هذا المقال من جريدة البينة الجديدة ولأهمية الموضوع رأيت إن أنشره لكم وهو يعبر عن رأي الكاتب ووجهة نظره
من نكرة الى نكرة..حتى التحرير!!
كاليفورنيا - فالح حسون الدراجي
منذ شهر وأنا صائم عن الكتابة، إذ لم أجد في الساحة السياسية العراقية ما يسُّر الخاطر، ويبهج النفس، فيدفعني لكتابة مقال، او قصيدة، او حتى نكتة .. لكنَّ الله أراد أن يكافئني على صيامي هذا، فأفطرني على غزال طيب، وليس على (جريَّة) كما يقولون...!! وكم سيكون الأمر رائعاً ، وجميلاً، عندما تختتم صيامك بعيد كبير، أسماه الشاعر كاظم إسماعيل الگاطع في إحدى قصائده : ( عيد أبو هلالين ) ؟! نعم، هكذا زف لنا ( أبو إسراء ) نبأ العيد الكبير، فأفطرني، وجعلني أركض نحو كتابة هذا المقال .. فهل هناك عيد اكبر من العيد الذي نرى فيه قتلة شعبنا يلاقون مصيرهم بهذه الطريقة المخزية، ويموتون الميتة التي ربما لانتمناها حتى لأعدائنا احياناً .. ؟
ولعل الأمر الذي جعلني سعيداً جداً، هو أن العقاب الالهي لهؤلاء السفاحين، جاء بيد الأبطال العراقيين، وليس بيد غيرهم، ومن لايصدِّقني فليذهب لسماع تصريح السيد بايدن نائب الرئيس الأمريكي، أو إلى بيان البيت الأبيض، إذ سيجد فيهما تأكيداً نصِّياً يفيد بأن هذه العملية الناجحة جداً، قد تمت بقيادة وتخطيط وتنفيذ ومتابعة العراقيين..
ولأنني أعيش اليوم في عيد وطني كبير، وإن مزاجي الآن برتقالي، أو ( ليموني )، فإني أتمنى على الأخوة القراء، السماح لي بأن ( آخذ راحتي تماماً )، كي أثأرمن هؤلاء الـ(قشامر)الذين أدموا وأوجعوا قلوبنا بقتل خيرة أبنائنا، وتدمير أحلى ما في بلدنا الحبيب. مبتدءاً بالسؤال عن السبب الذي دفع بأبطال، وقادة العروبة، أمثال ( أبو حلا )، الى المبيت في (نگرة ) وحفرة حقيرة، وهوالذي يملك مئات القصور والشقق والمزارع والبساتين والفنادق والملاجئ ذات النجوم العشر، وغيرها من المواقع المدججة بالأسلحة التدميرية والرجال التدميريين، والتي لن يستطيع الوصول اليها أحد أبداً؟! ولأسأل بعدها أيضاً عن السبب الذي يجبر أبطال الجهاد والتكفير، وكذلك التحرير مثل (أبوعمرالبغدادي وأبوأيوب المصري) على إختيار (نگرة) عفنة، مثل ( نگرة الثرثار ) فيقضون فيها موسم الربيع الجميل، بدلاً من عشرات الأماكن الفخمة والمريحة والمنيعة التي يوفرها لهم المجاهدون في الخارج والداخل، خاصة إن لهم من الأتباع المتنفذين، والسادة المسؤولين في مفاصل الحكومة والبرلمان وزوايا القوى السياسية مايجعل المرء في حيرة من أمره؟! وإذا كان العراقيون قد أعذروا صدام حسين لتفضيله، وتقديمه الـ(نگر) على سواها بإعتبار أن للسيد الرئيس خلفية ثقافية ديناميكية ذات علاقة تأريخية مرتبطة إرتباطاً حلزونياً، إمبريالياً، بمنظومة الحفر والـ(نگر)، فإنهم لن يعذروا أبداً ( أباعمر البغدادي، وأبانعال المصري) على قضائهما موسم الربيع الباهر في تلك الحفرة الحقيرة، بينما يوجد على مقربة منهما جنة الثرثارالمذهلة. ولا أعرف مدى صحة المعلومة التي يتداولها بعض الناس، والتي تقول بأن للكلبين اللذين فطسا أمس في (نگرة) الثرثار ارثاً تأريخياً جيناتياً يتوارثه القوم عن قادتهم الأوائل جيلاً بعد جيل، فمثلاً عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) كان من أشد هواة النوم والإستمتاع، والإسترخاء في الـ(نگر ) أيام آب اللهاب، كما يقال بأن الصحابي طلحة بن الزبير (رضي الله عنه ) كان ينام في ظهر تموز في بئر باردة خالية من الماء، وكذلك الحال مع السيدة هند بنت عتبة ( أم معاوية )، التي يقال بأنها كانت تقضي قيلولتها مع عبدها الزنجي، في حفرة صغيرة تقع خلف دارها الواسعة، حيث تتلذذ كثيراً بالنوم في تلك الحفرة دون سواها من الأماكن الأخرى..!!
