[ابو جعفر العراقي]

السير نحو نفق مظلم؟


أرى الناس تسير إلى نفق مظلم

مليء بالأفاعي والوحوش والديدان

أرى هناك رياحا تدفع بهم بسرعة

كسرعة النار في الهشيم

نفوسٌ عديدة في أجساد شتى

أرى نفساً يتملكها الفضول للدخول

ونفساً سولت لصاحبها سرقة الموتى

ونفساً خبيثة تحذو مسرعة نحو التهلكة

ترمي النفوس معها بالنار

أرى نفوساً بيضاء ناصعة

تتساقط عليها أدران النفوس الشريرة

أرى هناك قلوب عديدة

قلب يبكي على ما ستؤول إليه القلوب

وقلب يضحك ولا يعرف ان أمامه وحش

مكشر عن أنيابه ليفترسه

وقلب يتقدم قليلا ثم يتراجع

قد غلبت الحيرة عليه

ولا يرى الوحش القادم نحوه

يناديه صوت أرجع أرجع فلا يسمع

كأن في أذنيه وقرٌ!!!

لم يفت الأوان بعد

لمن يريد النجاة

ولكن كيف ينجو

وقد عميت عينه وصمت أذنه

كيف تعود تلك القلوب أدراجها

أرى شيطان متلبس بجسد انسان

فرحٌ وهو يرى تلك القلوب سائرة للتهلكة

يطبل ويزمر ويوهم القلوب بالنجاة

وحسن فعلها وشجاعة موقفها

تمهل تمهل

القلوب أراها تتسابق للوصول لسراب

نسجه الشيطان في عيونهم العمياء

توقفوا توقفوا توقفوا

صوت ملاكٌ

يذرف دموعه شفقة على تلك القلوب

والتي تتهاوى في السحيق تباعاً

وأراه يصرخ بصوت عال

على قلوب أخرى

تسعى الدخول في النفق المظلم

ما لكم تهجرون عقولكم

وتدخلون في ما يريبكم

لا فائدة ترتجى

فقد

قضى القضاء وجفت الصحف