ، وما بايع أحد من الأمة مكرها غير علي ( ع ) وأربعتنا .
ولم يكن منا أحد أشد قولا من الزبير ، فإنه لما بايع قال : يا ابن صهاك ، أما والله لولا هؤلاء الطغاة الذين أعانوك لما كنت تقدم علي ومعي سيفي ، لما أعرف من جبنك ولؤمك ، ولكن وجدت طغاة تقوى بهم وتصول .
فغضب عمر وقال : أتذكر صهاك ؟ فقال : ( ومن صهاك ) وما يمنعني من ذكرها ؟ ! وقد كانت صهاك زانية ، أو تنكر ذلك ؟ ! أوليس كانت أمة حبشية لجدي عبد
المطلب فزنى بها جدك نفيل ، فولدت أباك الخطاب ، فوهبها عبد المطلب لجدك - بعدما نزى بها - فولدته ، وإنه لعبد لجدي ولد زنا ؟ ! . فأصلح بينهما أبو بكر وكف كل واحد منهما عن صاحبه .
سليم بن قيس ( بتحقيق الأنصاري ) : ج 2 ص 862 / 868 والبحار : ج 28 ص 297 / 299 . و ج 43 ، ص 197 ، وراجع : العوالم : ج 11 ص 400 / 404 . ( * )