العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية بنتُ علي
بنتُ علي
شيعي حسيني
رقم العضوية : 521
الإنتساب : Nov 2006
المشاركات : 6,565
بمعدل : 1.00 يوميا

بنتُ علي غير متصل

 عرض البوم صور بنتُ علي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي حين التقيتُ يوماً بأمِ الشهيد ------ ؟!
قديم بتاريخ : 14-12-2008 الساعة : 11:35 PM



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وآله الطاهرين

(( حين التقيتُ يوماً بأم الشهيد --------))
كنا نسكن بجواربيت تسكنه امرأة عجوز في الخمسينيات من عمرها , ورجل صبغ الشيب شعر رأسه !
أم هاشم وأبو هاشم , زوجان جنوبيان يسكنان بيتاً سكنه الصمت إلا من صوت قرآن يُتلى أسمعه في كل يوم
وصوت نسوة يتجمعن ليتجاذبنّ أطراف الحديث وذكريات العمر .
أما الروائح المميزة لبيت أم هاشم فهي رائحة القهوة , والخبز العربي الذي تخبزه الحاجّة أم هاشم
كانت أم هاشم تدعونا لشرب القهوة معها فكنا نلبي الدعوة , وقررتُ يوماً أن أتعلم صنع القهوة التي لاأجيد صنعها فعلمتني
أما الرائحة الأكثر إثارة فهي رائحة الخبز التي كنت أشمها فأخرج لأتمشى في الخارج ,,كي أستمتع بالرائحة عن قرب اكثر , فإذا بصوت جنوبي يتردد في الأجواء ويناديني : فاطمه , فاطمِه ,تعي !
فأبتسم وأحدّث نفسي : اوه ليكون حست ليي !
ذهبتُ إليها ودخلتُ , اهلين ام هاشم كيفك ؟
ابتسمتْ وقالت : اهلين يابنتي ,منيحه بنشكر الله ,كيفك انتي ؟؟
انا : الحمدلله بنشكر الله مبسوطين بهالجو الحلو ,, ماعنّا هيك جو ببلدنا
تضحك أم هاشم : اييييي, جو الجنوب مافي متلو بالدنيا كلها !
ابتسم وأعود للحديث بيني وبين نفسي : جميلةٌ حياة البساطة , ليتنا نعيش حياةً كهذه ,بيوت مفتوحة وأجواء طبيعية وابتسامات وضحكات تتعالى بطيبة وعفوية
تقطع أفكاري أم هاشم قائلة: خدي يابنتي دوءي هالخبزات شوفي شوطيبين
فأبتسم وأخجل بيني وبين نفسي ( لكأنها تعرف أني اشتهيته !)
آخذ قرص الخبز لأتذوقه وأقول : لذيذ , وريحتو كتير حلوه , الخبز العربي دائما احلى
تسلم ايدك إم هاشم
أم هاشم : الله يسلمك يابنتي ,,
ثم رمقتْ السماء بنظرة وقالت بصوت خافت جدا ولولا قربي منها لماسمعتُه قالت : ويسلموه !
تجمعت الاسئلة في راسي.. من يكون هذا الذي تدعوا له ؟؟؟ يبدو شخصاً عزيزاً
بقيت أنظر إليها وهي تخبز وبادرتُ بالسؤال :
إم هاشم قلتي لي عندك بنت صح ؟ شواسمها ؟؟
أم هاشم : اسمها زينب قلت لك عنها من قبل وهي مسافرة مع جوزها ومابتجي الا كل سنة مرة او مرتين وان كترت وقدرت بتيجي تلات مرات
أنا : امممممم , الله يوفقها حلو اسم زينب بحبو كتييييييير
تغير وجهها فجأة , وبانت عيناها كسماء امتلأت بغيمات تريد أن تمطر !
ثم أرخت برأسها وراحت تنثر الزعتر على العجين وبينما تصب الزيت نزلت دمعة على الأرض
لم تكن السماء تمطر بل عيناها لكن المطر شحيح ! لِمَ ؟؟ إنه لغز محيّر .. لكني عرفت ُ جزءاً من حله : إنها دمعة الأمهات والتي قد تُذرف لأبسط الأمور
حاولتُ تغيير الموضوع كي تنزاح غيمة الحزن من على وجهها الملئ بالتجاعيد
فقلت لها : إم هاشم شو وينو الحجي أبوهاشم ؟
تتبسم أم هاشم وتقول : الحاج مسافر يومين عند قرايبنوه , الليلة حابقى لوحدي بالبيت
أنا : الله يرجعوه بالسلامة .....
