أسوق اليكم وصف إلى ضرار بن ضمرة الكناني لمعاوية بن أبي سفيان(لعنه الله) حتى أبكاه وأبكى القوم وجعله يترحم عليه وهو عدوه فأي منزلة اكتسبت يا سيدي ويا مولاي أمير المؤمنين والوصف هو (كان والله بعيد المدى شديد القوى،يقول فصلاً ويحكم عدلاً،يتفجر العلم من جوانبه،وتنطق الحكمة من نواحيه،ويستوحش من الدنيا وزهرتها،ويستأنس بالليل ووحشته،وكان غزير العبرة طويل الفكرة،يقلب كفّه ويخاطب نفسه،يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما جشب،وكان فينا كأحدنا،يدنينا إذا أتيناه،ويجيبنا أذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه وينبئنا إذا استنبأناه،ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منّا لانكاد نكلمه هيبةً،فأذا أبتسم فعن اللؤلؤ المنظوم،يعظّم أهل الدين ويقّرّب المساكين،لا يطمع القوّي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله)
المصدر :الاستيعاب (المطبوع بهامش الأصابة :3 /44 ط دار أحياء التراث العربي بيروت)