(والظن أنه من بقايا المجوس والوثنيين، فلا يصدَّق على معاوية ! )
قلت ( الجابري اليماني ) :
إن الظن لايغني من الحق شيئا فكلامك بالظن يحتاج الى قرينة تدعم ماأفترضته بل ماأفتريته كما هي عادة النواصب أمثالك !
أما إدعاءك هذا عليك أن تطبقة على جل أحاديث أبي وائل ومسروق فكيف نعرف انها سلمت من الوثنيين والمجوس ؟!!
وماإفترضته هنا نفترضه هناك .... وحينها على أحاديثكم عن أبي وائل ومسروق السلام !
قال الشيخ حسن بن فرحان المالكي :
وأما ترجيحه أن يكون المخبر لمسروق وأبي وائل ( من بقايا المجوس والوثنيين)! :
فهنا اخترع الناصبي واسطة بين مسروق وما رأى،
بين مسروق وعينيه
ثم أخذ يناقش هذه الواسطة!
وهل يوثق به أم لا؟!
إذن فقد بقيت هذه الرواية ورطة كبرى أربعة عشر قرناً رغم كل عمليات البتر والإخفاء والتحريف
حتى أتى هذا الناصبي فاخترع لها ما يمكن تضعيفها به..
لأنه زاد في الإسناد زيادة من عندياته وأخذ يناقشها،
وهذه فيها ذم لأبي وائل ومسروق،
لأن هذا يعني أن مسروق بن الأجدع التابعي الكبير وأبا وائل التابعي الكبير أيضاً أصبحا ألعوبة بيد المجوس والوثنيين؟
وكل أحاديثهما وآثارهما البالغة بالآلاف والتي قام عليها كثير من الفقه والعقائد والتفاسير..
كل هذه تصبح مصادرها مجوسية أو وثنية ولو من باب الاحتمال،
وما احتمل هنا يحتمل هناك،
وبما أنهما لم يذكرا الواسطة هنا وزعما الرؤية والمشاهدة فمن المحتمل أن الفعل نفسه حدث في تلك الآلاف من الأحاديث والروايات،
فلم يذكرا شيوخهما من الوثنيين والمجوس!
وما تطرق إليه الاحتمال بطل الاستدلال، وهنا تكون معظم فضائل أبي بكر وعمر التي رواها أبو وائل ومسروق مأخوذة من الوثنيين والمجوس!
فالمؤلف هنا يخترع ما يضره ولا ينفع معاوية،
فالمؤلف المسكين من حبه لمعاوية اخترع واسطة غير موجودة،
وتلك الواسطة جعلها المؤلف بين عيني مسروق وتلك السفن قسراً
! وبين عيني أبي وائل وتلك السفن قسراً أيضاً،
ثم جعل الواسطة مجوسية أو وثنية!
مع أن المجوس والوثنيين أوثق من هؤلاء النواصب،
فليس كل كافرٍ كاذباً، ولا كل مسلم صادقاً،
والدليل على هذا يراه كل الناس في واقعهم مع أصدقائهم المسلمين وعمالهم من غير المسلمين،
بل هذا المؤلف يكذب ويخترع مع أن مداد قلمه لم يجف في ذم الاختراع والكذب!
ولا حول ولا قوة إلا بالله،
ماذا فعل معاوية بهذه الأمة؟
وكيف استطاع أن يأطرهم على العمى والصمم؟.
..............
وأما قوله ( فلا يصدق على معاوية !)
قلت ( الجابري اليماني ) :
وماالذي يمنع أن يصدق هذا على معاوية مع مخالفاته الصريحه للسنة النبوية فقد فعل أقبح مايمكن فعله من قتل الصحابة وقتل البدريين بل كان يخالف ماينقله عن رسول الله الاكرم من السنة جهارا وإصرارا منه علة محقها .
فقد روى بنفسه حرمة لبس الذهب والحرير وركوب جلود السباع :
1 - نهى عن الشرب في آنية الذهب و الفضة ، و نهى عن لبس الذهب و الحرير ، و نهى عن جلود النمور أن يركب عليها
الراوي: معاوية بن أبي سفيان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم:6886
لكنه كان يخالف بإصرار ماروى هو حرمته عن رسول الله الاكرم -صلى الله عليه وآله - :
- فقال معاوية للمقدام : توفي الحسن فاسترجع ، فقال : أتراها مصيبة ؟ قال : ولم لا ؟ وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره وقال : هذا مني ، وحسين من علي ، فقال للأسدي : ما تقول أنت ؟ قال جمرة أطفئت . فقال المقدام : أنشدك الله ! هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لبس الذهب والحرير ، وعن جلود السباع والركوب عليها ؟ قال : نعم . قال فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك . فقال معاوية : عرفت أني لا أنجو منك .
الراوي: خالد بن معدان المحدث: الذهبي - المصدر: سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم: 3/158
فماالذي يمتنع أن يحدث أكثر من هذه الفعال القبيحة المخالفة لشرع الله ورسوله وإن عبد الاصنام ؟!!
قال الشيخ حسن بن فرحان المالكي :
وأما قوله ( فلا يصدق على معاوية)! -
يعني ذلك الواسطة الوثني أو المجوسي الذي اخترعه-!
وكأن الناصبي هنا مستعد لقبول الصدق إن جاءه؟
أظن أنه لو نقل أحد عن رسول الله أنه رأى ذلك لقال هذا الناصبي، ربما واسطته وثنية أو مجوسية! هؤلاء النواصب أشربوا في قلوبهم عجل معاوية؟
والذي لا يصدق الله ورسوله فيما قالاه في أهل الظلم، فلن يصدق من دونهما،
فلماذا هذا التعب في البحث عن (صدق مكذوب)؟
فالرجل يبحث عن كذب يأتي به صادق
وهذا بحث عن العدم،
فالمؤلف يريد أن يجد صدقاً يقول إن القصة باطلة!
وهذا لن يحدث، لأنه أن أتى صدق بكذب لم يعد صدقاً!