الوقايع التي وقعت عند ولادته صلى الله عليه و آله و سلم
بحار الأنوار : ج 15 ص 257
عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله الصادق صلى الله عليه واله قال : كان إبليس لعنه الله يخترق السمآوات السبع ، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سمآوات ، وكان يخترق أربع سمآوات ، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه واله حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن امية : وكان من أزجر أهل الجاهلية : انظروا هذه النجوم التي يهتدي بها ، ويعرف بها أزمان الشتآء والصيف ، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ، وأصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه واله ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة أيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السمآوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانسربت في بلادهم ، وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العورآء ، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا ، والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة ، وبطل سحر السحرة ، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها ، وعظمت قريش في العرب ، وسموا آل الله عزوجل .
قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام : إنما سموا آل الله لانهم في بيت الله الحرام ، وقالت آمنة : إن بني والله سقط فاتقى الارض بيده ، ثم رفع رأسه إلى السمآء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ ، وسمعت في الضوء قائلا يقول : إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا ، وأتي به عبدالمطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت امه ، فأخذه فوضعه في حجره ثم قال : الحمد لله الذي أعطاني ، هذا الغلام الطيب الاردان ، قد ساد في المهد على الغلمان .
ثم عوذه بأركان الكعبة ، وقال فيه أشعارا ، قال : وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه ، فقالوا : ما الذي أفزعك يا سيدنا ؟ فقال لهم : ويلكم لقد أنكرت السمآء والارض منذ الليلة ، لقد حدث في الارض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم عليه السلام ، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث ، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا : ما وجدنا شيئا ، فقال إبليس لعنه الله : أنا لهذا الامر ، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوظا بالملائكة ، فذهب ليدخل فصاحواب به ، فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرى، فقال له جبرئيل : وراك لعنك الله ، فقال له : حرف أسألك عنه يا جبرئيل ، ما هذا الحديث الذي حدث منذ الليلة في الارض ؟
فقال له : ولد محمد صلى الله عليه واله ، فقال له : هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا ، قال : ففي امته ؟ قال : نعم ، قال : رضيت
فضائل رسول الله صل الله عليه وآله
بحار الانوار : ج16ص295
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : افتخر إسرافيل على جبرائيل فقال : أنا خير منك ، قال : ولم أنت خير مني ؟ قال : لاني صاحب الثمانية حملة العرش ، وأنا صاحب النفخة في الصور ، وأنا أقرب الملائكة إلى الله تعالى ، قال جبرائيل عليه السلام : أنا خير منك ، فقال : بما أنت خير مني ؟ قال : لاني أمين الله على وحيه ، وأنا رسوله إلى الانبياء والمرسلين ، وأنا صاحب الخسوف والقذوف ، وما أهلك الله امة من الامم إلا علي يدي ، فاختصما إلى الله تعالى فأوحى إليهما : اسكتا ، فوعزتي وجلالي لقد خلقت من هو خير منكما ، قالا : يا رب أو تخلق خيرا منا ونحن خلقنا من نور ؟ قال الله تعالى : نعم ، وأوحى إلى حجب القدرة : انكشفي، فانكشف فإذا على ساق العرش الايمن مكتوب : " لا إله إلا الله ، محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله " فقال جبرائيل : يا رب فإني أسألك بحقهم عليك إلا جعلتني خادمهم ، قال الله تعالى : قد جعلت ، فجبرائيل من أهل البيت وإنه لخادمنا
ـــــــــ
بحار الانوار : ج16 ص366
أتى يهودي النبي صلى الله عليه واله فقام بين يديه يحد النظر إليه ، فقال : يا يهودي حاجتك ؟ قال : أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله ، وأنزل عليه التوراة والعصا ، وفلق له البحر ، وأظله بالغمام ؟ فقال له النبي صلى الله عليه واله : إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه ، ولكني أقول : إن آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : " اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي " فغفرها الله له ، وإن نوحا لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق " فنجاه الله عنه ، وإن إبراهيم عليه السلام لما القي في النار قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها " فجعلها الله عليه بردا و سلاما ، وإن موسى عليه السلام لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : " اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أمنتني " فقال الله جل جلاله : " لا تخف إنك أنت الاعلى "يا يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ، ولا نفعته النبوة ، يا يهودي ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته وقدمه وصلى خلفه
ــــــــــــــــ
معجزاته صل الله عليه وآله
بحار الانوار : ج 15ص 340
قالت حليمة السعدية :
كانت في بني سعد شجرة يابسة ما حملت قط ، فنزلنا يوما عندها ورسول الله صلى الله عليه وآله في حجري فما قمت حتى اخضرت وأثمرت ببركة منه ، وما أعلم أني جلست موضعا قط إلا كان له أثر ، إما نبات ، وإما خصب ، ولقد دخلت على امرأة من بني سعد يقال لها : أم مسكين وكانت سيئة الحال ، فحملته فأدخلته منزلها ، فإذا هي قد أخصبت وحسن حالها ، فكانت تجئ كل يوم فتقبل رأسه
ـــــــــــــــــــ
إخبار رجل يهودي ولادة محمد صلى الله عليه و آله و نبوته إلى قريش
بحار الانوار : ج15 ص 260
عن سريع البارقي قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : لما ولد النبي عليه السلام ولد ليلا فأتى رجل من أهل الكتاب إلى الملا من قريش وهم مجتمعون : هشام بن المغيرة ، والوليد بن المغيرة ، و عتبة ، وشيبة ، فقال : أولد فيكم الليلة مولد ؟ قالوا : لا وما ذاك ، قال : لقد ولد فيكم الليلة أو بفلسطين مولود اسمه أحمد ، به شامة ، يكون هلاك أهل الكتاب على يديه ، فسألوا فأخبروا فطلوه ، فقالوا : لقد ولد فينا غلام ، فقال : قبل أن انبئكم أو بعد ، ؟ قالوا : قبل ، قال : فانطلقوا معي أنظر إليه ، فأتوا امه وهو معهم فأخبرتهم كيف سقط ، و مارأتت من النور ، قال اليهودى : فاخرجيه ، فنظر إليه ، ونظر إلى الشامة فخر مغشيا عليه ، فأدخلته امه ، فلما أفاق قالوا له : ويلك مالك ؟ قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة ، هذا والله مبيرهم ، ففرحت قريش بذلك ، فلما راى فرحهم قالك والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل الشرق وأهل الغرب