أما المصادر الاخرى للسنة فتجد فيها مايثبت صدور هذه الخطبة عن أمير المؤمنين عليه السلام ، كالذي ذكره ابن سلام في غريب الحديث وابن الاثير في النهاية قال ( ومنه حديث على في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ، ثم قرت ) .
وقد تتبع ذلك الشيخ الاميني رحمه الله في الغدير ج 7 ص 82 ، وج 4 ص 197 ، و الشيخ المحمودي في نهج السعادة ج 2 ص 512 .. جزاهما الله خيرا ..
- قال الشيخ الاميني رحمه الله في الغدير ج 7 ص 82 :
حول هذه الخطبة هذه الخطبة تسمى بالشقشقية :
وقد كثر الكلام حولها فأثبتها مهرة الفن من - الفريقين ورأوها من خطب مولانا أمير المؤمنين الثابتة التي لا مغمز فيها ، فلا يسمع إذن قول الجاهل بأنها من كلام الشريف الرضي ، وقد رواها غير واحد في القرون الاولى قبل أن تنعقد للرضي نطفته ، كما جاءت باسناد معاصريه والمتأخرين عنه من غير طريقه و إليك امة من اولئك :
1 ـ الحافظ يحيي بن عبد الحميد الحماني المتوفى 228 كما في طريق الجلودي في العلل والمعاني .
2 - أبو جعفر دعبل الخزاعي المتوفى 246 رواها باسناده عن ابن عباس كما في أمالي شيخ الطائفة ص 237 ، ورواها عنه أخوه أبو الحسن علي .
3 - أبو جعفر أحمد بن محمد البرقي المتوفى 274 / 80 كما في علل الشرايع .
4 - أبو علي الجبائي شيخ المعتزلة المتوفى 303 كما في الفرقة الناجية للشيخ ابراهيم القطيفي ، والبحار للعلامة المجلسي 8 : 161 .
5 - وجدت بخط قديم عليه كتابة الوزير أبي الحسن علي بن الفرات المتوفى 312 كما في شرح ابن ميثم .
6 - أبو القاسم البلخي أحد مشايخ المعتزلة المتوفى 317 كما في شرح ابن ابي الحديد 1 ص 69 .
7- أبو أحمد عبد العزيز الجلودي البصري المتوفى 332 كما في معاني الاخبار .
8 - أبو جعفر ابن قبة تلميذ أبي القاسم البلخي المذكور رواها في كتابه ( الانصاف ) كما في شرح ابن ابي الحديد 1 : 69 وشرح ابن ميثم .
9 - الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى 360 كما في طريق القطب الراوندي في شرح النهج .
10 - أبو جعفر ابن بابويه القمي المتوفى 381 في كتابيه : علل الشرايع ومعاني الاخبار .
11 - أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري المتوفى 382 . حكى عنه شيخنا الصدوق شرح الخطبة في معاني الاخبار والعلل .
( لفت نظر ) * عده السيد العلامة الشهرستاني في ( ما هو نهج البلاغة ) ص 22 ممن روى الشقشقية فأرخ وفاته بسنة 395 ، وذكره في ص 23 فقال : من أبناء القرن الثالث . لا يتم هذا ولا يصح ذاك ، وقد خفي عليه أن الحسن بن عبد الله العسكري راوي الشقشقية هو أبو أحمد صاحب كتاب الزواجر وقد توفي سنة 382 وولد 293 ، وحسبه أبا هلال الحسن بن عبد الله العسكري صاحب كتاب " الاوائل " تلميذ أبي أحمد العسكري والتاريخ الذى ذكره تاريخ فراغه من كتابه الاوائل لا تاريخ وفاته . توجد ترجمة كلا الحسنين العسكريين فمعجم الادباء 8 : 233 - 268 ، وبغية الوعاة ص 221 .
12 - أبو عبد الله المفيد المتوفى 412 ، استاذ الشريف الرضي رواها في كتابه ( الارشاد ) ص 135 .