أم هاشم : إن شاء الله , الله يخليكي يابنتي
بعد ان أمطرت عيناها ,, شعرتُ ببرودة الجو وطلٌ ينزل من السماء الزرقاء ...
ابتسمتُ ابتسامة عريضة وبقيتُ أنظر للسماء وأتنفس بعمق ,لطالما أحببتُ أجواء الطبيعة الساحرة ...
رحت أتمشّى كطفلة ! وأستشعر برودة الماء
بعدها التفتُ لأم هاشم تنظرإليّ وهي تبتسم ابتسامة حزينة !
استغربتُ ابتسامتها فالتزمتُ الصمت واكتفيتُ بابتسامة
فنادتني : ليلى ! خلينا ندخل لداخل لحتي ماتمرضي حبيبتي
ابتسمت وقلت : شو إم هاشم لحئتي تنسي اسمي ! اسمي فاطمه
نظرت نظرة غريبة وتبسمت وقالت : لامانسيت اسمك بس بيناسبك اسم ليلى ,, خلاص ولايهمك فاطمه
ابتسمت وقلت : احب اسم ليلى بس اسمي احبه ويعجبني
أم هاشم : تبتسم وتقول : يلا خلينا ندخل ,, هلاء بتزيد المطره
انا : حلو المطر ,, مابيضر ولوضرنا شوية بردددددد بس , وبنخلص ,مافي شي خطير !
ام هاشم : هههه يلا امشي خلينا ندخل انا حاسه حالي بردانه ,, راح اعمل لك شاي
دخلنا , دخلت الحاجة للمطبخ فقلت لها : بدي اجي معك , بتسمحي لي ؟
ضحكت وقالت : اي تفضلي .. بدك علمك تعملي شاي كمان ؟؟
ضحكتُ وقلت : لا , الشاي طبختي الدائمة اعرف اسويه ههههه
أراقبها وهي تصنع الشاي
ثم نجلس في الصالة , تفتح التلفاز لتسمع الأخبار
فأقول ممازحة لها : اوه اطلعتي تتابعي أخبار حاجه
إم هاشم : بابتسامة صفراء تقول : شوبدي بالاخبار مابحب اسمعها , بس ناطره السيد يظهر لحتى كحل عيني بشوفتوه واسمع صوتوه
ابتسم : وأنا كذلك اتشوق لرؤيته وسماع كلامه
يظهر السيد فنكاد نصرخ كمايصرخ الجمهور في مجمع سيد الشهداء هاتفين :لبيك نصر الله
لكننا نبقى صامتتين إلا من همس القلوب
نظرتُ إليها كانت تبكي ,,!
لم أستغرب فأنا مثلها لاافهم سبب بكائي حين اراه فهو السيد المظلوم المنتصر الصابر
حفيد علي أصبر الصابرين !
انتهت الكلمة بين دمعاتنا وضحكاتنا على كلماته ونكاته وتعليقاته المضحكة أحياناً
انتهت الكلمة فصرت أردد نشيد مين قدك لماتطل ... فقالت :
ابني هاشم كتير بيحبو لهالنشيد
عندك ابن اسمو هاشم ؟
هي : ايه لكان ليه بيسموني إم هاشم
انا : اسماء اولادك كتير حلوة ,,يعجبني اسم هاشم
ووينو هاشم ؟؟ كمان مسافر ؟
ام هاشم : اي مسافر
انا : الله يرجعهم بالسلامة وتتكحل عينك بشوفتهم
تبسمت وذهبت للمطبخ ,كأنها تهرب من الحديث !
تخشى أن تنطق بمالاينبغي النطق به!
ثم عادت , فاستأذنتُ بالخروج والذهاب لبيتنا
فقالت : طيب خليكي معي شوي منتسلى
تبسمت : طولت معك , خلص راح روح وخليكي تنامي
تقول : طيب نامي معي الليلة ,راح ظل لوحدي
أخبرت بيتنا ثم عدت لها وقررت المبيت في بيتها الهادئ الصامت إلا من أنفاس عجيبة تسكنه أشعر بها ولاأراها !
