واليوم نأتي مع تحريف جديد للحافظ !! السيوطي الذي حرَّف نفس الرواية لمحمد ابن سيرين والتي وردت بلفظ أخر يفيد تفضيله للإمام المهدي - عجل الله فرجه الشريف - على بعض الأنبياء فضلاً عن مساواته بهم ؛
قلتُ : الرواية سندها صحيح أو في أسوأ الأحوال حسن لذاته .
ب- الرواية الواقع بها التحريف :
جاء في كتاب الحاوي للفتاوي للحافظ !! السيوطي : ج2 ص77 طبعة دار الكتب العلمية ما نصه :
(( وَأَخْرَجَ (ك) أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ ضمرة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ، فَقَالَ: إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاجْلِسُوا فِي بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْمَعُوا عَلَى النَّاسِ بِخَيْرٍ مِنْ أبي بكر، وعمر، قِيلَ: أَفَيَأْتِي خَيْرٌ مِنْ أبي بكر وعمر؟ قَالَ: قَدْ كَانَ يُفَضَّلُ عَلَى بَعْضٍ ))
قلتُ : وقد يستشكل أمر وهو : كيف علمتَ أنَّ هذه الرواية قد نقلها عن ابن حمَّاد ولم ينقلها عن غيره ؟!!
الجواب : وذلك حديث أنَّه عبَّر بقوله ( أيضاً ) على سند تقدم ذكره وعند الرجوع إلى ذلك السند الذي عبَّر عنه بـ ( أيضاً ) نجده قال : (( وَأَخْرَجَ (ك) نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ أبي جعفر قَالَ: " يَخْرُجُ شَابٌّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ بِكَفِّهِ الْيَمِينِ خَالٌ مِنْ خُرَاسَانَ، بِرَايَاتٍ سُودٍ بَيْنَ يَدَيْهِ شعيب بن صالح، يُقَاتِلُ أَصْحَابَ السفياني فَيَهْزِمُهُمْ " ))
قلتُ : ثم بعد ذلك حُذف اسمه وعوض عنه بـ ( أيضاً ) وهذا يدلنا أنَّه هو المراد بالنقل !!
إضافة إلى قول محقق كتاب العرف الوردي للحافظ السيوطي في مقدمة كتابه ص 42 ما نصَّه : (( ولما كان الحافظ (السيوطي) قد أكثر في كتابه هذا من النقل عن كتاب ("الفتن") للحافظ (نعيم بن حماد المروزي) المتوفى سنة 229هـ, خاصة في الآثار المروية عن الصحابة والتابعين, فقد اعتمدت على طبعات ثلاث لهذا الكتاب:
الأولى: طبعة مكتبة التوحيد 1412 بتحقيق (أمين سمير الزهيري) , وقد اخترت ترقيمات هذه الطبعة لجودتها
والثانية: طبعة دار الكتب العلمية 1997 بتحقيق (منصور بن سيد الشوري)
والثالثة: طبعة دار الفكر1414 هـ بتحقيق الدكتور (سهيل زكار) ))