وعلى ذكر عمرو بن العاص، وهند ( والجماعة ) فإني اتذكر ان صديقاً ( متديناً ) سألني قبل ثلاثة أيام، وهو يسمع نبأ المخطط الذي كان ينوي الإرهابيون تنفيذه بضرب مرقد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بطائرة يتم خطفها من مطارالنجف قائلاً بألم : هل وصل الأمر بهؤلاء الكلاب الى أن يضربوا مرقد أبي الحسنين؟، وهل تعتقد بأن هذا الأمر سيمُّر على الإرهابيين بسلام، ودون عقاب من رب العالمين؟!
قلت له : وهل مرَّ موضوع حسين كامل، وأوامره للجنود بضرب مرقد الإمام الحسين(ع) بالمدفعية أبان الإنتفاضة الوطنية المجيدة بسلام، أم أن ربك جاء به من عمان الى بغداد، وهو الذي يعرف دموية صدام وقسوته، ليقتل مع أفراد عائلته شرَّ قتلة؟
وهنا اود أن أذكر بأن ثمة معلومة حصلت عليها هنا مع عدد من الأصدقاء، تفيد بأن المجرم الطائفي البعثي ( أبا عمر البغدادي ) هو صاحب فكرة قصف مرقد الإمام علي(ع)، وهو الذي أقنع أبا أيوب المصري بهذه العملية القذرة.. وإن إكتشاف هذه العملية عجلت بإسقاطهما في شرك الإستخبارات العراقية البطلة.. وأغلب الظن بأن العملية برمتها جاءت بتوجيهات شخصية من الفأر الهارب عزت الدوري، وما قضية الإختفاء بالحفرة إلا من ( بنات ) أفكار الغبي عزوز، المتأثر حد النخاع بأفكارالقائد الضرورة أبو الـ(نگر).
واليوم، وبينما تتعرض إيسلندا الى بركان جوي خطير، جلب معه الكثير من الخسائر، والمشاكل، بل والمصائب للبشرية عموماً، والى الأوربيين خصوصاً، فإن ثمة زلزالاً عظيماً أحدثه العراقيون البواسل أمس في أعماق الإرهاب الدولي، وخاصة تنظيم القاعدة الإجرامي، ذلك التنظيم العصي على الكسر، واللي، والإختراق.. حيث لم يكتف العراقيون بخرق صفوف هذا التنظيم، ولا بقتل قائده ومسؤوله الأول أبي أيوب المصري، ولا بقتل قائد الدولة الاٌسلامية في العراق أبي عمر البغدادي، ولا في قتل القائد العسكري لتنظيم القاعدة في العراق المجرم أحمد العبيدي، بل راحوا يوجهون الضربات العنيفة والمتلاحقة للإرهاب من خلال قتل، وإعتقال عشرات الأمراء، والقادة الميدانيين للإرهاب في العراق، فضلاً عن وضع اليد على مراسلات، وصور، وبيانات، وتوجيهات جرت بين قادة تنظيم القاعدة في العراق، وبين المجرمين ابن لادن، والظواهري، إضافة الى أغلب المخططات الجهنمية التي كان ينوي الإرهابيون تنفيذها، وأخطرها إلغاء الكنائس في العراق، وحذفها من الأرض تماماً، ولكن الله، وغيرة العراقيين النشامى أطفأت نار المجرمين، وأفسدت أحلامهم المجنونة.... ولعل من المفرح أن نقول بأن هذا الزلزال العظيم، قد صاحبه نجاحات فنية وسياسية أخرى، منها إعادة عملية العد والفرز اليدوي في بغداد، حيث جاء قرار الهيئة القضائية العليا بما يتمناه أغلب العراقيين، وكذلك إدراج الإرهابيين حارث الضاري، وابنه مثنى في لوائح الإرهاب الدولي المطلوب عالمياً...
من نكرة الى نكرة .. حتى التحرير !!
العرض الشجري