دخلنا غرفة زينب , رأيت سريرين ورأيت التسريحة والمرآة فابتسمت وقلت : اهم شي في مرايه في غرف البنات
تبسمت ام هاشم ايضا ابتسامة صفراء والتزمت الصمت بعد ان كادت تنطق !
ثم قلت : اكيد هذا سرير زينب لان عليه صورة طفلة , وهذاك سرير هاشم لانو عليه صورة مقاوم
قالت : بس هاشم عندو غرفه لوحدو
يلا اختاري اي سرير ونامي عليه
أنا : انا بدي ياللي عليه صورة مقاوم .. بس ليش سريرين في غرفتها ؟!
ام هاشم : هاد لحتى ازا اجونا ضيوف ,, احيانا بتجي بنت اختي بتنام معنا
انا : آهااااا , يعني هاد سرير الضيوف ,, حلو بدي نام عليه يمكن حس اني مقاومة ههههه
ام هاشم : تبتسم , طيب يلا نامي حتى نصحى بكير وعلمك كيف تعملي الكبه مش قلتي بدك تتعلميها ؟
انا : اي مزبوط لاني احب الكبه كتييييييير
ام هاشم : متل بنتي بتحبها وكانت تعملها طيبة كتييييييير ,انا علمتها
يلا نامي تصبحي على خير
انا : وانتي من اهل الخير ,,,
كانت ليلة تفكير في ماحصل ,,, تُرى لِمَ تبتسم هكذا ؟؟ لمَ ولمَ ؟؟ وهل هاشم شهيد أم مسافرأم مهاجر أم ماذا ؟؟؟
نمتُ وصحوتُ على صوت الديكه ,ثم الأذان الذي يريح النفس ... ما أن انتهى الأذان حتى سمعت صوت أم هاشم
فاطمه فاطمه قومي صلي
صلينا الفجر ....
بعد الصلاة شدّني كتاب رأيته في الغرفة .. على السرير الذي نمت عليه , حين ارى كتابا أصبح كفراشة حين تشم زهرة تحوم حولها حتى تصل لرحيقها
فاستئذنت أم هاشم في قراءته
فأذنت لي ببسمتها الصفراء الصامته!
فتحته وقرأت بعض صفحاته وأنا أسمع العصافير تُسبّح ربها مع شروق الشمس
كنتُ أستمتع بقراءة الكتاب , كان يجمع بين الشعر والقصة
يحكي قصة خيالية لمقاومِة كتبت المقاومَة والثورة شعراً فتحقق كل ماكتبته في الشعر !
كان كتاباً رائعاً ,,,
كنتُ اقرأ الشعر بصوت مسموع كمااعتدتُ دائماً , ومن شدة اندماجي في القصة لم أنتبه لوقوف أم هاشم على باب الغرفة !
نظرت إليها وأنا أبتسم : أوه قاعده تسمعيني
أم هاشم كانت تنظر نظراتها الغريبة نفسها ببسمتها الصفراء
قالت لي : اي كملي قرايه بدي اسمعك
أكملتُ أبيات الشعر وكانت نهاية القصة بها
فخرجتْ وأكملتُ قراءة الخاتمة النثرية , ثم ظللتُ أفكر في القصة وارسم طريقاً أخضراً أزهاره أبيات شعر ثورية
خرجتُ من الغرفة متوجهة إلى المطبخ ,ظننتها هناك فإذا بي أراها لاتزال تفرش سجادة الصلاة وترتدي عباءة الإحرام وتجلس على مصلاها رافعة كفيها وتتمتم بالدعاء
ربي تحفظوه , ياربي اولادي فدا لاولاد السيدة الزهراء بس ياربي ازا بدك تنزل القضاء ألهمنا الصبر من عندك , يارب
أحست بوجودي فسكتت وقامت
قلت لها : الله يتقبل
منا ومنك يابنتي ...
