لما أراد الرسول الأعظم أن يكتب وصيته وتوجيهاته النهائية وهو على فراش الموت ، تدخل عمر بن الخطاب ، فقال للحاضرين :
( إن المرض قد اشتد برسول الله ، أو أن الرسول يهجر - أي لا يعي ما يقول - وعندكم القرآن ( حسبنا كتاب الله ) وسندا لهذا الشعار حالوا بين الرسول وبين كتابة ما أراد كتابته .
(راجع:راجع صحيح البخاري ج 7 ص 9 وج 4 ص 31 ، وصحيح مسلم ج 5 ص 75 وج 11 ص 95 بشرح النووي ، وفي الفصول اللاحقة سنورد أربعين مرجعا على صحة هذه الواقعة ).
وبعد أن استولى أبو بكر على منصب الخلافة جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال :
( إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ) والتزاما من الخليفة بما أمر المسلمين به قام بحرق الأحاديث التي سمعها من رسول الله بإذنه ، وكتبها بخط يده .
(راجع: تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 2 - 3 ، والأنوار الكاشفة ص 53 وتدوين السنة ص 423 ..، وتذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 5 ، وكنز العمال ج 10 ص 285 ، والاعتصام بحبل الله المتين ج 1 ص 30 ).
ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة ، ناشد الناس أن يأتوه بسنة الرسول المكتوبة عندهم بحجة أنه يريد أن يجمعها في كتاب ، كما ناشدهم أن يأتوه بالكتب المحفوظة لديهم حتى ينظر فيها ويقومها ، فلما أتوه بها أمر بحرقها ، وحرقت فعلا ( 4 ) ثم كتب إلى ولاته في كل البلاد الخاضعة لحكمه ( أن من كان عنده شئ مكتوب من سنة الرسول فليمحه ) .
(راجع: الطبقات لابن سعد ج 5 ص 140 . وكنز العمال ج 1 ص 291) .
وحرصا من الخليفة عمر على القرآن الكريم ، منع الناس من رواية أحاديث رسول الله ، وهدد من يرويها ، وضرب الرواة ، وحبس بعضهم ، وملأ قلوب الرواة بالرعب والإرهاب حتى لا يرووا سنة رسول الله ) .
وما فعل الخليفة ذلك إلا حرصا على القرآن وإعمالا لشعار ( حسبنا كتاب الله ) !
حكم الرسول بهذين الشعارين قال رسول الله : ( يوشك الرجل متكئا في أريكته ، يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) .
(راجع :مسند أحمد ج 4 ص 131 ، وأبو داود في سننه كتاب السنة باب 5 ، ولزوم السنة ج 4 ص 200 ح 4604 ، وسنن ابن ماجة ج 1 ص 6 باب 3 ح 12 ، وسنن الدارمي ج 1 ص 117 ح 592 ، وسنن البيهقي ج 3 ص 331 ، ودلائل النبوة ج 1 ص 25 ، والمستدرك على الصحيحين ج 1 ص 180 و 109 ، والترمذي كتاب العلم ج 2 ص 110 ، 111 وقال هو حديث صحيح ، والحديث والمحدثون ص 11 و 24 ) .
وعلى رأي أبن حزم ..
قال ابن حزم :
( صدق النبي هي مثل القرآن ولا فرق في وجوب طاعة كل ذلك علينا ، وقد صدق الله ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) وهي أيضا مثل القرآن في أن كل ذلك وحي من الله ) .
(راجع : الأحكام لابن حزم ج 1 ص 159 ، وراجع تدوين السنة الشريفة ص 352 وما فوق ) .
وهنا الســـــؤال ..:
هل هذا المنع من هذين الخليفتين هو من عند الله ورسوله وعملا بالسنة النبوية أم هو أجتهاد من قبلهما وأبتداعا في دين الله تعالى وحربا على الله ورسوله ...؟؟
لنرى هذه الحقيقة الآن ونوضح الحق لأهل الحق في زيغ هذين الرجلين عن الحق وأهله وعن سنة رسول الله صلى الله علي وآله ...: