كانت احلام تسير على شاطئ البحر , وقد اعجبها نجما فسارت وهي تنظر اليه وتحلم بالوصول اليه وبينما هي تسير اذ سمعت هاتفا يقول لها: انظري الى ذلك النجم .. انه أجمل واقرب وسنساعدك في الوصول إليه فأخذت تنظر إلى النجم وتبتسم .. أما النجم فاخذ ينظر قليلا وكلا من أحلام والنجم مندهشين من ذلك الصوت الذي سمعاه.. أحلام لم تكترث بذلك الهاتف وظلت تحلم بالوصول إلى النجم الأول ولكن بعد فترة لاحظت أن النجم الأول قد أفل بينما النجم الأقرب اخذ يقترب أكثر فأكثر وأصبحت أحلام تراه باستمرار في كل سماء تشاهدها فأحست أحلام بأنها نسيت التفكير في النجم الأول وأخذت تفكر في النجم الثاني وشعرت بأنها لو وصلت إلى النجم الثاني فستكون سعيدة أكثر ... بعد أن اعتادت أحلام على رؤية النجم كلما أتاحت لها الفرصة النظر إلى سمائه أو رأته صدفة في أي سماء تنظر إليها .. تحول التعود إلى رغبة شديدة في رؤية النجم والبقاء في الشاطئ أطول وقت ممكن وبعدها أحست بان رؤيتها للنجم تخلق في داخلها سعادة وشعورا غريبا وقلبا نابضا ولسانا متجمدا وذهنا مشتتا.. وفي إحدى المرات سافر هذا النجم ولم تعد تراه في سمائه فأحست بأنها وحيدة في هذا العالم الواسع وظلت تنتظر عودته على أحر من الجمر.. وقد عاد بالفعل فذهبت إلى الشاطئ لرؤيته وعندما رأته أحست بان الروح قد ردت في جسدها بعد أن سافرت معه.. وأحست بفرحة عارمة .. وهكذا ظلت تحلم بالوصول إليه ولكن المسافة بينها وبين ذلك النجم بعيدة جدا وفي كل يوم تكتشف أن الوصول إليه صعب.. وان من وعدوها بتسهيل الوصول إليه سابقا تخلوا عنها الآن.. كان يراود أحلام شعورا غريبا اسمه " الخوف " من الفراق " " فراق النجم الغالي ".... أراد النجم الوصول إلى أحلام وطلب من أولئك الأشخاص مساعدته إلا أنهم رفضوا.. وعندما أصر على الوصول وقال: بأنه إن لم يصل إلى أحلام فسوف يهوي من السماء إلى الأرض.. توسطت له نجمة كبيرة إلا أن القدر لم يشأ وصول النجم إلى أحلام فأحلام قد صدته ومنعته وابتعدت عن الشاطئ .. ولم تعد تزره كما كانت من قبل.. ثم عادت أحلام وحنت إلى النجم فعادت لزيارة الشاطئ لرؤية النجم فأحست بان النجم مازال يبرق ويلمع في عينيها.ولكن صخور الشاطئ كانت عائقا بينهما,ومع وجود العوائق والصخور ظلت أحلام تحلم بالوصول إلى النجم الغالي وقد حصل أن سافرت لفترة زمنية طويلة.. وليلة سفرها سار معها النجم ليودعها فلم تعلم أن ذلك الوداع كان الوداع الأخير فقد عادت من سفرها تملؤها الأشواق .. والحنين يدفعها للذهاب إلى الشاطئ لرؤية النجم الغالي.. ولكن قبل أن تذهب إلى الشاطئ اخبروها بان النجم قد رحل ولن يعود فصمتت صمت حزن ثم بكت بكاء لم تبكه من قبل.. ثم في اليوم التالي ذهبت إلى الشاطئ فراته مظلما فارتمت في أحضان البحر لتمتزج دموعها بدموع البحر الحزين الذي تلاطمت أمواجه حزنا على فراق النجم الغالي .. وهاهي أحلام تقف حزينة مجروحة تنتظر عودة النجم الغالي.. ومازالت تزور الشاطئ الا انه صار مظلما والسماء سوداء .. أرادت أحلام أن ترحل وتذهب إليه إلا أن الصخور كبيرة وقاسية فلم تتمكن من الوصول إليه فتوسلت ودعت ربها أن يعيد النجم إلى مكانه إلا أن دعاءها لم يستجب.. فلم تجد حلا سوى الانتظار والبقاء في الشاطئ المظلم والتطلع إلى السماء لعل النجم الغالي يحن ويعود إليها.. لكنه لم يعد.. لكن الأمل لا يزال موجودا بان النجم الغالي سيعود وإلا فان ظلام الشاطئ سيسود أحلام أحلام.. فهي في كل يوم تقف على الشاطئ وتنظر إلى السماء وعيناها بحر من الدموع وتخاطب النجم قائلة:
كل جمال بعدك فٌقد ا وصار كل ابيض اسودا
يا من بفقده قلبي قد افتقدا وصارت حياتي ليلا سرمدا
فكيف لي يانجمي الغالي أن تضاء سمائي وارضي وأنت غائب راحل ,عد رجاء وسأتحمل الصعاب واركب الصخور القاسية حتى أصل إليك .. أو فلأرحل معك يانجمي الغالي ..فالشاطئ بدون لمعانك .. مظلم.... مظلم ... مظلم ثم سقطت أحلام وغرقت في بحر الأحزان وتمازجت الدموع بحبر الأقلام.. وتلاشت شيئا فشيئا الأحلام وحلت محلها الآهات والآلام