ذهبت لتحضير الفطور ,, أفطرنا معاً , أثناء الافطار كانت تسرح في عالم آخر , سألتني : بتعرفي تكتبي ماهيك
كان سؤالاً معروف جوابه إلا أنه ذامعنى آخر وليس لمجرد السؤال
قلت : اي
قالت : ماعليش تكتبي لي رسالة ؟
قلت لها : اكيد , وهلاء ازا بدك
بتشكرك ,, بدي احكي وانتي تكتبي اللي بحكيه , قايمه جيب لك ورقه وقلم
طيب ولا بقلك قومي معي لداخل بيكون احسن
دخلنا , توجهت لغرفة قالت أنها غرفة ابنها هاشم
دخلنا الغرفة , كانت تحوي سريراً عليه نفس صورة المقاوم الملصقة على السرير الذي نمت عليه
وإلى جانبها صورة للسيد حسن
وكعادتي حين ارى صورة لسماحة السيد أصبح كطفلة صغيرة رأت أباها أو أمها بعد غياب
بدلاً ن أن أجلس لاكتب توجهتُ لأتمعن في الصور ,,كانت توجد أكثر من صورة
أخرجت أم هاشم ألبوماً فيه صور هاشم وهو صغير ,
فبدأت أمارس هوايتي في تحليل الشخصيات !
قلت لها : ابنك من عينيه يبدو حازماً , ومن وقفته يبدو واثقاً مصرًّاً على تحقيق مايريد
ابنك مبين عليه كتير راكز وواثق من نفسو وبيصر ع الشي اللي بدو يعملو ومابيتنازل عنو ابدا
في وجهه نور أو شئ لاأفهمه سوى أنه سماحه رائعة
يبدو طيباً وحنوناً
مبين عليه حنون كتير !
قالت : يئبرني شو حنون ,,كلامك كلوه صح , كأنك بتعرفيه
ابتسمت وقلت : يلا نكتب الرسالة
يلا
بدأنا
كانت تتكلم وأنا أكتب
قالت :
حبيبي اشتقت لك كتير , ازا فيك تعتزر من المدرس وتيجي لشوفك , قللوا الماما الها حق وبدها تشوفني
ازا ماقدرت تيجي ,الله يرضا عليك ياابني ,, انتبه ع صحتك وماتنسى تكتب واجباتك ومعلمك لازم تحترمو وتعتبروه متل ابوك واكتر
وامك وعدتني تكون معك ,, انا حكيت معها وطمنتني اعليك وقالت انك بخير وحاتظللك بخير
الله معك ياإمي
وتحميك السيدة الزهراء
إمك !
كتبتُ ماقالته ولربما لم أفهم منه شيئاً ,أهي أم توصي طفلها في المرحلة الإبتدائية , لكنها تقول :إمك وعدتني تكون معك ! لمن الرسالة هذه ؟!
كتبتها وأعطيتها إياها
خرجت وعادت بعد نصف ساعة
ثم قررت أن تنظف غرفة هاشم وترتبها رغم كونها نظيفة ومرتبة
ساعدتها في تنظيف الغبار , وانتهينا من ترتيبها
كانت تشعر بسعادة وهي تتنقل بين جنبات الغرفة
تنظر للصور بشوق ودمعة محتارة
خرجت لتبدا عملها اليومي .. في هذا اليوم علمتني صنع الخبز ,, لكني جبانة لم أجرؤعلى مسكه ساخناً
أعطتني بعض الاقراص لاذهب بها الى بيتنا
لكنها طلبت مني العودة سريعاً
فلم اطل البقاء وعدت اليها ..........
عدتُ فصرت أتمشى في الحديقة الصغيرة واستمتع بمنظر الازهار دون أن أقطفها فأنا دائما احبها نظرة لاذابلة
بينما كنت أتمشى إذا بصوت يقول : ليلى !
نظرت فإذا به شاب لأول مرة اراه , لربما هو قريب الحاجة أم هاشم
توجهتُ نحو الداخل فقال لي : انتظري ..ماتخبري الحاجه طيب
تعجبتُ من طلبه فذهبت ملتزمة الصمت
دخل بهدوء وبينما كانت الحاجة تسقي الزرع وقف خلفها واضعاً كفيه على عينيها قائلاً كطفل صغير : مين أنا ؟!
شعرتُ أن الحاجّة قد اهتزت كادت ترقص فرحاً او تطير قبلت كفيه واحتضنته بشدة ودموعها تتصبب كندى يرطب الازهار فتبدو اكثر جمالاً !
المشهد أضحكني وأبكاني ...
