|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 69704
|
الإنتساب : Dec 2011
|
المشاركات : 388
|
بمعدل : 0.08 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
صحوة بعد فقدان الامل..؟؟
بتاريخ : 01-05-2012 الساعة : 05:05 AM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وال محمد
اختنقت بعبرتي ,, وضاق صدري وتزاحمت الهموم بين حنايا ضلوعي ,, وجفا النوم عينييَ
أمسكت بقلمي لأبث همومي لأني لم أجد من يسمعني ...
حتى قلمي حزن على وحدتي ...
فشاركني همومي ...
صار يكتب عني ما يرى من حالي ...
كيف أيها البائس أصبحت مجنوناً فعقلت ؟؟
كيف غرقت في الطوفان ثم نجوت منه ؟؟
كيف أقمت لك مأتما ثم عدت إلى الحياة؟؟
كيف كنت روحاً تضج بالحياة ثم أصبحت جيفة نتنة ؟؟
كيف وصل بك الحال إلى هذا الحد ؟؟
آه يا قلمي كلماتك كالخناجر تُغرز في قلبي ...
هل تُراك تراني سعيدا بحالي ؟؟
أين هي السعادة وقد شاب رأسي وأنا ابحث عنها
وبدت آثار السنين بأيامها وساعاتها تظهر على محياي
يا قلمي لقد زدت من ألمي
كتبت معاناتي والحبر من دمي
فهل ستتحملني أم ستجفونني مع من جفاني ...
هل ستبقى رفيقي أم ستتخلى عني ...
أنظر ماذا فعلت الدنيا بي ...
أصبحت كالكرة في ملعبها ,, لكن مع الأسف ...
بعد أن كنت ثقلا حديديا أصبحت بالونا أقل نسمة هواء ترميه بعيدا .
لأجد نفسي بعد ذلك وحيدا
حاولت أن أعيش بسلام
حاولت أن أصلح الحال...
طرقت الأبواب وطلبت المساعدة وصرخت بأعلى صوتي
أنااااا أغرق .... أنقذوووووني
ولا من مجيب !!!
بكيت وبكيت وبكيت حتى خارت قواي
لم يتغير شيء في جميع محاولاتي
فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
لكن نفسي كالفرس الجامحة ...
تحتاج إلى ترويض وتدريب شاق وطويل
وكلما حاولت أفشل وأعود إلى نقطة البداية
يا ترى هل أعود إلى الوراء لأبحث عن شيء عجيب لينتشلني من هذا الوحل ؟؟
أم هل أبحث عن كفيل ليساعدني ؟؟
أم هل أنتظر ليلة القدر ليأتي من ينقذني ؟؟
أخبرني يا قلمي لماذا الكل يهجرني ؟؟
أصبحت في لحظه أُرمى بالسهام...
وما أفقت حتى وجدت نفسي في قفص الاتهام
وحيداً,, حزيناً,, بائساً...
كل ما حولي قد تغير
البيت غير البيت ...
الأرض غير الأرض...
بكاء ... ونوح ... وعويل .
صراخ... وطلب... واستنجاد.
لا أحد يعرف الآخر
لا أحد يعين الآخر
كلٌ يقول نفسي ... نفسي .
نظرت حولي ....... أين أنا ؟؟
حتى سمعت نداء صُرع من هوله قلبي ...
وشُلت منه قدماي ...
فلان ابن فلانة فليتقدم للحساب !!!
لكني لم استطع الحركة
فجاءني شخصان لم أرى أضخم ولا أبشع منهما
فمن ينظر إليهما يُغشى عليه من الرعب
ملامحهما قاسية خشنة لا يعرفان البسمة
وجدت نفسي كالحشرة بينهما أمسكاني من يداي وسحباني حتى شعرت بعظامي تتهشم من قبضتهما
وقالا لي :
أجب سيدك ...
سيدي!!!
ومن سيدي وأين أنا ؟؟؟
نعم حقا أنت لا تعرف أين أنت !!
لأنك كنت لاهٍ ,, كنت غافل ...
كنت غارق في ملذات الوهم والخيال ...
فلما اتضحت الصورة وانقشعت الغمامة التي على عينيك وسطع نور الحقيقة
لم تعرف أين أنت !!