13 - القاضى عبد الجبار المعتزلى المتوفى 415 : ذكر في كتابه " المغنى " تأويل بعض جمل الخطبة ومنع دلالتها على الطعن في خلافة من تقدم على أمير المؤمنين من دون أي إيعاز إلى الغمز في إسنادها .
14 - الحافظ أبو بكر ابن مردويه المتوفى 416 ، كما في طريق الراوندي في شرح النهج .
15 - الوزير أبو سعيد الآبي المتوفى 422 في كتابه ( نثر الدرر ونزهة الاديب .
16 - الشريف المرتضى أخو الشريف الرضي الاكبر توفي سنة 436 ذكر جملة منها في الشافي ص 203 فقال : مشهور : وذكر صدرها في ص 204 فقال : معروف .
17 - شيخ الطائفة الطوسي المتوفى 460 رواها في أماليه ص 327 عن السيد أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار المترجم في مستدرك العلامة النوري 3 : 509 من طريق الخزاعيين . وفي تلخيص الشافي .
18 - أبو الفضل الميداني المتوفى 518 في مجمع الامثال ص 383 قال : ولامير المؤمنين علي رضي الله عنه خطبة تعرف بالشقشقية لان ابن عباس رضي الله عنهما قال له حين قطع كلامه : يا أمير المؤمنين ! لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت فقال : هيهات يا ابن عباس ! تلك شقشقة هدرت ثم قرت ] .
19 - أبو محمد عبد الله بن أحمد البغدادي الشهير بابن الخشاب المتوفى 567 قرأها عليه أبو الخبر مصدق الواسطي النحوي ، وسيوافيك بعيد هذا ، كلامه فيها .
20 - أبو الحسن قطب الدين الراوندي المتوفى 573 رواها في شرح نهج البلاغة من طريق الحافظين : ابن مردويه والطبراني وقال : أقول : وجدتها في موضعين تاريخهما قبل مولد الرضي بمدة ، أحدهما : أنها مضمنة كتاب " الانصاف " لابي جعفر ابن قبة تلميذ أبي القاسم الكعبي أحد شيوخ المعتزلة وكانت وفاته قبل مولد الرضي . الثاني : وجدتها بنسخة عليها خط الوزير أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات وكان وزير المقتدر بالله ، وذلك قبل مولد الرضي بنيف وستين سنة ، والذي يغلب على ظني أن تلك النسخة كانت كتبت قبل وجود ابن الفرات بمدة .
21 - أبو منصور الطبرسي أحد مشايخ ابن شهر اشوب المتوفى 588 في كتابه " الاحتجاج " ص 95 فقال : روى جماعة من أهل النقل من طرق مختلفة عن إبن عباس .
22 - أبو الخير مصدق بن شبيب الصلحي النحوي المتوفى 605 قرأها على أبي محمد ابن الخشاب وقال : لما قرأت هذه الخطبة على شيخي أبي محمد ابن الخشاب .. .. الخ.
23 - مجد الدين أبو السعادات ابن الاثير الجزري المتوفى 606 ، أوعز إليها في كلمة " شقشق " في النهاية ج 2 : 294 فقال : ومنه حديث علي في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ثم قرت .
24 - أبو المظفر سبط ابن الجوزي المتوفى 654 في تذكرته ص 73 من طريق شيخه أبي القاسم النفيس الانباري باسناده عن ابن عباس فقال : تعرف بالشقشقية ذكر بعضها صاحب نهج البلاغة وأخل بالبعض وقد أتيت بها مستوفاة ثم ذكرها مع اختلاف ألفاظها .
25 - عز الدين ابن ابي الحديد المعتزلي المتوفى 655 قال في شرح النهج 1 : 69 . قلت : وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة . ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر ابن قبة أحد متكلمي الامامية وهو الكتاب المشهور بكتاب " الانصاف " وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا .
26 - كمال الدين ابن ميثم البحراني المتوفى 679 ، حكاها عن نسخة قديمة عليها خط الوزير علي بن الفرات المتوفى 312 ، وعن كتاب " الانصاف " لابن قبة ، وذكر كلمة ابن الخشاب المذكورة وقراءة أبي الخير إياها عليه .
27 - أبو الفضل جمال الدين ابن منظور الافريقي المصري المتوفى 711 قال في مادة ( شقشق ) من كتابه ( لسان العرب ) ج 12 : 53 : وفي حديث علي رضوان الله عليه في خطبة له : تلك شقشقة هدرت ثم قرت . 28 - مجد الدين الفيروز آبادي المتوفى 816 / 17 أوعز إليها في القاموس ج 3 : 251 قال : والخطبة الشقشقية العلوية لقوله لابن عباس لما قال له : لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت : يابن عباس ! هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت .
- وقال الشيخ المحمودي في نهج السعادة ج 2 ص 512 :
ليعلم أن الخطبة الشريفة قد رواها جماعة كثيرة من علماء السنة والإمامية ومن عجائب الدهر أنه مع كثرة الدواعي على إخفاء أمثال هذا الكلام ، واستقرار ديدنهم على تغطيته وستره ، وتمزيق أصله وإحراق مصادره ، ومع ذلك كله قد تجلى في أفق كتب كثير من أهل الإنصاف من علماء أهل السنة ، وتلألأ بدره التام بحيث ينفذ شعاعه في حاسة العميان فضلا عن أهل البصائر والضمائر ، فرواها الحافظان ابن مردويه ، والطبراني - كما يأتي - ورواها ابن الخشاب عبد الله بن أحمد واعترف بأنها من كلام أمير المؤمنين عليه السلام وأنه وجدها في كتب العلماء وأهل الأدب بخطوطهم قبل أن يخلق الرضي بمأتي سنة ، كما ذكره عنه ابن أبي الحديد في شرح الخطبة ، وكذلك ذكر ابن أبي الحديد في الشرح : ج 1 ص 69 : أنه وجد كثيرا من ألفاظ الخطبة في تصانيف إمام البغداديين من المعتزلة الشيخ أبي القاسم البلخي ، وأيضا رواها سبط ابن الجوزي يوسف بن قزغلي الحنفي في أول الباب السادس من كتاب تذكرة الخواص ص 133 ، عن شيخه أبي القاسم النفيس الأنباري ، ثم ذكر الخطبة بما يستفاد منه تعدد الطرق لها . ورواها أيضا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري المتوفي عام 382 ، كما رواها عنه الشيخ الصدوق في علل الشرائع ومعاني الأخبار ، وكذلك العلامة الحلي في المطلب الخامس من كتاب كشف الحق : ج 2 ص 40 ، وكذلك نقلها عنه في المقدمة الثالثة من كتاب الدرجات الرفيعة ، ص 37 . ورواها أيضا أبو علي الجبائي وأبو هلال العسكري الحسن بن عبد الله بن سهل المتوفي بعد سنة 395 . في كتاب الأوائل كما نقل عنه في إحقاق الحق نقلا عن هدية الأحباب . وكثيرا منها ذكره الأدباء واللغويون ، فذكر قطعا منها في مادة : جذ وحذ وحضن ونفج ونفخ وشقشق من القاموس ولسان العرب وتاج العروس ، ومجمع الأمثال : ص 169 . وقطعا كثيرة منها ذكرها ابن الأثير في النهاية ، فانظر منه المواد التالية : جذ . وحذ . وحضن . ونفج ونفخ . ونثل . وخضم . وشقشق ، وعفط . وحلأ . وسفف وشنق . وقال الفيروز آبادي في مادة : ( شقق ) من كتاب القاموس : والخطبة الشقشقية العلوية لقوله لابن عباس - لما قال له : لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت - : يا ابن عباس هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت ! ! ! وقال في باب الاستعانة من الجزء الثالث من كتاب تحرير التحبير ، ص 383 : وأما الناثر فإن أتى في أثناء نثره ببيت لنفسه سمى ذلك تشهيرا ، وإن كان البيت لغيره سمي استعانة كقول علي - عليه السلام - في خطبته المعروفة بالشقشقية : [ فيا عجبا ] بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته [ ثم قال ] : شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر فهذا البيت للأعشى استعان به علي عليه السلام كما ترى . أقول : وللعلامة الأميني رحمه الله في الغدير : ج 7 ص 80 كلام وفيه فوائد . انتهى .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى ال بيته الطاهرين .
