• معركة بطلها عمر وليس فيها مجروح ثم ... أجاره الأبتر رئيس بني سهم !!
» سيرة ابن كثير / ج: 2 ص: 32 :
قال ابن إسحق : وحدثني نافع مولى ابن عمر ، عن ابن عمر قال : لما أسلم عمر قال : أي قريش أنقل للحديث ؟ فقيل له : جميل بن معمر الجمحي . فغدا عليه . قال عبدالله : وغدوت أتبع أثره وأنظر ما يفعل وأنا غلام أعقل كل ما رأيت . حتى جاءه فقال له : أعلمت يا جميل أني أسلمت ودخلت في دين محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه ، واتبعه عمر واتبعته أنا ، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش . وهم في أنديتهم حول الكعبة . ألا إن ابن الخطاب قد صبأ . قال : يقول عمر من خلفه كذب ولكني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه ، حتى قامت الشمس على رءوسهم . قال : وطلح ( تعب ) فقعد ، وقاموا على رأسه وهو يقول : افعلوا ما بدا لكم ، فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا .
قال : فبينما هم على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص موشي ، حتى وقف عليهم . فقال : ما شأنكم ؟ فقالوا : صبأ عمر . قال : فمه ، رجل اختار لنفسه أمراً فماذا تريدون ؟ أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبكم هكذا ؟! خلوا عن الرجل . قال : فو الله لكأنما كانوا ثوباً كشط عنه . قال : فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى المدينة : يا أبت ، من الرجل الذى زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك . قال : ذاك أي بني العاص بن وائل السهمي . وهذا إسناد جيد قوي ، وهو يدل على تأخر إسلام عمر ، لأن ابن عمر عرض يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة ، وكانت أحد في سنة ثلاث من الهجرة ، وقد كان مميزاً يوم أسلم أبوه فيكون إسلامه قبل الهجرة بنحو من أربع سنين وذلك بعد البعثة بنحو تسع سنين . والله أعلم .