ثم رأيت أحدهم رفع مطرقة من حديد حُميت حتى أصبح لونها أسود من شدة حرارتها
لو سقطت قطعة منها على الأرض لأحرقتها
واقترب مني حتى كاد قلبي أن يقف من شدة الخوف
ووقف عند رأسي مزمجراً :
قم وأجب سيدك وإلا هشمت رأسك
مرت تلك اللحظات علي وكأنها سنين
حتى مثلت أمام قاضي القضاة ...
وأصبحت الأسئلة تهل عليَّ كالمطر ...
سؤالٌ أجيب وسؤالٌ أحتار في إجابته ...
كانت الكلمات تتلاشى من هيبة القاضي وعظمته فقد ملأ الخوف قلبي ولم أعد أستطيع الوقوف من هول المكان
كيف لا أخاف وأنا اسمع صراخٌ وأنين وأن مصيري سيؤول إلى ذات المصير
جلت بعيني في ذاك المكان الرهيب لعلي أجد ملجأ آوي إليه أو كهف أتوارى فيه ..
لكن هيهات فأنا محاط بسياج من نار
نظرت لذلك السياج المتوهج أبحث عن ثغرة أهرب منها لكن السنة اللهب التي تتطاير منه كانت تمنع حتى الاقتراب.
آآآآآه ماذا أفعل فأنا لم أستطع تحمل الاستجواب فأنا أضعف وأحقر من ذلك
أنا المذنب الحقير أنا الغافل المسكين
حاولت الاستجداء واستدرار عطف من حولي من الحرس
لكن عبثا أحاول
وجهت وجهي وناديت بأعلى صوتي
رب ارجعون لعلي أعمل صالحا ؟؟
يااااااااا إلهي ....... أين المفر......
لقد شُل تفكيري من هول المطلع
شباب وشيوخ .... نساءٌ ورجال
كلٌ يصرخ ويصيح النجدة .. كلٌ يريد النجاة ولو على حساب والديه وذويه
فالكل في ذلك الموقف يريد التعلق ولو بقشة ...
قشة .... قشة !!!
أنا لديَّ حبل !!
أين حبلي ؟؟
أصبحت كالمجنون أبحث عنه في كل مكان عُدت إلى القاضي الذي سمح لي بالبحث عن فرصة للنجاة
تقدمت منه بأدب وحياء يغطيهما خوف ورجاء فقلت :
سيدي أين حبلك المتين ؟؟
ألست أنت من قلت ( واعتصموا بحبل الله جميعا )؟؟
فجأة سطع نور قوي عن يمين القاضي فأستأذن للحديث وقال :
أنا الحبل المتين ,, أنا العروة الوثقى ...
ما هي حاجتك ؟؟ وماذا تريد ؟؟
قلت سيدي : أنت قلت إنه من يمت يراك!!
لذا أنا أبحث عنك ...
جئت اطلب العون والغوث منك يا غياث المستغيثين ...
فليس لي القدرة على النجاة من هذا المكان الموحش إلا بك يا سيدي
فقد قرنت الجنة برضاك ...
سيدي أنا جائع ... سيدي أنا عطشان
هل لي بشربة ماء من كفك الطاهر
فأنا أدعى شيعي ...
قال لي : وما دليلك ؟؟
قلت له : كنت أحبكم ,, وابكي لمصابكم ,, والطم في مآتمكم ...
قال : وهل هذا يكفي ؟؟
طلبنا منكم أن تكونوا لنا دعاةً صامتين
فأصبحتم دعاةً منافقين
ركضتم خلف طليقتنا وأصبحتم لها عاشقين ..
قلنا لكم كونوا مع الزاهدين ..
لكنكم كنتم غافلين ... وفضلتم المترفين ..
وهجرتم القرآن سنين ..
حتى أصبحتم من المبعدين المهلكين ..
سيدي إني وحقك من النادمين ..
وأقسم عليك بحق الضلعين ..
إلا ما كنت لي من الشافعين
فأطرق بطرفه وقال بصوت حزين :
أقسمت علي َّ بعظيم ..
اذهب فإنك من الآمنين ...
وستخلد في جنة النعيم ... بجوار سيد المرسلين ..
مع من يأتيهم سلام من رب العالمين
الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
تلميذ علي
م\ن
|
|
|
|
|