منقول :
جاءت هذه الخطبه (الشقشقية) في كتاب نهج البلاغه 0وجاء في نفس الكتاب ما يعارض هذه الخطبه ويناقضها مما يدل على إضطراب وتلفيق هذه الخُطب فكيف يذم سيدنا علي أبابكر وعمر ثم يمدحهما ويثني عليهما في نفس الوقت؟؟!
هجوتُ زهيراً ثم إني مدحتهُ*** ولا زالتِ الأشراف تُهجى وتمدحُ
فهذا أبو السبطين يمدح إخوانه صحابه رسول الله فيقول:
هكذا يصف علياً رضي الله عنه أصحاب رسول الله 0لا كما يتهمهم الشيعه اليوم بالكفر والنفاق وألإرتداد عن الدين0
وقال رضي الله عنه في إحدى خطبه :
وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق و الخليفة الفاروق، ولعمري أن مكانهم في الإسلام لعظيم وأن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد. رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملا0
فكيف يطعن الشيعه في الشيخين بعد هذا الثناءعليهم من امير المؤمنين؟
ومن كتابه لمعاويه بن أبي سفيان:
إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبابكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه0فلم يكن للشاهد ان يختار ولا للغائب أن يرد0 وإنما الشورى للمهاجرين والانصار0فإن إجتمعوا على رجلٍ وسموهُ إماماً كان ذلك لله رضي0فإن خرج من امرهم خارج بطعنٍ أو بدعه ردوه الى ما خرج منه0فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى0
لله درك يا أبا الحسن ما أعدلك وأطهرك وما أشد حبك لله ورسوله وصحابته0
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
ما لكم تلتفون حول الحق وتعودون الى نقطة البداية ؟؟؟
ان ظلم الزهراء _عليها السلام _ او غصب الخلافة من امير المؤمنين _عليه السلام _ ليس بموضوع جديد تتناقله الصحف حديثا انما هو تاريخ من مئات السنين مثبت عند الناس جميعا وفي دفاعنا عنهم صلوات الله عليهم اجمعين ليس فيه تنافس معكم او مرابزة ولكن الحق لابد ان يظهر والظلم لابد ان ينجلي __
فاتركوا الباطل والتزموا بالحق وقوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ...
تقول((جاءت هذه الخطبه (الشقشقية) في كتاب نهج البلاغه 0وجاء في نفس الكتاب ما يعارض هذه الخطبه ويناقضها مما يدل على إضطراب وتلفيق هذه الخُطب)) اقول ليس هذا يسمى تعارض موجب للتلفيق سوف اعطيك مثالا ((قال تعالى (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ))) وهذا يعني ان قتل المؤمن في النار خالدا لايتوب الله عليه ولكن هناك اية ثانية تقول ان القاتل يمكن ان يتوب الله عليه قال تعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) فهذا ليس تعارضا اخي الكريم بل هناك شيء اسمه العام وهناك شيء اسمه المخصص وهناك المطلق وهناك المقيد مثلا في خطبة الامام علي التي يمتدح بها الصحابة المنتجبون فهذه خطبة صحيحة بلفظ عام ولكن تاتي الخطبة الشقشقية لتخصص الخطبة السابقة وتخرج ابي بكر وعمر من قائمة الصحابة المنتجبون... ولي عودة الى ماذكرته بعد ان اتفرغ ان شاء الله