لقد انتشر الظلم بشكل أوسع في جميع بقاع الأرض ولم يظهر الإمام فماذا تقول في ذلك ؟
نعلم أن الدنيا انتشر فيها الظلم ولكنها لم تمتلئ بالظلم ثم إن الله عز وجل هو الذي يأمر الإمام بالظهور في الوقت المناسب والإمام يؤدي واجبه الشرعي في الوقت المناسب وبالكيفية المناسبة وحسب الأوامر الإلهية .
كيف يكون الخوف من الأعداء سبباً لاختفاء الإمام المهدي عليه السلام وهو يعلم بأنه سيطول عمره إلى نزول عيسى عليه السلام وبأنه سيملك الأرض ويملؤها قسطاً وعدلاً ولا أحد يستطيع قتله ؟!
كما يجيب أحدنا عن سبب اختفاء الإمام المهدي عليه السلام ,والسبب الأساسي في اختفاء الإمام هو انتظار الإذن والأمر الإلهي له بالظهور في الوقت الذي تقتضيه الحكمة الإلهية لا لوقت الذي يريده العباد الجهلاء بالحكمة الربانية .
ربما يعتبر البعض أن اختفاء الإمام خوفاً من إيذاء الناس له عيباً ونقصاً وجبناً وهو منزّه عن ذلك كله وهو المُهاب من جميع الناس ؟
لا يُعتبر ذلك عيباً أو نقصاً في حق الإمام عليه السلام ولا جُبناً لأنه سليل الشجعان فهل كان النبي محمد صلى الله عليه آله وسلم خائفاً وفاقداً للشجاعة عندما اختفى في الغار ؟ّ! أو عندما أسّر ّ بالدعوة ولم يجهر بها إلا بأمر الله عز وجل ؟! حاشا وكلا ..لم يكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فاقداً لفضيلة الشجاعة والثقة بالله وبنصر الله عز وجل بل كان حكيماً محنكاً يحسب لكل خطوة يخطوها ألف حساب وكما أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يجهر بالدعوة إلا بأمر الله عز وجل وكذلك الإمام المهدي عليه السلام لن يظهر إلا بأمر الله عز وجل .
لقد ظهر في بلاد الهند رجل كذّاب ادعى المهدوية ولم يتعرض له الناس بأذى فكيف يمكن أن يتعرضوا للإمام المهدي عليه السلام بأذى ؟
كلامك مردود من عدة أوجه :
1-قلت أنه ظهر في الهند والهند بلد تنتشر فيه عدة ديانات ولكلٍ حرية للقيام بعبادته فهناك من يعبد الأشجار والأحجار ولا يتعرض له أحد بأذى فكيف بشخص ادعى المهدوية ..هل سيؤذونه من اجل ذلك ؟
2- ثم إن هذا الكذّاب ربما يكون عميلاً للاستعمار يساعد الاستعمار في تنفيذ خططه وبذلك ساهم الاستعمار في حمايته .
3- وان كان هذا الشخص قد ادعى المهدوية وسلم من كل مكروه فليس هذا مبرراً لظهور الإمام المهدي عليه السلام .
4-هناك كذّاب آخر تابع للاستعمار الروسي "أي أنه باب وطريق للإمام المهدي عليه السلام "ثم ادعى المهدوية وكانت نهايته الحبس والضرب والصلب ثم طرح أرضاً فمزقته الكلاب وبهذا يكون من ادعى المهدوية وسَلِم يناقضه من ادعى المهدوية وكُذِّب حتى الموت .
5-هناك عدة شخصيات كان عملها فقط الإصلاح الاجتماعي والدعوة إليه ولم يسلموا من المكاره فعدة شخصيات قد قتلها الظالمون وعذبها كالسيد محمد تقي الشيرازي مؤسس الثورة الإسلامية في العراق وجمال الدين الأفغاني في تركيا وغيرهم كثر ممن تعرضوا للتعذيب والقتل بسبب دعواتهم الإصلاحية لأن الاستعمار لا يقبل الإصلاح والتوعية والتثقيف فكانت نهايتهم التعذيب والقتل فكيف بالإمام المهدي عليه السلام يظهر في هذه الأجواء وفي هذه الظروف التي لايقبل الاستعمار بالإصلاح الجزئي فكيف يقبل بالإصلاح الكلي واجتثاث الفساد من هذه الأرض ..هل سيترك الظالمون المصلح الكبير لهذا العالم الواسع ..هل سيبقون عليه حياً سالماً مُعافى ؟؟!!
والأمّر من ظلم لمستعمر هو ظلم العملاء الذين يدّعون انتماءهم للإسلام وهم يدسون المكائد للشرفاء والصالحين .فهل يا ترى هذه الظروف تسمح لظهور الإمام عليه السلام في عالم يكثر فيه الأعداء ويقل فيه الأنصار؟
لابد من توفر الوقت المناسب والظروف المناسبة حتى يظهر الإمام عليه السلام ولن يظهر الإمام إلا بقدرة وإرادة الله عز وجل .
إذا كانت الدنيا قد انتشر فيها الظلم وظهرت علامات كثيرة تدل على قرب ظهوره فربما اعتبر البعض أن قضية ظهوره مرهونة بعجز الهي ؟
ليس عجزاً إلهيا وإنما حكمة إلهية فكثير من الأنبياء تعرضوا لمآسي وفجائع فرأس النبي يحيى عليه السلام أُهديَ إلى بغي من بغايا بني إسرائيل والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم اختفى في الغار وأسّر الدعوة إلى الإسلام ..أ فَهل كان الله عز وجل عاجزاً عن نصرة وحماية أنبيائه وهم أفضل الخلق عنده وأحبهم وأقربهم لديه ولاسيما نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
إن ما حدث مع الأنبياء وما يحدث من تأخر ظهوره إلى هذا اليوم والى أن يشاء الله هو مرهون بحكمة إلهية لا برغبة بشرية جاهلة بالمصالح الإلهية وعواقب الأمور .
متى بدأت الغيبة الصغرى ؟ومتى انتهت ؟
بدأت منذ ولادة الإمام المهدي عليه السلام سنة 255ه فكانت مقدمة تمهيدية للغيبة الكبرى وانتهت الغيبة الصغرى بوفاة النائب الرابع للإمام المهدي عليه السلام سنة 329ه.
هل كان الشيعة يلتقون بالإمام المهدي عليه السلام في الغيبة الصغرى ؟
في الغيبة الصغرى انقطعت اتصالات الإمام بالشيعة ولكن كان هناك وكلاء يمثلون حلقة التواصل بين الإمام وبين الشيعة وهؤلاء الوكلاء كانوا يتواجدون منذ عهد الإمام عليه السلام .
وماهي طبيعة هؤلاء الوكلاء ؟
هم ا لذين ينتشرون في أنحاء البلاد وهم المراجع لقضايا الشيعة والمصادر لأمورهم الدينية والدنيوية فتُحمل لهم الأموال وتُسّلّم لهم المسائل الدينية وهم الوسطاء بين الإمام الهادي عليه السلام وبين الشيعة وظل الوكلاء يعملون حتى عهد الإمام الحسن العسكري عليه السلام وبعد وفاته أي في عهد الإمام المهدي عليه السلام وفي أثناء غيبته الصغرى .
كم كان عمر الإمام المهدي عليه السلام حين استشهد والده العسكري عليه السلام؟
كان عمره الشريف خمس سنوات ولا يزال حياً محفوظاً بعين الله عز وجل
.
"
" اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تُسكنه ارضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك ياأرحم الراحمين "