بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين.
نقرأ في سورة يوسف الصديق عليه السلام انه قال:" يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39). وكلمة "صاحب" معناها ملازم؛ والجامع بين يوسف والسجينين هو السجن،
لقد اتفق المفسرون ان صاحبي يوسف الصديق هما ساقي الملك وطباخه,وكانا كافرين ودخلا معه السجن ولبثا خمس سنين في صحبة النبي يوسف ولم يؤمنا بالله,,حتى انهما خرجا من السجن كافرين ,فهل صحبة هذين الكافرين لنبي الله يوسف تعد منقبة وفضيلة لهما؟!
ونقرأ في سورة الكهف :"قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ...ذكر المفسرون :ان المؤمن وكان اسمه :يهودا قال قال لصاحبه واسمه براطوس وكان كافرا,وقد نقل المفسرون منهم الفخر الرازي محاورات هذين الصاحبين ,,فهل صحبة براطوس ليهودا,تُعد له فضيلة او شرفا يقدَمه على اقرانه؟!
ام هل تكون دليلا على ايمان براطوس مع تصريح الاية" أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ"
فالمصاحبة وحدها لا تدل على فضيلة وشرف يميز صاحبها ويقدَمه على الاخرين....اما استدلالهم على افضلية ابو بكر بالجملة المحكية عن النبي صلى الله عليه واله "ان الله معنا"فلا نجد فيها فضيلة وميزة لاحد ,لان الله تعالى لا يكون مع المؤمنين فحسب بل يكون مع غير المؤمنين ايضا,لقوله تعالى:"مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ...
فبحكم هذه الاية فان الله عز وجل يكون مع المؤمن والكافر والمنافق..
فلا تهرجوا وتميزوا ابو بكر بصحبته هذه عن باقي المنافقين,,
والسلام على من اتبع الهدى..