إنه شاب لازال يشتاق لطفولته ... هل هذا هاشم ؟؟ يبدو كذلك ,إنه يشبه الطفل الصغير الذي حللتُ شخصيته
لستُ متأكدة ,ربما ابن أختها او أخاها الصغير او او او
وبينما أنا أخمن إذا بها تخبرني بصوت الفرح : هايدا ابني ,ابني هاشم
قلت لها : الحمدلله ع السلامه ,, قرت الاعين
الله يسلمك ,, مشكورة يابنتي
تعا حبيبي ,, مشتاقة لك كتير كتيييييير
اليوم عاملين كبه
يقول هاشم : ياللي كانت ليلى تحبها ... صاير كتير بشتاق الها مابعرف ليه
فأزداد غرابة , من تكون ليلى ؟!
ثم تقتضي ضرورات الذوق أن أترك المجال للأم وابنها للحديث دون وجودي ,,
فاقول : إم هاشم ,لازم اليوم نسوي حفلة وكيك ,, وحلويات ,, بهالمناسبه
فيبتسم : ازا هيك معناها كل شهر راح تعمل حفله
اقول : طيب خلاص بنسوي قهوه بس
أتيت بالقهوة واستئذنت في العودة إلى بيتنا
لكن الحاجة استوقفتني قائلة : هاشم بيعتذر لأنو ناداكي ليلى من شوي
ابتسم : لا مافي مشكلة ,,بس شوقصة اسم ليلى يبدو كلكم بتحبوه لهالاسم ؟!
يبتسم ابتسامة مقتضبة وحزينة قائلاً :
ليلى اسم إختي ,, كانت بتلبس عبايه سودا متلك هيك وقبل ماتطلع ع المدرسة كانت تسقي الزرع وتحب تتطلع بالوردات ,نفس وقفتك بالزبط ,سبحان الله !
أنا : - - - ؟؟
إم هاشم : أنا لما ناديتك ليلى لانك بتشبهيها متل ماحكى هاشم
مش بس هيك
الغريب انو طبعك,حكيك , متلها
لما قلتي لي بتحبي اسم زينب كتييييير
ولما قلتي بتحبي الكبه
وحتى لما اخترتي السرير اخترتي سريرها وقلتي بدك تكوني مقاومة
وقريتي كتابها وعجبك
وكنتي تقري الشعر بصوت متل ماكانت هي تقراه !
بتحبي الورد ,بتحبي المطر ,,
كل شي زكرني فيها
أنا : - - - كأن لالسان لي !
ثم نطقتُ آخيراً : ووينها مسافرة ؟؟ او لا شكلها مهاجرة وصار لكم زمان ماشفتوها ؟؟ صح ؟؟
هاشم : صح !
هي سافرت من زمان
أنا ارتحتُ قليلاً _فليلى مسافرة وليست راحلة إلى السماء فهذا أكثر ايلاماً بالطبع _قلتُ : مثل زينب تزوجت وسافرت مع زوجها ..بس ليش ماقلتي لي عندك بنتين ؟!
هاشم : زوجها ؟! كانت تقول : مابتزوج ايا رجال ,لازم يكون بطل مافي متلو
وكان تعتبرني متل ابنها
كانت أم هاشم قد دخلت خيمة الذكريات لتظللها من حرارة الشوق الحارقة
وبدأت تمطر سماء عينيها دموعاً ترطب القلب الملتهب بالاشواق
لكن السؤال : أين ليلى ؟ هل هي مسافرة ؟
إنها اللحظة الأكثر إيلاماً !
رؤية دموع الرجال
كانت دمعة يتيمة مسحها بسرعة وراح يربت على كتف أمه ويقبلها معتذراً
وأنا بقيتُ الحائرة !
مالذي يجري ؟
قالت أم هاشم : أنا آسفة يابنتي , ليلى بنتي الكبيرة وهي استشهدت وهي بنفس عمرك تقريبا ,لما شفتك حسيتك بتشبههيها حبيت تظللي معي لاني كتير بشتاق الها وانتي بتزكريني فيها
كنت بقول بلكي من كتر شوقي صرت بشووف ايا بنت بتشبهها بس طلع معي حق
هاشم لما شافك هوي التاني طلع عن شعوروه وناداكي ليلى !
