بعد تطوع 6000 مقاتل في الحويجة مرة واحدة .. سؤال كبير ي
بتاريخ : 01-12-2007 الساعة : 11:39 PM
بعد تطوع 6000 مقاتل في الحويجة مرة واحدة .. سؤال كبير يثار .. لماذا تعكف واشنطن على تشكيل جيش ثان في العراق وماهو الهدف القادم ..؟!!
ابلغت قيادة الجيش الامريكي في العراق كبار القادة في واشنطن يوم امس الاول ، انها حققت ولاول مرة ، انجازا كبيرا في تسجيل اسماء 6000 متطوع ’ دفعة واحدة ،من العشائر السنية للانضمام الى جانب الجيش الامريكي في العراق . خطاب الضابط الامريكي في مهرجان التطوع يثير اكثر من علامة استفهام ، فهل تعد امريكا بالفعل لتشكيل جيش ثان في العراق وماهو الهدف المقبل لهذا الجيش .؟!
لاشك ان نجاح القوات الامريكية في الحصول على 6000 متطوع مرة واحدة ، يعتبر انجازا كبيرا للجيش الامريكي ، اذ لاول مرة يتمكن من جمع متطوعين ولمرة واحدة بهذا القدر منذ بدء تنفيذ الخطط لدى الجيش الامريكي لاقناع العشائر السنية في المشاركة في محاربة القاعدة.
المثير للدهشة ان الضابط الامريكي الذي تحدث في تجمع رؤوساء العشائر ، والذي لم يكشف عن اسمه في بيان الجيش الامريكي ، قال مخاطب رؤوساء العشائر السنية :
" ان امامكم مسؤولية كبيرة وهي محاربة الارهاب ، من القاعدة وغيرهم " !
طبعا لم يذكر الضابط الامريكي من هو الهدف القادم للمتطوعين بعد القاعدة ، بل اكتفى بعبارة – غيرهم – اي غير القاعدة. !! ولكن اذا استمعنا لما قاله هذا الضابط بان هذه الالاف من المتطوعين سوف تساهم في عمل طوق في الانبار ، وستطبق هذه الاستراتيجية – اي عمل الطوق - حتى في العاصمة بغداد !!
اذن الهدف الاخر ، هو تامين حزام وطوق للعاصمة بغداد !!
ويتساء ل المراقبون مامعنى ان يخطط لهذه الالاف من المتطوعين لتشكيل طوق على بغداد ، وبغداد لاتتواجد فيها القاعدة ؟!!
فهل الهدف المقبل للامريكيين ، سيكون باالتحضير لاستخدام هذه الالاف لضرب حصار على بغداد ، وتحضير هذه القوات من المتطوعين ، لضرب اي نشاط معاد للاميركان في العاصمة ؟!!
وبعبارة اكثر وضوحا .. هل ستستخدم هذه القوات من المتطوعين لضرب جيش المهدي في حالة تشكيله خطرا على وجود القوات الامريكية في العاصمة بغداد ، او في حالة استئناف نشاطه وتطوير عملياته .؟!! او في حالة الرغبة في شن حرب شاملة عليه وافراغ الاحياء الكبيرة مثل مدينة الصدر والشعلة منهم ؟!!
ان هذه الاستراتيجية الامريكية لفرض طوق على العاصمة بغداد كما كشف عنها واقر بها الضابط الامريكي في مهرجان تسجيل اسماء 6000 متطوع ، دفعت ببعض المراقبين الى الاعتقاد ، بان الجيش الامريكي عاد ليطبق نفس السياسة التي خطط لها النظام البائد ونفذها بنجاح ، وهي تطويق بغداد بحزام سني مسلح . وهذا ما هو جار العمل على تحقيقه بشكل لم يعد خافيا .نعم لاينكر احد حسن النوايا عند اغلب من يتطوعون في هذا المجال لمحاربة ارهاب القاعدة ، ولكن حسن نواياهم شئ ، والنوايا الامريكية والمخططات التي تعد خطوة خطوة ولبنة لبنة ..شئ اخر .!!
الضابط الاميركي الذي تحدث في مهرجان التطوع ، بعد اخذ تواقيع العشرات من رؤوساء العشائر السنية في الحويجة ، والذين تعهدوا بتامين حضور من سجلوا اسماءهم في قوائم المتطوعين ، قال ان هذه المجاميع ستؤمن لنا اقامة 200 نقطة تفتيش في المنطقة وسيزودون بالسلاح وبراتب لكل متطوع مقداره 275 دولارا شهريا . وعلق ضابط اخر في جواره وهو يتحدث لصحفي امريكي : " اننا وصلنا الى مرحلة سنؤمن فيه جيشا اخر غير الجيش العراقي وسيصل عدده قريبه الى مائة الف مقاتل " ! ثم اضاف قائلا : " انه جيش ضارب سيلاحقون الارهاب في كل مكان "!!
احد المراسلين الاجانب الذي حضر هذا الاحتفال كتب قائلا يصف منظر شيوخ لاعشائر الذي لفت نظره وهم قد تجمعوا في هذا المهرجان : " لقد حضر رؤوساء العشائر بعباءاتهم السوداء والمطرزة بشريط ذهبي براق وتعهدوا ان يؤمنوا حضور ابناء عشائرهم للقيام بالمسؤوليات المناطة بهم ، وكانو مسرورين لهذا الاتفاق لاسباب عديدة اذ ربما احدها انهم باتوا موضع ثقة قادة الجيش الامريكي "
اذن .. هكذا تجري عمليات تشكيل جيش ثان بتخطيط وتنفيذ امريكي !! والحكومة لاتستطيع ان تفعل شيئا ، بل انها غير مكترثة لتصاعد الاعداد لتصل الى المائة الف مقاتل خلال الفترة المقبلة ، ويبدو ان من لايحسن قراءة ما يخطط من وراء تجميع هذه القوات في وقت تقول واشنطن انها قضت على القاعدة في العراق منذ حزيران الماضي ولم تعد تشكل خطرا في العراق ، سوف يفاجأ بتطورات خطيرة وخطيرة جدا .. خاصة وان الحوار الامريكي مع قادة حزب البعث في الخارج ، وممثليهم في الداخل وتحديدا مع من يقود التنظيمات الارهابية المعروفة مثل الجيش الاسلامي وفيلق عمر ، كل ذلك ينبئ عن السيناريو المقبل الذي سيشهده العراق وفق المخطط الامريكي وبالتشاور والتنسيق مع البعث الجديد الذي ابدل اسمه مرحليا الى اسم " حزب العودة "، وعندها سيكون الاوان قد فات ولات ساعة مندم !!