أنا : الله يرحمها ,أني اسفة ....
اذا تحبوا نادوني ليلى ,يشرفني هالشي
ام هاشم: لا حبيبتي ,الله يخليكي لأهلك ,, بنتي استشهدت وراحت لعند ربها والحمدلله على كل حال
أنا : الحمدلله ,الشهادة نعمه كبيرة , بس تعرفي تحققت امنيتها لما طلبت تتزوج بطل ,لانها راح تتزوج من الحور العين , ويمكن يكون شهيد مثلها
هاشم : كانت بتحب المقاومين كتيييييير
مرة من المرات سمعتها بتحاكي إمي بتقللها :
وهو يبتسم : إمي بدي اتجوز مقاوم
بتقللها امي : بس المقاوم يمكن يستشهد يعني بيموت
قالت ليلى : لامابيموت ,هو بس بيروح ومابنشووفوا بس هو بيروح يعيش بمكان احلى !
لهلا بتزكر كلامها .......
ابتسم : كانت شخصية مميزة من حكيكم عنها
هاشم :كتييييييييير
أنا : هي كانت مقاومة ؟؟ يعني منتسبة لحزب أو منظمة
أم هاشم : لاكانت منتسبه لحزب ولاشي , اسرائيل بتقتل كل الناس مابتفرق
بنتي كانت بتدّرس بالمدرسة ,,, كانت طلعت خلاص من المدرسة ,,شافت الحريق رجعت تطلع الطالبات
طلعت الطالبات واحترقت هيي واستشهدت
في هذه الأثناءوبينما الام تتحدث عن ابنتها ,انتبهتُ لهاشم وقد غادر المكان ودخل إلى الداخل ,واكملت ام هاشم الحديث بصوت منخفض قائلة :
: هاشم شاف اختو وهي جثة محترقه بعدها صار متل المجنون لانوا كان بيحبها كتير منشان هيك خبينا صورها عنو وصرنا مانحكي كتير عنها ...صار مابيقدر ينام , بيصرخ بتجيه كوابيس بالليل ,بيبكي كتيييييير وبيتخيل انها موجودة
وبعدها بوقت قرا عليه الشيخ وهدي الحمدلله ,, وانا كمان صرت اقرا قرآن وادعي ربي والحمدلله صار كتير منيح
وهلأ هوي صار قوي كتيييييير ماشاء الله ,ايمانو كتير قوي وبيصبر اكتر مني !
لقوم روح شوفو ,,
لم تكد تقوم حتى أتى مبتسماً يبدو في عينيه أثر الاحمرار والدموع
وقال : الحاجة صار عندها رفقات جدد , وصارت تستغني عنا خلاص
تبتسم :حبيبي مافيني استغني عنك ,, تعا شوف شوكتبت الك
فتريه الرسالة التي كتبتُها بلسانها
فيضحك : ومين كتبتلك ياها ؟؟
قلت لفاطمه تكتبها اليوم الصبح ودخلنا غرفتك
حلوه الرسالة بدي احتفظ فيها ,, اول رسالة مكتوبة من إمي ,,,ليش خطر على بالك تكتبي رسالة مكتوبة ؟؟
ام هاشم : منشان إزامتت يبقى عندك شي زكرى مني ويبقى كلامي ماتنساه
ام هاشم : الله يطول النا بعمرك ياإمي
شكرا اخت فاطمه ع الرسالة ,, فرحتيها للحاجة وسليتيها
أنا : عفوا ,,
إم هاشم بروح بيتنا الحين ...
أخليكم تسولفوا ع راحتكم
طيب حبيبتي بس تستوي الكبه راح انده لك
هاشم : لأ أخت فاطمه خليكي مع الحاجه لاني راجع بس جيت سلم اعليها وارجع
أم هاشم تنظر إليه بحزن : راجـ ع ليه ؟!!
هاشم : إمي مابعرف حسيت حالي مشتاق لك اجيت شوفك ,, القلوب عند بعضها !
مش انتي كتبتي لي رسالة ,وصلتني من غير مااقراها !
يبقى مبتسماً والام تنظر بحزن
يسترسل في الحديث : إمي : معلمي واستاذي لاتوصيني فيه انا بحبو كتير وبحترموه , وبفديه بروحي !
وإمي اجتني كمان وخبرتني عن اشواقك الي منشان هيك اجيت زورك !
والبشارة ياللي وصلتك منها وصلتني ,,,
وقال راح انجح وبتفوق كمان
بس اهم شي رضاكي ورضا ابي ودعواتكن امي
ماتنسوني ,,,
سلمي لي كتييييييير ع اختي زينب وازا جابت بنت خليها تسميها ليلى
وازا ولد تسميه عباس
ابتعدتُ عنهما وتركتهما
كنتُ انظر من بعيد ,رأيت الحاجة قد احتضنت ابنها وبقيت تحتضنه فترة طويلة ,, ؟!!!
ثم رأيته يتحدث في هاتفه ...
وقرر البقاء يوماً وليلة ثم العودة للسفر
ففرحت الأم
فنادتني أم هاشم وقالت : تعي لعلمك كيف تعملي الكبه ولابدك تهربي ؟؟
عدت إليها لأتعلم درس الكبة الذي لم أتمكن من الهروب منه
بينما دخل هاشم ليرتاح في غرفته كنا مشغولتين بالطبخ ,
ويبدو أن القدر حين يهدي الإنسان هدية فإن السماء تمطر عليه بهدايا أخرى
أتت زينب !
دخلت ودموعها تسبقها :إميييييييي
فقامت الام وكأنها غير مصدقة , هل السماء تهدينا مانريد بدعاء ونجوى في جوف الليل ؟!
احتضنت زينب بقوة وكأنها تشدها إليها كي لاتعود للغربة ثانيةً
وتكرر المشهد ذاته والفرق ان الشاب لايبكي سوى بدمعة كاللؤلؤة ترفعها اليد وتخفيها عن الأنظار
والمرأة تبكي بدموع كالبحر ولو جمعوا دموع النساء لأغرقت الدنيا كطوفان !
هدأتا وجلستا , وحان وقت التعارف
أم هاشم : شايفه يافاطمه الله مابيرد دعاء المؤمنين ابدا
امبارح دعيت ربي اني شوفكن انتو التنين عن قريب كتير ,,, وربي استجاب دعائي
زينب هاي فاطمه ,, جارتنا بتيجي معي بتسليني
فاطمه هاي زينب بنتي
زينب : اهلا وسهلا ,,شكر كتير الك
انا : اهلين ,,الحمدلله ع السلامه ,العفو
زينب : الله يسلمك
وتكمل ام هاشم عملها وهي تتحدث مع ابنتها
إمي وينو ابي ووينو هاشم ؟؟
ابوكي مسافر وهاشم في غرفتو يرتاح
فجأة نسمع صوتاً :
لأ هاشم مش بغرفتوه ,,هاشم هووووون
كيفك اشتقت لك
فتقوم مسرعة وتحتضنه بفرح
كبرررررررت صرت شب ولازمك عروس
من جهة كبرت فأنا كبرررت وبدي صير خال ,,ولامابدك شوف اولادك وينادوني خالو؟
زينب : إن شاء الله عن قريب
طيب ماقالوا لك توأم ولالا ؟؟
زينب : هههههه لاماقالوا
ماتنسي ,تسميهم ليلى وعباس ..
اكيد مش ناسيه ,,بس جيب ولد تاني راح سميه هاشم منشان يطلع متلك
فيبتسم ويقول : اشتقت لك كتييييييير زينب
يلا روحي ارتاحي بتكوني تعبانة
اي والله المفروض مااجي لانو السفر بيتعبني بس مابعرف شوصار لي مشتاقة اجي ماقدرت امسك حالي !
حملتُ شنطة سفر زينب وأدخلتها للغرفة ,,,
دخلت لترتاح قليلاً قبل الغداء
حين اردت الخروج من الغرفة نادتني :
فاطمه بتعرفي انك بتشبهي اختي ليلى كتيييييير
ابتسمت وقلت : قالوا لي هالشي
زينب : طيب تعي نحكي شوي
جلست لنتحدث
ثم يُسمع صوت أبي هاشم فتقفز زينب من السرير وتذهب مسرعة ناسية حملها وثقلها وتعبها
لترتمي في أحضان أب لطالما نامت في حجره وهي طفلة
كانت تبكي كطفلة صغيرة ,, اما هو فيبدو وكأنه لم يستوعب ,,,
زينب ؟
اي بابا زينب ,,,
ليتها لاكانت الدموع إن سمحت لنفسها أن تُذرف من عيون الرجال !
لكنها لم تُذرف بل أغرقت وجه أبي هاشم باللون الأحمر , وبرجفة لاتكاد تبين وبعين حنانها يفيض فيغطي الدمعات
ام هاشم بفرح تقو ل: ابوهاشم اي زينب مش مصدق ماهيك ,زينب وابنها كمان
ابوهاشم : شوجبتي ولد ونحنا مابنعرف ؟!
ههههههههه لأ
بقصد ابنها ياللي جاي بالطريق ,,حاتصير جد وحصير تيته ,,
ابوهاشم : اي مبروك يابنتي ,, وان شاء الله بتقومي بالسلامه
كتيييييييير مشتاق لك يابنتي ,,,,,,
زينب تبكي ,,يمسح دمعتها قائلاً : ماتبكي يازينب ,, خلينا مبسوطين فيكي
يعود هاشم بعد أن كان قد قرر النوم !
فيقول : سمعت صرخة زينب قلت شافت البابا
ويحتضن أباه الذي ظلت زينب ملتصقة به
ويعود هاشم لمزاحه : اي زينب خلي النا مجال ,شوابوكي لوحدك ؟
هههههههههه
تتعالى ضحكات العائلة .................
بقيت أسمع ضحكاتهم وأحاديثهم وأنا في الغرفة
كانت ضحكات مبكية ,لماذا لا أدري ؟!
ربما لأنها بعد فراق تكون الضحكات نابعة من قلب متأجج بالعواطف
حان وقت الغداء , ايضاً قررتُ العودة للبيت
لكن يأتي قرار أم هاشم : كلي معنا
لا , بروح البيت وبعدين برجع بشرب شاي
ام هاشم : طيب براحتك , بس راح ترجعي بعدين
أعود لأدون مارأيته في دفتري ,,,,
بعد الغداء يكون الحديث الجميل بين أفراد العائلة ,,,
استدعتني ام هاشم فقلت أني سآتي بعد أن انهي شغلاً في يدي وكان شغلي كتابة المذكرات
أسدل الليل ظلامه وخلد الجميع للنوم
هاشم عاد للسفر
زينب شاءت الظروف أن تبقى في لبنان فهي من جهة تريد البقاء إلى جانب والدّيها ومن جهة تريد ان يبصر ابنها النور في ارضها وإن لم تكن الظروف مؤاتية
مضت الأيام والأسابيع .........
ولم يكن هاشم ليعود من سفره
كانت أمه تنتظره هذه المرة ليحقق لها وعده بأن تخطب له ويتزوج
لذا بقيت زينب تمنّي النفس بالخطبة له ورؤيته عريساً
كانت كلاً من ام هاشم وزينب تخططان وترسمان
سنذهب ونفعل ونخطب له فلانة وطبعا ستوافق
إمي يمكن ماتوافق ,!
ليه ماتوافق ,ابني مافي متلو شووين راح تلاقي متلو
هههههههه طيب لانو ابنك إمي لازم تقولي هيك ولانو خيي حقول هيك بس غيرك نظرتهن بتختلف
طيب ازا ماوافقوا ,منروح نخطب لو بتول
زينب : خليه يوافق هوي بالاول وبعدين قولي مين بدك تخطبي لو
هوي قاللي انتي فصلي وانا بلبس
هههههههه وايمتى جاي هوي ؟؟
قاللي خلال كم يوم بالكتير اسبوع
**********
يتبع >>>>>>>


توقيع : بنتُ علي
كانت شمعةً كلما احترق قلبُها أضاءت , وحين ذابت صارت
شمساً تنشر أشعتها في كل الكون !

كانت تلك (بـنـتُ عــلــــي ) !
من مواضيع : بنتُ علي 0 فتح باب التسجيل في حوزة البتول العلمية للعام 1433ه(تفاصيل الجدول الدراسي تجدوه هنا)
0 عوّام أنتِ وطني !
0 ماذا تعني إيران للشيعة ؟!
0 عاجل عاجل الله يرحم والديكم
0 سلام عليكم (اشكركم وابشركم بأني قد زرت العراق آخيراً !!!))
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:28 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية